الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافتنا العربية في ضوء الانفتاح والعولمة والثورة

أحمد صقر

2011 / 2 / 14
العولمة وتطورات العالم المعاصر


كثيراً ما استخدم بعضنا مفهومى الحضارة والثقافة بمعنى واحد ونظراً لتباعد المعنيين نشير إلى قول على حرب فى هذا الصدد إذ يقول " الحضارة تحيل إلى المكان والحاضرة، أما الثقافة فتحيل إلى الزمان والذاكرة والحضارة تقنية وأداة. فيما الثقافة قيمة ومعيار والحضارة سوق ومبادلة يغلب فيها الإنتاج المادى، أما الثقافة فهى إنتاج للرموز والنصوص، والحضارة تنتج المجانسة والمشاكلة فى حين أن الثقافة تخلق التنوع والغنى والفرادة ".
من هذا المنطلق يأتى حديثنا عن ثقافتنا العربية فى ظل أجواء الانفتاح الاقتصادى والعولمة الثقافية والإعلامية والسياسية، ذلك أن مرحلة السبعينات فى المجتمع المصرى وكذا الحال فى بعض المناطق العربية الأخرى أفرزت انفتاحاً اقتصادياً تراجعت معه الكثير من القيم الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية وطغت عليه معايير المال والتكسب فى مرحلة تأرجحت فيها قيمنا ومعتقداتنا، تلتها مرحلة الحداثة والتجديد والمعاصرة مقابل الأصالة والتراث والماضى التى أفرزت أيضاً فى هذا الوقت معيار الاقتصاد الحر والإبداع الحر والمسرح التجريبى الحر فتمثل هذا فى ضرورة مراجعة كل قيم المجتمع ومعطياته وهناك من جاء ينادى بأن مجتمعنا أصبح مجتمعاً عرف الاقتصاد الحر الذى لا يتحقق إلا فى أجواء سياسية حره فجاءت الديمقراطية مصطلحاً أضحى يتردد ونادى البعض بضرورة الانفتاح على الغير وتحطم الجسور والحواجز هذه دعوات جاءت من الداخل هيأت أرضنا لاستقبال الفكر الوارد من الغرب مثل الحداثة، التجريب ثم أخيراً العولمة.
إن الانفتاح الاقتصادى الذى شهدته مصر منذ عقد السبعينات نادى بضرورة توافر المناخ الدولى العالمى الذى يسهم بدوره فى حل كثير من مشاكلنا الاقتصادية والثقافية التى أتت بها سياسية الانفتاح. من هذه المشاكل مشكلة الفقر التى أضحت مشكلة عالمية ربط المفكرين المعنيين بحلها بينها وبين الواقع الاقتصادى والسياسى وأصبح العالم كله مشغول بضرورة إيجاد حلول لها من هنا خرجت هذه المشكلة من النطاق الاقليمى وأضحت مشكلة عالمية. ترتب على ذلك أن أصبحت الأفكار الإنسانية المرتبطة بهذه القضية محل اهتمام ومعالجة وطرح الكثير من الفنانين العالميين والمحليين من هنا توحدنا جميعاً من أجل حل مشكلة الفقر .
من هذا المنطلق انشغل العالم بحل بعض المشاكل التى أصبحت إنسانية، كل هذا مهد الطريق وزرعه بالورود أمام العولمة الثقافية التى جاءت تنادى بالإنسانية المعذبة والفقراء والمعدمين وحقوق المرأة والبطالة العالمية ومشاكل التلوث وهكذا لابد من التعامل مع العولمة الثقافية.
وهكذا تلاقى المناخ الاقتصادى المتعطش إلى الانفتاح إلى نسيان الفقر والحرمان مع سياسية الإنفتاح الثقافى على السلع الثقافية غير المعمرة مثل الفيديو والأفلام والملابس المتمشية مع الموضة وكذا الأغانى والمصطلحات التى تمت منذ عقد السبعينات كلها جاءت محققة لقوانين السوق لذا كان النخبة المتحكمة فى اقتصاديات السوق فى إفراز نوع من الثقافة إنما هى استجابة للمتغيرات الاقتصادية لذا أصبحنا أمام ثقافة النخبة الفنية اقتصادياً فى مقابل الثقافة الوطنية السائدة التى سرعان ما شاركت هذه النخبة وجاورتها ومساندتها وتعلمت منها قوانين السوق حتى أضحت هى الأخرى داخل دائرة هذه النخبة التى سرعان ما أصبحت تمثل النسبة الغالبة على الشعب المصرى. فسرعان ما تمثلت ثقافتنا الانفتاحية الجديدة فى ظهور مصطلحات مثل كاسيت الميكروباص والأفلام المعلبه (الفيديو) والأغانى الهابطة (كما يسميها بعض المثقفين) والمسرحيات التجارية (المعلبة أيضاً) والتى أصبحت تقدم خلال شهرى يوليو وأغسطس من كل عام على المسارح الخاصة الصيفية.
وعلى الرغم من هذه المرحلة السالفة من العولمة الثقافية ومحاولة العرب تقليد النموذج الثقافى العالمى إلا أنه بمرور الوقت عدنا مرة أخرى بعد مرور ما يقرب من عقدين أو أكثر إلى أصالتنا بعد أن وقعنا أسرى تقليد الغرب وأدركنا أن تقليدنا للنموذج الغربى غير صحيح لأنه هاش يرتكز على البعد المادى وحسب ويفتقد الاهتمام بالبعد الروحى كل هذا دفعنا مرة أخرى إلى العودة إلى أصولنا وجذورنا الأولى فوجدنا عودة إلى نموذجنا الدينى الروحى الأصيل ومحاولة تحطيم النموذج الغربى الهش هذه الصحوة إنما تدل بشكل قاطع على فشل الغرب فى أمركة الثقافة العربية.
أما الصحوة الثانية فقد تحققت في ثورة 25يناير 2011 ,هذه الثورة التي ادخلت مصر إلي بوابة تغيير سوف يحتزي العالم خطواتها , ولعل مطالبة رئيس الوزراء البريطاني بضرورة تدريس هذه الثورة في تاريخ الثورات التي اعطت درسا فاق الثورة الفرنسية وغيرها من ثورات العالم القديم والمعاصر ما يؤكد قيمتها ودورها , وهو ما يؤكد أن ماحققته هذه الثورة قد انعكس وبشكل جلي علي الشارع المصري , علي السلوك والأخلاق وهو ما يؤكد أن ثقافتنا تغيرت بالفعل ودون مزايدة ولن نقبل ما كان يسود مجتمعنا قبل 25 يناير من أخلاقيات نعتقد أنها ذهبت مع الفاسدين وسترحل بقاياها مع من تبقي منهم حين يرحلون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة