الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة مصر .؟..زمن الشعب

كمال احمد هماش

2011 / 2 / 14
القضية الفلسطينية



في بدايات الحقبة الساداتية من حكم مصر، والتي اعقبت حرب اكتوبر 1973 ،شن السادات ومثقفي المرحلة الجديدة ثورة ثقافية استهدفت التراث الناصري، تمهبدا للتحولات التالية التي اثمرت عن تبعية مصرية كاملة للولايات المتحدة ،تتوجت بالشعار الساداتي بأن 99.9% من اوراق الحل السياسي للصراع العربي الاسرائيلي بيد الولايات المتحدة،ولذا كان لا بد ان يتجه السادات الى اتفاقية كامب ديفد التي اخرجت مصر من معادلة القيادة العربية الى التذيل للولايات المتحدة.
وكانت المأساة في الفشل العربي الرسمي وحتى يومنا هذا من انتاج قيادة بوزن وتأثير مصر،رغم المحاولات اليائسة لمحوري السياسة العربية المنقسمين بين السوفيات والغرب، مما دفع الواقع العربي الى ضعف من وراء ضعف،نتج عنه فيما نتج أعراض تفكك الدولة العربية القطرية منذ اواسط السبعينيات،وتراجع المشروع القومي التقدمي، الذي شارف على الاندثار في اعقاب بيروسترويكا غورباتشوف وانهيار الاتحاد السوفياتي وتفككه.
وما بين مرحلة التحول الساداتي وسقوط حكم مبارك بثورة شعبية سلمية تسعى لاسقاط مفردات النظام البافية ،ثلاثة عقود من الاحداث المكثفة التي تحتاج لتأريخ جديد، وفراءة متأنية لفلسفة هذا التأريخ الذي سيجعل من هذه الثزرة نتيجة طبيعية لتراكم نضالات الشعب المصري وليس مفاجأة الا للأذهان المترهلة للاحزاب والدول العربية،التي نسيت منطلقاتها في خضم سباقها للاندماح في عملية الأمركة،وسعت الى الخروج من قائمة الارهاب الاميركية.
ان المضامين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لثورة الشعب المصري تقودنا الى الاستخلاص بأن المتغيرات الجذرية في مصر ستعكس نفسها بالضرورة على الخارطة السياسية في المنطقة،بما فيها الاصطفافات الجدبدة والتي ستلبس شعارات جديدة تتسم بالاستقلال والتقدم والنهوض القومي، في مواجهة القوميات الناهضة في الشرق الاوسط والتي تتعامل مع العالم العربي فريسة لمن غلب.
ولعل أكثر الساحات الوطنية تأثرا بما جرى في مصر ولا زال يتفاعل في الشارع العربي هو الواقع الفلسطيني بحاله المتردي وبما يحمله من طاقات كامنة ،يتم استنزافها في صراع وانقسام،تحت شعارات مزورة عن المقاومة من جهة ،أو امكانية الاستقلال عبر المفاوضات العبثية من جهة اخرى.
ان استمرارية هذه الشعارات الديماغوجية لن تساهم الا في لجم المؤثرات الايجابية للثورة المصرية وتجليات انعكاسها على الواقع الفلسطيني، بمضامينها السياساتية الداخلية اقتصاديا واجتماعيا وادارة حكم،الى جانب الفلسفة السياسية التي تراهن على الولايات المتحدة أو قوى اقليمية غير عربية مثل ايران.
ان اعادة تقييم هذه الشعارات والسياسات والتوجهات ، اصبح ضرورة ملحة لما يترتب عليه من صياغة جديدة للسياسة الفلسطينية، تعيدها رائدا للتوجهات العربية بمستواها الشعبي في الحد الادنى،بعد ان تحولت القضية الفلسطينية الى كرة تتقاذفها اقدام لم تعرف الاغتسال فبل عقدين من الزمن
فالى متى يستمر العمل في الضفة الغربية وكأنه لا مشكلة مع غزة،....حكم وامن وتنمية ومفاوضات مع العالم اجمع،بينما تحلم قيادة حماس بتحقق الرهان الاسرائيلي على قيام دولة غزة بعد الاعتراف بواقع عصي على التغيير؟؟؟؟؟ والى متى يبقى شعبنا تحت حكومتين / مقالة واخرى لتصريف الاعمال..... بينما نحن بحاجة لحكومة تحقيق الاحلام...
أحلامنا في دولة فلسطينية موحدة وشعب موحد.....
احلامنا في محاكمة لوردات الكفاح والجهاد....
امالنا في ....تفكيك اقطاعيات الوظيفة العامة التي تفصل مراتبها للازلام والتابعين وتابعيهم......
وتصفية.........الشلليات والعصبويات القرابية والاستزلامية في تركيبة منظمة التحرير وفصائلها، وما يسمى بالفصائل الاسلامية.
اجلامنا في ان تكون لدينا منظمات اهلية وطنية التمويل بعد ان امتلأ الوطن بوكلاء لكل الأفاقين.....
ان كل حلم من هذه الاحلام ،كفيل وحده بتوفير صاعق انفجار ....لا ينفع معه السباق في تهنئة الشعب المصري، ولا الادعاء بالمقاومة الكذابة او الدولة المتخيلة..... ولا ينزع فتيله الا وحدة شعبية تفرض قيادتها انتخابات ديمقراطية،توحد الجغرافيا السياسية الفلسطينية، وتنظف المجتمع الفلسطيني من اثرياء الاحتلال وسماسرة السلطة المنقوصة وأمراء الانقسام.
فهل من عودة وعي فلسطينية....................؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رد فعل لا يصدق لزرافة إثر تقويم طبيب لعظام رقبتها


.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصفه بنى تحتية عسكرية لحزب الله في كفر




.. محاولات طفل جمع بقايا المساعدات الإنسانية في غزة


.. ما أهم ما تناوله الإعلام الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة؟




.. 1.3 مليار دولار جائزة يانصيب أمريكية لمهاجر