الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر ثورة ام تغيير نظام

علاء نايف الجبارين

2011 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



تنحى الرئيس المصري حسني مبارك بعد انتفاضة شعبية قدم فيها الشعب المصري تضحيات كبيرة كرد فعل انتظر في أي لحظة على اسلوب الحكم المستخدم من قبل الحزب الوطني الديمقراطي المصري برئاسة مبارك، الذي انتهج سياسة أمنيه تعتمد على التضييق وكبت الحريات، وسلطة رجال الأمن المخيفة لمنع أي احتجاجات أو تأثير على نظام الحكم.

مصر دولة كبيرة ولها تأثيرها على المستوى الإقليمي والدولي، وما حدث من تغيير على نظام الحكم برأي سيكون مقتصرا على الوضع الداخلي من خلال إجراء إصلاحات سياسية واقتصاديه تحقق للشعب المصري العيش بكرامه، وإجراء انتخابات نزيهة يتم من خلالها تداول السلطة بين لأحزاب المصرية وحكم الأغلبية التي ستكون مرجعيتها المؤسسة العسكرية التي حازت على احترام الشعب المصري، وثقة الولايات المتحدة وإسرائيل، أي لن يسمح بوصول أي أطراف أو أحزاب سياسية قد تشكل خطرا على المصالح الأمريكية، ومهما حاول هؤلاء فلن يستطيعوا القيام بأي خطوة بوجود الجيش، وسنرى النموذج التركي في مصر في ناحية العلاقة بين الحكومة والجيش والتي صبغت بالانقلابات البيضاء التي كان يقوم بها الجيش التركي للحفاظ على علاقته بالغرب والنظام العلماني وسننتظر لسنوات ومحاولات من قبل الإدارة المدنية لوضع حد للجنرالات كما فعل حزب العدالة والتنمية الإسلامي.

على المستوى الدولي لا اعتقد أن موقف مصر سوف يتغير، وسيبقى في محور الاعتدال، وظهر ذلك في محاولة الأمريكيين ركوب موجة الانتفاضة الشعبية والدعوة إلى رحيل مبارك لوقف التدهور الحاصل في مصر، حتى أنهم شكلوا رأي عام ضاغط على النظام المصري والغريب أن البيت الأبيض لم ينتظر فترة جس النبض وإنما بدا واضحا انحيازه التام لرغبه الشعب المصري على حساب الحليف التاريخي والمتمثل بالرئيس مبارك، فقد أدرك البيت الأبيض أن العالم العربي على شفا حفرة من التغيير ولا بد من التدخل للحفاظ على مصالحها وامن إسرائيل بإلزام مصر باتفاقية كامب ديفيد، فوزير الدفاع المصري سامي عنان كان في زيارة إلى الولايات المتحدة وقت قيام الثورة وعاد ليتدخل الجيش وينزل للشارع من اجل الحفاظ على سلامة المتظاهرين الذي قوبل بالارتياح من قبل الثوار.

ازداد الضغط على مبارك من اجل الرحيل، ولا أبالغ بحكم العقلية العربية وعلاقتها بنظرية المؤامرة إذا قلت أن صفقه بمباركة أمريكية إسرائيلية أروبية عربيه من اجل انتقال السلطة والإتيان بوجوه أخرى تحظى بقبول شعبي مصري بحماية المؤسسة العسكرية التي ترتبط بعلاقة وثيقة مع الأمريكيين والتي خرج منها السادات ومبارك، وها هو الجيش يعلن التزامه بكافة الاتفاقيات المعاهدات التي عقدت مع كافة الدول وذلك لتلبيه المطالب الإسرائيلية منذ بداية الانتفاضة.

فلسطينيا وبغض النظر عن الترحيب من قبل حركة حماس بالتغيير وإرسال التهاني لقيادتهم في مصر، لا أتوقع أي تغيير على الموقف المصري من القضية الفلسطينية وعلاقتها بأطراف النزاع الفلسطيني أو مع إسرائيل، وستحاول أن تبقى على الحياد كما كانت وسيبقى معبر رفح مغلقا وتحارب ظاهرة الأنفاق وستبقى المساعدات الأمريكية في طريقها للجانب المصري خاصة بعد رسائل الاطمئنان التي أرسلها الإخوان إلى العالم الغربي بأنهم لا يشكلوا أي خطر ولن يعملوا على تغيير تركيبة النظام المصري، ولكن هذا الوعد لن يكون حقيقيا وعندما تحين الفرصة ستجدهم منقضين على السلطة باسم الشرع وستتوقف عجلة الديمقراطية باسم الشرع ومن يقف بطريقهم سيكون مرتدا، ولن يكون مستغربا إقامة علاقات أوثق وأقوى مع الغرب بادعاء الهدنة طويلة الأمد.

في النهاية نتمنى أن تكون توقعاتنا مخطئة ويعم الخير للشعب المصري وتعود مصر إلى مكانتها الطبيعية، رائدة العالم العربي وحامية الأمة، ليفخر الجميع بأم الدنيا، ويلتف حولها كل الشرفاء لتقف بوجه الطغيان والاحتلال الإسرائيلي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة