الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورات شعبية/ الكترونية

خالدة خليل

2011 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


طالما بقيت المجتمعات العربية ترزح تحت الظلم والعبودية والدكتاتوريات التي لاتتوانى عن قمع رغبات الشعوب ولا تلتفت إلى إستشراء الفساد وإنقسام البلد إلى طبقتين إحداهما سلطة في السماء تملك المال والجاه والسطوة، وطبقة في الحضيض تتمثل بالشعب، مع قطيعة تامة بين الطبقتين، فلا أمل في تطور أو تقدم.
اليوم حان الوقت لسقوط هذه الانظمة، وضخ دم نقي في أوردة كادت تتيبس، وبث الحياة في الاجزاء المعطلة من الجسد العربي عبر الدعوة الى حكومات تسهم الشعوب في تشكيلها في ضوء نوع من المرونة إزاء المفهوم الحضاري للديمقراطية .
هذا الشباب الذي بدأ يتحرك بمعونة التكنلوجيا الحديثة لتأجيج لهيب الشارع العربي أصبح محركها الاساس هو مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والتويتر كأداة للتواصل والتوصيل حتى أصبح يطلق على ثورات اليوم بثورات التكنلوجيا التي حولت العالم الى قرية صغيرة .
اليوم لا شيء في الظل، فالكل يعرف ما يفعل الاخر في الجهة الاخرى، وفي نفس الوقت أطرحُ في ظل هذا التقدم المتسارع لحياة اليوم و التقنيات العلمية الخارقة سؤالا هو: كيف يمكن للإنسان ان يقبل بأي نوع من انواع الاضطهاد او القمع ومن ايّ كان؟!
وإذا مااخذنا بنظر الاعتبار التأثير الكبير لهذه الثورات على مستقبل الحياة في المنطقة العربية إبتداء من قمة الهرم وانتهاء بالعائلة الصغيرة التي تشكل وحدات قاعدة الهرم سندرك على الفور ان هناك تأثيرات هامة ستحدث خلال السنوات المقبلة من عمر هذه الشعوب.
وعودا على موضوع الثورات فان تونس انتفضت وتلتها مصر وستليها دول اخرى كما هو متوقع لتصبح هذه الثورات أشبه بلعبة دومينو إذا تداعت قطعة منها تداعت القطع الأخرى بسبب إتكائها عليها ولان القطع كلها تتشابه والضغط الواقع عليها هو من نوع واحد، كان لا بد أن ينال القطع الأخرى مصير القطعة الأولى وبنفس السرعة الفائقة. وليس هذا الامر بالجديد على الامة العربية، فقد سبق لها أن عرفت هذا النوع من الانتفاضات الشعبية في عهود الاستعمار في عشرينات القرن الفائت، إذ ما أن ينتفض جزء من الوطن العربي حتى تهب الاجزاء الاخرى لمناصرته والانتفاض على المستعمر الذي يتحكم بمقدراتهم.
هاهو حريق البو عزيزي الذي لم يضرمه في نفسه فقط، بل في الاشواك النابتة في الجسد العربي لينبت محلها الياسمين واللوتس فايّ نوع اخر من الازهار سينبت في قادم الايام ؟
مانأمله من هذه الثورات المباركة أن لا ترتضي بديمقراطيات مبتورة كما هو حال العراق، بالرغم من اختلاف الوضع بين ما حدث في العراق ومايحدث الان في دول عربية، فالعراق الذي تخلص من نظام الحكم الواحد ودكتاتوريته العتيدة ابتلي بقوات محتلة عاثت فسادا فيه وزادت في طينٍ بلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -لن أسمح بتحطيم الدولة-.. أمير الكويت يعلق بعض مواد الدستور


.. في ظل مسار العمليات العسكرية في رفح .. هل تطبق إسرائيل البدي




.. تقارير إسرائيلية: حزب الله مستعد للحرب مع إسرائيل في أي لحظة


.. فلسطينية حامل تودع زوجها الشهيد جراء قصف إسرائيلي على غزة




.. ما العبء الذي أضافه قرار أنقرة بقطع كل أنواع التجارة مع تل أ