الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شباب من تونس ومصر ومحافظات عراقية

حسين التميمي

2011 / 2 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يقول كارل يونغ رائد علم النفس الجمعي ان بالامكان دراسة المجتمعات (نفسيا) بطريقة مقاربة لدراسة الانسان الفرد الى حد ما، ونحن اذ نتابع مايحدث على الساحة العربية، بدءا بثورة الياسمين التونسية ومرورا بثورة (الفيس بوك) المصرية وليس انتهاء بالعديد من الدول العربية التي عانت وتعاني من سلطات دكتاتورية قمعية طالما اذلت شعوبها واضطهدتها لاكثر من عقدين او ربما ثلاثة.
هذه الشعوب العربية لم تحمل السلاح او تلجأ الى العنف بل اكتفت بالوقوف في الشارع مطالبة حكوماتها بالرحيل. ومع مرور الوقت تأكد للالاف المؤلفة من المواطنين الغاضبين انهم هم الاقوى والاكثر تاثيرا في الساحة سياسيا ودوليا، وان رياح التغيير لاريب قادمة لامحالة وستشمل العديد من الانظمة البالية في العالم العربي .
وربما يكون للتجربة العراقية بعض التاثير في تحفيز هذه الجماهير سيما وأن العراق شهد قبل فترة ليست بالطويلة تعاملا مختلفا من قبل العديد من الانظمة العربية التي تعاملت معه بترفع وتكبر في البداية معيبة عليه انه مجرد بلد محتل لكنها سارعت في الاونة الاخيرة الى استعادة علاقاتها الدبلوماسية والتجارية معه، ولم تكتف بهذا بل وافقت على ان تكون القمة العربية المقبلة في بغداد !!
ربما يكون لهذا التغيير في السياسات العربية تأثير سلبي على نفسية المواطن العربي الذي رضي بالجوع والحرمان، ووافق انظمته التي اتخذت قرارات متشددة ضد العراق بوصفه (بلد محتل).. لكن تراجعها عن هذه القرارات بهذه الطريقة غير المبررة ربما يكون محبطا للجماهير العربية، وهو بالتالي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر الدكتاتوريات الهرمة.. فضلا عن قشات اخرى كثيرة، هذه مجرد وجهة نظير ربما تكون محقة او مخطئة.. لكن ما يعنينا هنا هو علاقة هذا التغيير في العالم العربي بما يحدث داخل عالمنا العراقي (ان صح التعبير) .
العراق ومنذ نيسان 2003 دخل مرحلة جديدة، ودهمته رياح تغيير (مصطنعة) ومصنعة وليس طبيعية، هذه الرياح كان عنوانها العريض (الديمقراطية) ورغم مرور اكثر من ثمانية اعوام على هذه التجربة الا ان الديمقراطية لم تفلح في الحصول على (هوية احوال مدنية عراقية) حقيقية، والاسوء من هذا كله ان العديد من الممارسات الديمقراطية ومنها الانتخابات التي لم تفلح في ايصال اناس ديمقراطيين الى سدة الحكم سواء في المحافظات او في بغداد - الى حد ما.. فالأمن لم يصل بعد الى مستوى الطموح وكذلك الخدمات ولم يحصل الالاف المؤلفة من العاطلين عن العمل على اي فرصة، يضاف الى ذلك الفساد الاداري والمالي وغش المقاولين الذين فاقموا من احساس المواطن باللاجدوى من خلال اقامة العديد من المشاريع الوهمية او سيئة التنفيذ.
يضاف الى ذلك عمليات قمع حرية الرأي عن طريق لجوء العديد من الاحزاب التي تدعم بعض المحافظين او اعضاء مجالس المحافظات الى استخدام اساليب الترهيب والتهديد ضد اي اعلامي ناشط يرفض الظلم الذي يتعرض له ابناء المحافظة، فلايحق لأي اعلامي او مثقف ان ينتقد او يدين السلبيات، ولايحق لأي مواطن ان يفتح فمه ويعترض لأنه سيلقى عقابا ما، وعليه ان يقتنع بان لاسبيل للخلاص سوى الانتظار ريثما تمر السنوات الاربعة لكي تمضي الحكومة المحلية المنتخبة بركنيها (المجلس والمحافظة) لأن المحافظ قد جاء باقاربه وابناء طائفته ووضعهم في موضع المتلاعبين والعابثين بمقدرات الناس والمجلس في سبات شبه دائم لأن اي عضو فيه لايهتز له طرف ولاينفعل الا اذا تعرض هو او احد المقربين منه الى ظلم ما، او اذا تضرر هذا المقاول او ذاك ممن لهم مصالح مشتركة مع اعضاء المجلس.
اذن لن نستغرب ان ينفد صبر المواطن العراقي عندما يرفض ان ينتظر لاربعة سنوات اخرى مجيء حكومة محلية جديدة، وان نفاجأ به وهو يقوم بتظاهرة سلمية تجوب شوارع المدينة مطالبا مجلس المحافظة وادارتها بالرحيل على عجل لأنه غير مستعد لانفاق 4 سنوات من عمره ريثما تمتلئ جيوب المسؤولين بالنقود ويمتلئ هو حسرة وألما.
بغداد ومحافظات اخرى قد بدأت فيها التظاهرات بالفعل، وينتظر ان تتزايد اعداد المتظاهرين، وان تطول ساعات وايام التظاهر، حتى تتحقق المطالب المشروعة للجماهير.. وعلى جميع الساسة والمسؤولين ان يعيدوا حساباتهم، وان يتأملوا جيدا في التجربة التونسية والمصرية التي استطاعت ان تهزم الدكتاتورية، وان تعيد للمواطن شعوره بحريته وكرامته، قبل ان تعيد له باقي حقوقه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأحزاب وتحولها الى دكتاتوريات
علي عباس , كاتب وباحث مستقل / الدنمارك ( 2011 / 2 / 14 - 11:44 )
بسمه تعالى / ببساطة شديدة نقولها كلا كلا والف لا للأحزاب بكل أنواعها وحتى من تسربل بلباس الدين وتحول بعد ذلك الى تين يأكل منه أو طين ينزلق اليه السذج ! وبدون الدخول الى مساجلات ونقاشات هدفها فقط ان يتحول منظر او مؤيد تلك الأحزاب الى أداة ووسيلة للتسلط والتسيد , نعم وتجربة العراق يراها الأعمى قبل البصير في تسيد وتسلط الأحزاب وتقاسم هذا التسلط وهدفه واضح الا وهو سرقة خيرات ومقدرات هذا البلد الذي ما أن يتسيد ويتسلط عليه أحد فردا كان او حزبا حتى ينقلب على عقبيه ويتحول الى مجرم او دكتاتور , وكأن العراق عليه لعنة دائمة لا ترضي رب العباد عنه او ان من أسبابه تناول الحرام ومال الشبهة وسفك الدماء واسباب وأمور لا مجال لحصرها هنا , والحل هو بكل شفافية وبساطة ان تبعد هذه الأحزاب الدكاكين وترحل من البلد أو تلغى او تذوب لكي تكون جزء نظيف وشريف من فئات الشعب هذا , ويجب على العراقيين ان ينتفضوا بمضاهرات وأعتصامات سلمية حتى يتم أسقاط هذا البرلمان السقيفة وحكومتها؟ وكل الأحزاب وهذه الرموز المسماة بالوطنية او الدينية التي وفدت مع المحتل ومن خارج الحدود , ويجب على الشعب ان يغير هذا الدستور او بعض بنوده

اخر الافلام

.. سباق بين مفاوضات الهدنة ومعركة رفح| #غرفة_الأخبار


.. حرب غزة.. مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس| #غرفة_الأخبار




.. قراءة عسكرية.. معارك ضارية في شمال القطاع ووسطه


.. جماعة أنصار الله تبث مشاهد توثق لحظة استهداف طائرة مسيرة للس




.. أمريكا.. الشرطة تنزع حجاب فتاة مناصرة لفلسطين بعد اعتقالها