الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق ثورة اللوتس (7) : الشكر والإمتنان لجمال مبارك ...

طارق حجي
(Tarek Heggy)

2011 / 2 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


حكم حسني مبارك مصر لمدة ثلاثين سنة . خلال النصف الأول من هذه المدة ، لم يكن الإبن الأصغر لحسني مبارك (جمال) يشارك أباه حكم مصر . أما خلال االنصف الثاني ، فقد ترك جمال لوالده الشئون الخارجية وقليل من المسائل الداخلية . أما إدارة الحياة السياسية الداخلية وإدارة الحياة الإقتصادية لمصر فقد كانا فى يد هذا الإبن السيكوباتي بالغ الخطر والعدوانية والذى أتيح لي أن أعرفه . وأزعم أننا كنا أعداءا بكل ما تعنيه الكلمة . إحتكر جمال مبارك قيادة الحزب الوطني بمساعدة مجموعة من أسوأ الشخصيات المصرية أمثال صفوت الشريف وعلي الدين هلال ومفيد شهاب ، ومعه أعضاء الأواليجاركيا البشعة التى كونها من حلف السلطة والثروة (والتى كان أبرز رموزها أحمد عز وغيره من أكثررجال الأعمال إنتهازية ووصولية مع إنحطاط مذهل فى الوطنية والتكوين الأخلاقي ناهيك عن إستعداد فطري عجيب للفساد والإفساد . تأزمت علاقتي مع هذا "الولد" الذى كان لعنة على أبيه بعد مائة يوم قضيتها رئيسا لمكتبة مصر الجديدة (فى 1997) وإنتهت بإستقالة مكتوبة لرئيسة الجمعية التى تتبعها المكتبة أي لحرم رئيس مصر (والدة "الولد اللعنة" ) عندما حاولت (حرم الرئيس) التدخل فى أسلوب إدارتي للنشاط الثقافي للمكتبة . يومها أرسلت لها أشد ما كتبت حدة . ويشهد على هذا رجلان : السفير صلاح الدسوقي الذى كان من أقرب أصدقاء جمال عبدالناصر ، والدكتور مراد وهبة ، الذى كان خلافي مع حرم الرئيس بسببه . فقد دعوته بصفته أحد أعلم المصريين بفلسفة التعليم الحديثة ، وأصرت حرم الرئيس (السابق) على ألا يحاضر هذا العلامة بمكتبة مصر الجديدة ، فإستقال كاتب هذه السطور من رئاسته للمكتبة ، إذ كان قد إشترط لقبوله رئاسة المكتبة ألا يتدخل أحد فى عمله . لقيت "الولد - اللعنة" بعد إستقالتى من رئاسة المكتبة ، فرأيت فى عينيه كل حيثيات العداوة ، التى أسعدتني ، فعكسها إهانة لي ! بعد سنوات إلتقينا مرة أخري فى عشاء بمنزل صديق مشترك ، فسألني عن وجهة نظري فى تصدير الغاز لإسبانيا وإسرائيل ، فكان ردي : أن إتفاقيتي تضير الغاز اللتين يتحدث عنهما هما أسوأ ما يمكن (إقتصاديا) تصوره ، ففى الحالتين تحصل مصر على سعر حقيقي لكل مليون وحدة حرارية تباع من الغاز الطبيعي على أقل من ربع السعر الذى كان من الممكن الحصول عليه لولا الأبعاد غير الإقتصادية ! وقد فهم من كلامي أنني قصدت أن الكارثة (فى الحالتين) تكمن فى "الوسيط" والذى كان ولايزال يحصل على ربح أكبر من ربح البائع (مصر) . وهذا الوسيط (فى الحالتين) كان حسين سالم الذى يعلم الجميع أنه كان يحل (فى هذه الصفقات وفى غيرها) محل "الرجل الكبير" !!!! ... وفى يوم من الأيام جاءني شخص (هو اليوم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الصحفية) يخبرني أن "الولد - اللعنة" يشيط غضبا مني ويتهمني بالحقد (!!) عليه ، وأنه يخشي عليِ من "غضبة الولد اللعنة" . وكان ردي بالغ السخرية ولا يمكن أن أورده هنا لأن كل ألفاظة تقع تحت طائلة قانون العقوبات !! .... حسني مبارك إذن حكم نصف مدة حكمه بقدراته ، وهى جد متواضعه وخالية تماما من الثقافة والحس التاريخي (لم يعرف حسني مبارك عندما زار جريدة الأهرام رجلا ... فسأل بالمصرية "مين الجدع ده !؟ " فقال له مضيفه : هذا هو الدكتور لويس عوض !!! ومع ذلك ‘ فإن حسني مبارك (بآفاقه بالغة الضيق وقدراته المتواضعة) ما كان ليتسبب فى "ثورة" كالتي قامت يوم 25 يناير ... وأنا وأظن أن معظم أبناء مصر سيشاركوني الرغبة فى أن نشكر "الولد - اللعنة" ! وسنقول له : ألف شكر يا جمال ! فلولا طموحك المجنون ورغبتك فى أن ترأس مصر (تصور !! ) ... رعم محدودية قدراتك .... ولولا أنك كنت - كما نقول بالعامية المصرية - "صاحب بالين" (أي أنك كنت تريد "كل السلطة" وتريد فى نفس الوقت "كل الثروات" ) لولا مطامعك تلك لما ثار أحد ، ولأخلصنا لسلبيتنا التى كنت أنت أهم أسباب تخلصنا منها وإنتقالنا من مطلق السلبية لمطلق الإيجابية ... فألف ألف شكر لك !! ولولا أنك شاركت جل رجال الأعمال وكونت ثروة لم يكونها أي ملك أو أمير عربي (رغم فقر معظم أبناء بلدك) ولولا أنك حوَلت نفسك لرازق يمنح ويمنع ، لما أسقطنا جلد الصمت ولما كسرنا حائط الخوف ... ولولا أنك زورت (بنفسك وبمساعدة إثنين ينافسانك فى الحصول على أكبر قسط من كراهية وإزدراء المصريين) إنتخابات مجلسي البرلمان المصري خلال 2010 وبلغ بك الفجور (والحمق والرعونة) أن تجعل رجال حزبك يفوزون ب 98% من مقاعد مجلس الشعب ، لولا حماقات كهذه لما أشعل شباب مصر أروع ثورة - فى العالم - منذ ثورة البلاشفة فى روسيا منذ أقل قليلا من قرن (1917) ... فألف ألف شكر ! فلولا دورك لبقي المصريون على سلبيتهم ورضاهم بالمقسوم وإعتبارهم ان والدك هو نصيبهم ! لولاك ، لعاش أبوك رئيسا لنا حتى " آخر نفس " كما قالها لنا منذ شهور ! ولكن فكرة "العدالة المطلقة" التى كان يؤمن بها الفيلسوف الألماني الأعظم بين الفلاسفة أرادت لك ألا تموت وأنت الرئيس ! وأن يكون اللحن الأخير فى حياتك " أكثر من تعيس " ... وهو لحن من تأليف وعزف الإبن اللعنة ، الذى أكرر شكري وشكر مصر وشكر عشاق الحرية له ! فألف ألف ألف شكر يا ولد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يقدمان التعازي -للشعب الإيراني-


.. كيف ستنعكسُ جهودُ الجنائية الدولية على الحرب في غزة؟ وما تأث




.. حماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد


.. 50 يوما طوارئ تنتظر إيران.. هل تتأثر علاقات إيران الخارجية ب




.. مقتل طبيب أمريكي في معتقلات الأسد