الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعداء الثوره

بولس رمزي

2011 / 2 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


فجرت ثورة 25 يناير 2011 بركانا من الغضب ساهم في كشف امورا مزهله لحجم الفساد الذي انتشر في كل اركان النظام المصري الهش والضعيف الذي سرعان ما انهار بشكلا لم يكن متوقعا انتهي بتخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم الذي استلمته الهيئه العليا للقياده العامه للقوات المسلحه ومن خلال هذا المقال سوف اقوم بعرض هذا الموضوع من خلال عناوين رئيسيه اوجزها فيما يلي :

اولا- هل الرئيس مبارك تخلي عن السلطه ام تنحي ام هو انقلاب سلمي؟
ثانيا- من هم الفاسدين والمفسدين في مصر؟
ثالثا – من هم اعداء الثوره؟


من خلال مايلي سوف نحاول الاجابه علي تلك التساؤلات التي قمت باصاغتها من خلال عناوين رئيسيه لهذا المقال :

أولا- هل الرئيس مبارك تخلي عن السلطه ام تنحي ام اقيل بانقلاب سلمي؟

من الواضح تماما ان خروج الرئيس المبارك من القصر الجمهوري لم يكن مطلقا تنحي او تخلي عن السلطه بل هو انقلابا سلميا قامت به القياده العامه للقوات المسلحه المصريه مضطرة حرصا علي الامن القومي للبلاد ولتوضيح ذلك من خلال النقاط التاليه:

أ‌- عندما انهارت مؤسسة الشرطه وانسحابها من المواجهه تحركت القوات المسلحه لتكون البديل الشرعي في الشارع المصري وقد كانت القوات المسلحه المصريه في منتهي الحنكه والذكاء السياسي واستطاعت احتواء الشارع المصري ولم تدخل في مواجهه مباشره او غير مباشره مع المتظاهرين ونجحت في كسب حب واحترام المواطن المصري لقواته المسلحه واحترام العالم اجمع لهذه القياده العسكريه الحكيمه

ب‌- اعطت القوات المسلحه الفرصه تلو الاخري للرئيس السابق مبارك في تلبيه مطالب الثائرين ومحاولة استعادة الثقه بينه وبين الشعب المصري لكن جميع محاولات الرئيس مبارك بائت بالفشل ولم يستطيع اكتساب التعاطف الشعبي والتأثير عليه واثناء المتظاهرين عن مطلبهم الرئيسي برحيل الرئيس مبارك عن القصر الجمهوري


ت‌- فما كان من القواات المسلحه سوي مطالبة مبارك بالخروج بشكلا سلميا والتخلي عن السلطه مرغما وما كان لمبارك سوي تلبية مطالب القوات المسلحه بتخليه عن السلطه ورحيله الي شرم الشيخ وهذا لايمكن تسميته تنحي او استقاله بل هو انقلابا سلميا قامت به القوات المسلحه بشكلا رائعا وفي منتهي التحضر فاننا اذا كنا امام تنحي او استقاله فلا يمكن ان تؤول السلطه في البلاد الي المجلس الاعلي للقوات المسلحه بل دستوريا تؤول الي رئيس مجلس الشعب وبما ان مجلس الشعب مشكوكا في دستوريته فانه يعتبر غير موجودا وكان الامر يستوجب دستوريا ان تؤول السلطه الي السيد رئيس المحكمه الدستوريه الذي يتولي رئاسة الدوله بشكلا مؤقتا لحين انتخاب رئيسا جديدا للبلاد وفقا لمواد الدستور , لكن ماحدث ليس استقاله او تنحي بل هو انقلابا عسكريا نقلت بموجبه السلطه بشكلا سلميا الي المجلس الاعلي للقوات المسلحه التي تعهدت امام الشعب بالقيام بتعديلات دستوريه وتسليم السلطه الي رئيسا مدنيا منتخيا

ثانيا- من هم الفاسدين والمفسدين في مصر؟

الفساد في مصر طال الجميع وليس مقصورا علي فئه معينه او اشخاصا بعينهم واذا فتحنا الباب ام محاكمة الفاسدين في مصر فسوف نحاكم الجهاز الاداري في الدوله بالكامل من قمة الهرم الاداري الي السعاه والفراشين العاملين في الدوله .

اذا كان الفساد منتشر بين قيادات الحزب الوطني علي مستوي الامانه العامه المركزيه وقياداته في المحافظات والمدن والمراكز والقري فان هناك فسادا لايمكن انكاره بين صفوف الاحزاب والجماعات والحركات السياسيه الاخري المعارضه .

اذا كان الفساد منتشرا بين رجال الاعمال الموالين للسلطه فهناك ايضا رجال اعمال معارضين كانوا يقومون بابتزازا سياسيا للسلطه من اجل الحصول علي مكاسب اقتصاديه في مقابل الصمت وتمرير ممارسات بعينها

اذا كان الفساد منتشرا في المؤسسات الصحفيه القوميه وكذلك في وسائل الاعلام الحكوميه فان هناك فساد اكبر في المؤسسات الصحفيه المعارضه وكذلك القنوات المسماه بالقنوات الخاصه التي كانت تعمل وفقا لاجندات ملاكها من رجال الاعمال من اجل تحقيق مصالحهم الخاصه

وبالتالي اذا كنا زاعمين في محاكمه الفاسدين والمفسدين في مصر فالقائمه طويله للغايه سوف تطول الجميع اغلبيه ومعارضه ومستقلين الامر الذي سوف يدخلنا في فوضي عارمه ولذلك اري مايلي :

أ‌- لابد وان نعترف باننا الان نعيش عهدا جديدا الامر الذي يستوجب نفض تراب الفساد عن انفسنا واعتقد ان الامر يستوجب محاكمة هؤلاء المفسدين الذين بدورهم سهلوا الفساد للجميع من مؤيدين ومعارضه ويتمثلوا في رموز الفساد من رؤساء الوزراء والوزراء السابقين والحاليين وكذلك رموز الحزب الحاكم الذين ساهموا بشكل كبير في افساد الحياة السياسيه والطائفيه في المجتمع المصري

ب‌- الاقتصاد المصري يعتمد بنسبة سبعون في المائه منه علي القطاع الخاص الامر الذي يستوجب علينا الحفاظ علي اقتصادنا الوطني وعدم القاء تبعات الفساد علي رجال الاعمال المصريين واذا كان هناك من حصل علي امتيازات اقتصاديه في مقابل رشوة بعضا من المسئولين فان الامر يستوجب محاكمة المسئول الذي قام بتسهيل هذا الفساد والزام رجال الاعمال برد ماحصلوا عليه بغير وجه حق او سداد فرق قيمة السعر العادل لما حصلوا عليه وتشجيعهم علي الاستمرار في اعمالهم الاقتصاديه وفتح عهدا جديدا وصفحه جديده

ثالثا – من هم اعداء الثوره

في الوقت الراهن نري في المؤسسات الاعلاميه المصريه من يركبون الموجه ومن ينصبون المجازر ومن يتخلون عن مبادئهم السياسيه ومن يصبون جام غضبهم علي كل من خالفهم الراي من النخبه من المفكرين والاعلاميين والسياسيين والفنانين وما كنت لا احب ان اراه ذلك الموقف السيئ الذي شاهدته علي شاشات التيفزيون لما تعرض له الفنان تامر حسني في ميدان التحرير الامر الذي اصابني بالرعب فبالرغم من انني لست من المعجبين بتامر حسني الا انني اشفقت علي شبابنا وليس علي تامر حسني نفسه فلم اكن احب ان اري من هذا الشباب الناضج الجميل الذي عاني من سياسات التهميش والمطارده وكانت ثورتهم في الاساس الدعوه الي حياة ديموقراطيه سليمه فكيف تنادي بالديموقراطيه والحريه وانت لاتقبل من يعارضك ويختلف معك في الرأي؟؟ كيف تضع فنان اعترض علي تلك ثوره سواء كان ذلك علي سبيل مماحكة النظام البائد او هذا رايه الخاص به فلابد من احترام الراي الاخر وعدم اقصاؤه والا فنحن امام ثوره خلعت مستبد من السلطه لكي نسلمها الي مستبدا آخرا !!

عندما يكون الحكم علي الصحافيين والاعلاميين المصريين بانهم اعداء الثوره ففي هذا ظلما بينا لهم فلا ننسي ان هذه المؤسسات تعمل من خلال منظومه سياسيه كانت تلزمهم بمنهج معين قد يكون في مظهره معاديا للثوره لكن انا اثق تمام الثقه ان هؤلاء الاعلاميين من اكثر المؤيدين لهذه الثوره لكن لقمة العيش والحفاظ علي الوظيفه تلزمهم باتباع التعليمات العليا التي يؤتمرون بها من اصحاب القرار كما انني اثق في انه بعد انكشاف هذا الفساد الكبير الذي كانت تعيشه البلاد في ذلك العهد البائد فلا اعتقد ان يتبقي من يؤيدوه سوي القليلون ممن يؤيدوا هذا النظام وهذا حقهم لا يجب ان نحاكمهم او نهمشهم فلابد وان تتاح لهم حرية الرأي والتعبير عن ارائهم ولا نتهمهم بالعداء او الخيانه والا دخلت الثوره نفسها في دائرة الاستبداد

لذلك ارجو ان لا تقتلوا الاعلام والاعلاميين المصريين لا تلصقوا لهم اتهامات لايد لهم فيها دعوهم يستمروا في اعمالهم فهناك من سوف يعارض هذه الثوره فهذا حقه الديموقراطي الذي يجب ان يتاح له وهناك من تغير اقتناعا منه بهذه الثوره فمرحبا به عضوا جديدا داعما للثوره وهناك من خلع جلبابه واستقال من موقعه الحزبي انتظارا لارتداء جلباب الثوره فهؤلاء معروفين بانهم من يغيرون عبائاتهم في كل عهد اتركوهم لكن لاتعتمدوا عليهم في شئ لانهم اول من يتخلون عنكم في اول عثره

بولس رمزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة