الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر..مقدمات ثوره ..وليست الثوره

ليث الجادر

2011 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


في كل مره نبدوا في تقيماتنا لما يجري من احداث او مواقف وكاننا نتعمد من ان نكون وكاننا نقف بعكس الاتجاه العام للتقيمات المحدده ,وفي كل مره نرفع فيها صوتنا والذي يكاد ان يكون وحيدا,يبدو كنبرة نشاز تعتري تعبيرات السرب الذي من المفترض ان نكون فيه .. وكم نتمنى ان لا نضطر الى ان نبدوا هكذا ..لكن ذلك لم يحدث الا بكوننا نتوقف في كل مره عند عقيدتنا الطبقيه وننطلق منها في تقييماتنا واحكامنا اتجاه ما يعتري الواقع , ولان الكثير من التشخيصات التي ادلينا بها والتي كانت تعتبر نبرة نشاز .قد ثبتتها واقعية الاحداث وتداعياتها ..فقبل اندلاع الحرب الطائفيه في العراق (ونحن مصرين على هذه التسميه ) حذرنا وتوقعنا حتميتها وضرورتها ..كما اننا حاولنا التذكير وبقوه على نظريه الازمه الدوريه للنظام الراسمالي باكثر من عام قبل وقوع ما بات يعرف الان بالازمه الماليه العالميه ..هذه التشخيصات وغيرها جعلنا نكتشف شيئا فشيء باننا ننطق بنبرة الحق وسط ضجيج الضياع الذي يعتري حركة السرب التقدمي المفترض ..وصرنا واثقين يوما بعد يوم بان صوتنا في النهايه هو الذي سيشكل نبرة الثوره ...والى ذلك الحين فلا فكر ثوري ولا ثوريين الا نحن وفكرنا ومن يوافقنا ويصحح لنا ما نقع فيه من (لمم) ..والى ذلك الحين فنحن مصرين على ذكر الحقيقه التي نحاول ان نعيها دون وجل او تردد ..ولهذا فنحن وبصدد تقيمنا لاحداث مصر وما آلت اليه الى حد الان لا نجد أي حرج او غضاضه في ان نعتبر النتيجه هي اولا انتصار واضح ولكنه غير اكيد لتوجهات الاداره الامريكيه بزعامة اوباما صاحب صاحب مشروع (التغيير؟) الذي ملىء الدنيا ضجيجا ابان حملته الانتخابيه والتي ساندها وبقوه (الشباب ؟) الامريكي باعتبارها دعوه لتغيير الواقع الاجتماعي ..لكن اوباما كان يغني على ليلاه هنا وهؤلاء الشباب سمعوا غناؤه هناك..الرجل كان يشير الى ضرورة التغيير في ما وراء البحار والى الشرق الاوسط بالتحديد بينما فهم مؤيديه انه يشير الى واقعهم ..ومع سؤ الفهم هذا فان اوباما عبر عن نيته الحسنه اتجاه من انتخبوه وقام باقصى ما يمكن ان يقوم به ولربما اقترب من خطوط التحذير التي رسمها نظامه الراسمالي المتأزم ..لينصرف بعد هذا الى تنفيذ مشروعه التغييري الذي عناه وهو في كل الاحوال يعبر عن رؤيه تكتيكيه جديده لما يجب ان يكون عليه شكل تنفيذ مشروع الفوضى الايجابيه (الفوضى السياسيه المسيطر عليها) ..وكانت سيطرة الجمهوريين على الكونغرس ايذانا واشاره نهائيه لبدأ هذه المرحله ..هنا يجب ان نوضح الاليه المقترحه لتنفيذ المشروع الامريكي .لان ذلك من شأنه ان يحل الاشتباك بين تقييم الواقع بامكانياته وبين تقييم نشاط تمكينه السياسي ..فهذه الاليه تعتمد اولا على احتواء امكانيات الثوره الاجتماعيه من خلال تمكينها الجزئي لها ويتم هذا بتجريد منظومات الحكم القائمه في المنطقه من مصادر دعمها الخارجي على ان يكون ذلك بطريقه متدرجه ومراحليه ويتم استفزاز جزء من قاعدة الثوره لان تتحرك وتعلن مطالبها فيبدو الامر وكانه ثوره اجتماعيه او شعبيه ..وهنا ترتبك الرؤيه الثوريه ويجد الكثير من الثوريين انهم مجبرين للانسياق وراء حركه من المفترض ان تكون جزء من حركه اكبر واشمل واكثر وعيا ..فيصبح حال الثوريين وحال المحتجين تماما كحال من يجني الثمار في غير وقت نضوجها ويصبح الحكم على نتيجة جهدهم هذا بانهم كالزارعين في ارض غيرهم ( مجتني الثمر بغير وقت ايناعه كالزارع في ارض غيره )(حكمه عربيه قديمه) ..هكذا هو وصف الحال اليوم لحد هذه الساعات في مصر ..فما حدث وما تم الى الان ليس ثوره لكنه مقدمات لثوره أيا كان وصفها ...بمعنى ان اكتفت بهذا المقدار وهذا ما تسعى اليه ادارة اوباما فان جهود المحتجين المصرين ان كانوا يدرون او لا يدرون هي مجرد نشاط تطوعي بذلوه لصالح مشروع ادارة اوباما ,وغرس مجاني قاموا به في مزرعة الامبرياليه الجديده الناشئه.. أما الشرط الوحيد لالغاء هذا الوصف والانطلاق من هذه المقدمات الى الحال الثوري فهو مرهون حصرا بتحرك القوى الطبقيه المصريه وقاعدتها ..فقط في مثل هذا الحال يحق لنا ان نقول او ان نتحدث عن فعل ثوري يحدث في مصر .. فقط حينما يطور العمال المصريون والكادحين والفلاحين المقدمات الثوريه الى امكانيات ثوريه ..هذا اذا تم فسنكون فعلا امام انعطافه كبرى في تاريخ الوعي الثوري اولا والتفاته مهمه في مجرى مسيرة الثوره الاجتماعيه ثانيا ..بمعنى ان مجرد قيام العمال بهذه الخطوه في هذا التوقيت يمثل معنى انتصارالثوره سواء تحققت ميدانيا ام تم قمعها ..وهذا يتعلق جوهريا بموقف الطبقه العامله المصريه وتحركاتها ..انه موقف فريد في تاريخ الحركه العماليه العالميه ..موقف وتحركات عبقريه اذا ما اكتملت فانها تقلب نمطية التحركات العماليه الكلاسيكيه في الثورات الكبرى حيث كان العمال على الدوام الطبقه الاكثر اندفاعا عفويا الى الثوره واكثر الطبقات تقديما للتضحيات واقلها كسبا للنتائج ..لكن العامل المصري ..هذا الفرعون الازرق يبدو انه يتهيء لان يعطينا درسا مهما وخطيرا في التخطيط لمهام الثوره ..انه لحد الان يقلب هذه المعادله ويصححها ..هذا الفرعون الازرق يبدي الكثير الكثير من الوعي الطبقي ويتحرك بحذر يشد الانتباه ..ففي صخيب الاحتجاجات بدأ بتململ وبتحركات صامته في قطاعات محدده ليعلن العمال فيها ادارتهم الذاتيه ..ثم صمتوا .. لم يندفع الباقين ..عرفوا ان هذا التوقيت لم يحن فيه بعد الاندفاع بهذا الاتجاه .. ثم انهم تحركوا في السويس ..ومن يستذكر ذالك التحرك ويتمعن في تفاصيله وتفاصيل التصدي له من قبل السلطه سيدرك فورا انه يقف امام محاولات ثوريه وارهاصات تحرك ثوري جدي منظم وواعي ..ومن تابع هذه التحركات العماليه خارج طوق تغاضي الاعلام البرجوازي لها فانه بكل تاكيد كان يدرك ان يوم السويس ذاك وما تلاه يوازي بقيمته ايام ميدان التحرير كلها .. كما انه من المفترض ان يدرك بان تعميد الحدث المصري بالثوريه لا يمكن ان يقوم به الا العمال الفراعنه وما عدى ذلك فهو محض غضب واعتراض واصلاح والاخطر من ذلك انه سيكون مجرد زرع في ارض الغير ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تونس.. فوز محسوم لقيس سعيد؟ | المسائية


.. هل من رؤية أميركية لتفادي حرب شاملة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الهلال والأهلي.. صراع بين ترسيخ الاستقرار والبحث عنه


.. فائق الشيخ علي يوجه نصيحة إلى إيران وأخرى إلى العرب




.. مشاهد لاعتراضات صواريخ في سماء الجليل الأعلى