الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قم يا مصري من أجل كل عربي

محمود يوسف بكير

2011 / 2 / 14
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تذكرت نشيداَ رائعاَ تعلمناه في مصر ونحن صغار يقول بالعامية المصرية :
قم يا مصري مصر دايماَ بتناديك
خد بنصري نصري دين واجب عليك

تحققت المعجزة أخيراَ وسقط الطاغية غير المبارك. نجح شباب مصر في تلبية ندائها بتحريرها من أقوى وأعند وأفسد فرعون حكمها عبر تاريخها الطويل .لا أبالغ عندما أقول أننا أمام واحدة من أعظم الثورات الشعبية في التاريخ قام بها شباب أعزل أمام أعتى جهاز أمني في العالم .

لم يتورع نظام الطاغية عن استخدام كل وسائل القمع والترويع المتاحة لديه ابتداء بمئات الألوف من زبانية الشرطة المسلحين بالأسلحة النارية والقنابل المسيلة للدموع وأجهزة الصعق الكهربائي والسيارات المدرعة والبلطجية والمجرمين المسلحين بالسكاكين والعصي والحجارة والجمال و الخيل والبغال. هذا بالإضافة إلى لجوء الحكومة لقطع خدمات الإنترنت والتليفونات المحمولة لتعقيد الأمور وإشاعة اليأس لدى المتظاهرين بل أن الديكتاتور المجرم حاول إقناع قيادات الجيش باستخدام أسلحة الجيش لضرب المتظاهرين.

لقد تجرد المجرم من كل مشاعر الإنسانية والكرامة وتحول إلى وحش غاضب يريد البقاء في الحكم ضد إرادة الشعب بأي ثمن من أجل الانتقام من كل من تجرأ على مطالبته بالرحيل حتى ولو كان الثمن تدمير مصر كلها، وقد ظهرت نواياه جلية في حديثه البغيض إبان الأزمة عندما خير شعب مصر بين الاستقرار في حال استمراره والفوضى والرعب في حال إجباره على الرحيل. هذا المجرم الذي كان يدعي حتى آخر لحظة من حكمه البغيض أنه طاهر اليد و ينحاز دائما للفقراء، ثبت أنه كان لصا كبيرا وأن سبب إصراره على البقاء في السلطة لعدة اشهر أخرى هو إخفاء البلايين من الدولارات التي قام هو و أسرته عبر فترة حكمه على نهبها من فقراء مصر.

لقد أثبت شباب مصر أن إرادة الشعوب مهما طالت المعاناة ومهما ذاد جبروت الطغاة لابد أن تنتصر،وكم كان أبو القاسم الشابي حكيماَ عندما قال: : إذا الشعب يوماَ أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر

لقد أعاد شباب مصر الحياة والأمل والحلم ليس لمصر وحدها ولكن لكل الشعوب العربية المظلومة والمتشوقة للحرية والعزة والكرامة والمتطلعة لنبذ الفساد والاستبداد عنها.
لقد انتزعت الثورة المصرية اعترافاَ صريحاَ ومدوياَ من الرئيس الأمريكي أوباما عندما قال عشية الثورة إنها ثورة تعييد كتابة التاريخ وإنها ثورة ألهمت العالم كله بسلميتها وتحضرها ضد نظام ديكتاتوري فاسد لا يعرف الرحمة.

لا ينبغي أن تنسينا فرحة التخلص من الطغاة في مصر وتونس شهداء وجرحى وضحايا الثورة فلابد أن نقيم نصب تذكاري في كل من ميدان التحرير وميدان الحبيب بورقيبة يحفر عليه أسماء كل الشهداء الأبرار الذين بذلوا أرواحهم الطاهرة فداءاَ لأوطانهم من أجل حياة كريمة لأجيال الحاضر و المستقبل وينبغي أن نشمل أسرهم بالرعاية التي تليق بهم فهذا أقل شيء يمكن أن يقدم لهم.

ولا ينبغي أن تنسينا فرحتنا تقديرنا وعرفاننا لشعب تونس العظيم التي أوقدت ثورته حماس شبابنا وكانت الملهم الأول لهم، ولا ينبغي أن ننسى دور قناة الجزيرة التي أسهم إصرارها على إبقاء بثها المباشر من ميدان التحرير لنقل فظائع وجرائم نظام الديكتاتور إلى العالم كله في نجاح الثورة بالرغم من لجوء النظام إلى قطع إشارتها في مصر واعتقال مذيعيها ومراسليها.

وتحية تقدير وعرفان لمواقع جوجل و فيسبوك و تويتر على دعمهم لشباب مصر وثورتهم وحرصهم على الإبقاء على تواصل الشباب أثناء اللحظات العصيبة لمخاض الثورة.

ولا ينبغي أن تنسينا فرحتنا أننا لم نحطم من جبل الفساد والاستبداد في مصر سوى قمته، أما قاعدته العريضة فلا زالت بعافية ومخفية تحت الماء مثل جبل الجليد، لقد زرع الطاغية الفساد في كل مفاصل ومؤسسات مصر خلال الثلاثين عاماً الماضية حتى يظل في الحكم أبداً ويورث ابنه من بعده.
ينبغي أن نكون متيقظين دائما وأن نحث الجيش على تنفيذ وعوده في الأشهر القادمة بتسليم الحكم لحكومة مدنية منتخبة وحل مجلس الوزراء الحالي الذي شكله الطاغية قبل رحيله من المقربين لديه وإعداد دستور جديد ورفع حالة الطوارئ وتنظيف كل أجهزة الإعلام والصحافة القومية من كل ما لحق بها من وسخات الإعلاميين المنافقين والأفاقين.

وبعد فإن الطريق إلى الديمقراطية الحقيقية مازال طويلا ووعرا ولكن ثورة 25 يناير وضعت هذا الشعب العظيم الذي صبر وتحمل كثيراً على خط البداية الصحيحة وسوف يصل إلى نهايته بمشيئة الله وعزيمة الرجال.

قوم يا مصري كل عربي بيناديك


محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي مصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية إعزاز وتقدير
سهام موسى ( 2011 / 2 / 15 - 10:11 )
لك من القلب تحية اعزاز وتقدير ايها الشعب المصري الكريم
صحوة بعد غفوة وفرحة بعد كبوة وعزة بعد زل
اللهم اجعلها نوبة إفاقة لكل الشعوب العربية المتطلعة إلى الحرية والكرامة لتكون لها ضياء
إلى حياة كريمة
وتهنئة لكاتبنا المصري الرائعوهو يجني ثمرة مقالاته في الدعوة لإسقاط النظام فكانت لها اثرها الرائع

وبالتوفيق


2 - تحية اعزاز وتقدير
سهام موسى ( 2011 / 2 / 15 - 10:40 )
تحية اعزاز وتقدير للشعب المصري الرائع الذي ضرب لنا مثلا في التضامن على كلمة سواء
في وجه الطاغية حيث عزف ملحمة النصر باوركسترا الشباب الواعد بكل أطياف الشعب المصري
تناسى كل الخلافات وتوحد فقط ليقول لا للديكتاتورية ونعم للحرية
لا للظلم ونعم للعدالة الاجتماعية ،لا للحاكم الفرد ونعم للشعب
تهنئة خاصة من القلب لكاتبنا الجميل الذي أثمرت كتاباته على مدى وقت طويل عن هذه الثورة التي لم يكن لأحد ان يتوقع نتائجها ولكنه لم يخشى ولم يمل ولا يكل في فضح الظلم ومهاجمة النظام
فهو عاشق لمصر وتواقاً للعدل والحرية

تحية من القلب

اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر