الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية (نهاية اللعبة)

سيروان شاكر

2011 / 2 / 15
الادب والفن


صراع لا حدود له ولغة في التعبير تدعمها براهين الزمن لذا فالمسالة تبقى مسالة مبدأ وتيار يبقى لسنوات تصطدم مع الواقع فيوسع صورته لكنه لا يتجاوز سنواته الحقيقية من المحنة ويتم اعادته والقصد واضح في مفاهيم الحرية فقد تم عرض هذه المسرحية بافاق جديدة حفظها التاريخ في ذاكرتنا .

تبدا المسرحية بمشهد غريب وابداعي وببراعة الممثلين يتحكم في تجربتنا مع الحياة فيقدم صورة مثلى بظاهرتهم وحركاتهم الجريئة صراع من اجل البقاء كما تعودنا لهذه النصوص او هذه الكلمات صراع من اجل وضع الصورة الامثل له والتحكم كما يحلو له، مشهد تحدث بصمت حل معظم الصعوبات في خيالنا وبرهن لنا لغوية هذه الحركات، رموزهم ليست بكثيرة ولكنها هادفة في معانيها ومضامينها، المسرحية عبارة عن لوحة واحدة وتعبير واحد قد يبتعد بعض الشئ عن المفاهيم الانسانية الا انها في طرحها تعالج مواضيع او احداثا انسانية او تضع وسيلة في معالجة الامور الانسانية لتصنع للزمن ثقافة جديدة وهي (الثقافة الانسانية) ففي احداث هذه المسرحية يتبين لنا مدى المعاناة التي تعيش فيها الشعوب لغرض الحرية ولكن في الاخير تصبح هذه الحرية نمطا جديدا للعبودية حيث ان المجتمعات تناضل من اجل هدف انساني معين ففي النهاية تكون لقمتهم للغير فتظهر نماذجا غير فعالة تتحكم بكل قدرات المجتمع وتنتهك حقوقهم بمجرد الوصول الى المكان المرجو انطلاقا من هذه المسرحية كان بمقدرونا ان ندرك الدوافع الاساسية لقيام هذه التراجيديا التي اعيد التفكير فينا ضمن احداثيات مهمة، لا يمنع ان نلعب بعض الوقت مع الزمن او نلعب بمناهج الحرية في لغوية حوارية تنتهي فوق خشبة المسرح وامام جمهور قد لايصدق كيف انتجت هذه المسرحية بهذه الدقة من الوصول الى ماهية تجربة الحياة المدركة.

يصلون الى الطرف الاخر من الحياة ليحققوا انجازا عظيما كما قالوا ولكن الاستنتاج يبقى علامة استفهام لهذا العالم ، فعند هذا الصراع القائم والدائم نرى قد اهملت جميع مقدرات المجتمع باسطر وحيدة وفي قوقعة من المعاناة يتعلق الهزيمة في افكارنا رغم تغيير الظواهر والازمنة ومعرفتنا للحقائق المرجوة الا ان هذا العالم يحوي الحسن كما العكس ويحوي الجميل كما يحوي .......... .

صراع من اجل الوصول الى الوهم ، الحقيقة هكذا ولكنهم كما قلنا توهموا في صراعهم ....يصلون الى الزمن المفقود والى القيم المستعارة ليجسدوا خرابهم وفشلهم لا موهبة يتمنونها ولا طموحات ينطلقون بها كنقطة لوضع اسس الحياة الانسانية انهم ينزلقون الى النظرة الاحادية في تكوين العالم ليس لديهم موضوع فيه تحديد لشروط منتظمة انهم سارون مع الحدث وتحت هيمنة الغير يبدأون ببث افكارهم الساذجة وكأن المجتمع في مجهول هذا العالم حيث يتشابك الزيف مع الضرورة ليجعلنا نستسلم لواقعهم السلبي، مشاهد رائعة عندما يصل الهدف المرجو احدى (جوانب الصراع) فيتغير اسلوبه على اساس المعرفة ويتغير كيانه على اساس الانسانية فيفكر في لحظة وليتحدوها بين اسوار الشرعية الفردية خفايا كثيرة خلف مظاهر الانسانية علما ان قراراتهم مجهولة الرأي لا تتضمن سوى مواضيع ذات خصوصية فردية ينخرط في اخطاء فكرية من منطق مظاهر التغيير.

العبودية كانت احدى النقاط الهامة التي تناولت هذه المسرحية بمفهوم تحليلي وتبعي يقودهم الى تصورات لا متعة ولا معرفة يقابل زمنهم لعالم ما عالم الجمال، ماذا حدث للمقدرات والقدرات هل هذه مشاركة طبيعية للحياة على انتاج وصنع المعرفة اين قوة الانسانية والفكر عندما يسلك هذا الطرف من الصراع موجة قصدية غير عقلانية تائهة ويعتقدون انهم يعيدون بناء التاريخ مرة اخرى وبجمال اخر، يتوهمون في هذه التحولات فلا تدخل القصدية في هذه المستويات بل تبرهن على ان الحقيقة واضحة رغم ابداع المخرج في وضع رموز عديدة كبحث لتحقيق النجاح فاستطاع ان يتخطى صعوبات الاحداث المترابطة فنيا وفكريا والاهم تغيريا وتعبيريا ويكون حلقة وصل بين الابداع والرؤية الحقيقية لهذا العمل الفني المبدع من جهةاخرى، ميز المخرج الصعوبات التي قد تحدث في هذه المسرحية بدراسة توضيحية واستطاع برهان القصدية في كل مشهد كي لا يسمح للرؤية بتفسير مخالف لقضيتة ، فحلل المراحل بوجه كامل لجوانبه في طرح موضوع توضيحي هكذا او بهذه الطريقة ثمة قاعدة تفرضه ذاته على تحليله للغاية ويعتبره نمطا ضروريا للحياة ولشعور ما ، من أي منطلق تبدا القضية انه منطلق الحكم الذاتي والذوقي هذا كان الهدف الاساسي في المسرحية (ارادة الانسان بانسانيته) مضمون ما يتوجب عليه كل شخص خلص اليه والوصول الى هذه المرحلة وان يكون ارادته ذاته دون الاستعانة بقدرات الغير او تحديد شرعية استعمال المفاهيم الذاتية والفكرية، كان الهدف واضحا في هذه المسرحية (مسرحية نهاية اللعبة) حيث برهن ان غرابة الانسان يكمن في الحكم الذوقي مع تبيان وجود الموضوع فبواسطة هذه المقدرة ومن منطلق الانسانية يحاول هؤلاء المبدعون الوصول الى نموذج خالي من التعقيد واثقين ان مسيرتهم تكفي لبرهان رغباتهم ولا تنفر منهم الانسجام في زمن ات، كل انسان له عالم يخفي ثروته الذاتية بنوع وبشكل ما ويطرحه في انسجام او تناقض جوهري للضرورية التعبيرية ليس بالمعنى الحصري ويبدا تفهمنا لدقة هذا العمل ، وملامستهم للجمال هو ايضا كان ميزة خيرية خاصة فيفصل حسهم المشترك نحو هذه القضية الانسانية صوروا الواقع بشكل بسيط بين تدخل الضرورة والحس المشترك،و مبادلة للمشاعر.

ان التحليل لدى هؤلاء الفنانين وصل الى نهايته في طبيعتها انطلاقا من الفقرة الاولى في عملهم المسرحي بناء نظام وخلق بمقدرة معطى للانسانية دون تاملات تصويرية بل بحقيقة استنباطية مبنية للامال فهكذا وضعوا النقاط الاساسية لحرية الذات، المجتمع له معاني يجعله صالحا من جميع الاوجه هذا ما اراده المسرح في دهوك ان يقدم عرضا جديدا يجعل من المشاهد ان يوسع في تحضره بلحظة جمالية صافية ووجهة نظر له معنى في افاق ادبية جديدة كي يقدم هذا المسرح للعالم كائنا محبا في ظاهرة تعبيرية وبدقة لايحوي التناقض في مسالته الضمنية و الخارجية واضافة القيمة الحقيقية على ما يبدو منهم سوى المظاهر، هذا ما اراده الفنانون في طرح ثقافة مرهفة وباستقلالية شمولية تنشا قواعد تجريبية وجمال يعيد شكله التبادلي بنوع ما وتبقى النهاية مهمة كل شخص او متذوق يميز الجمال بماهيته فتوحي للعمومية بالفكر الاخلاقي ويتموضع القضية في مصادرها الاثرية ...اين ذلك من الطبيعة وعالم الحرية ...نتاجات الفن الجميل يقدمها الانسانيون بدقة متناهية ورهافة شديدة يتركون اثرا في هذه الطبيعة الجميلة روحا طيبة يبلغ عرفان الفن في ماهيته ، تاملات ذات علاقة خفية في حكم المقدرة لنجد حكما بسيطا يجعل من كل فرد اساسا لبناء منفعة دون ان تقابل منفعة اخرى انها انسانيتهم في بناء مبادئ مؤهلة بذاتها وحكم عقلي يهدف من خلال فلسفتهم على ان الجمال في الجوهر هو الذي يبني طبيعة بذاتها بناءة تلك هي الحقيقة الموجودة في مضمون المجتمع ، حدود لا حجم لها في الاستقلالية بحجم الطبيعة، ينطقون بها بعبارة مندمجة بين الاخلاق والواقع والصرامة المبرمجة على اساس فكرة الغير هكذا و بهذه العبارات الختامية في هذه المسرحية الرائعة يقطعها المخرج كاوار كرم لضرورة جمالية وابداعية بكلمات غريبة وضمنية ويقول للممثلين ان هذا ما كنت اود القول بل كنت اريد التغيير بشكل ضمني وانتم قد خرجتم من النص المعهود ، فهذا انكم تكلمتم بكل صراحة وتفسيرا للواقع بشكل مباشر، اشباع مستقل لكل شخص وفنان ،هذا ما اراده المخرج ان يوضح للمشاهد على ان الصراحة تختم بوجه النسيان قبل التشابك بالواقع حيث ان الممثلون يردون عليه (المخرج) بان زمن الصمت ليس سوى مقطع هارموني قد انتهى عهده بمقدار معرفتهم لظواهر الطبيعة وفي نفس الوقت يرد المخرج عليهم ويقول ولكن هذا الطرح بهذا المفهوم الصارخ....؟ فيجيب احد الممثلين بمفاهيمية سامية لتحظى ولو لفترة باعادة الحياة في شكلها الجميل ولتنتهي المسرحية بحدث تغييري جميل اراد فيه المخرج ان يبرهن للواقع وللمتذوق الحقيقي ان الطبيعة جميلة في صراحتها مدركين المقصود بظاهرة شكلية وكنقطة لبداية تامل جديدة يصنع للزمن تاريخا يتوافق مع حرية ذاته ويهب لنفسه سلوكا جديدا في حكم الخير وبذلك يضع نموذجا جديدا بين التغير الصادق والفن الجميل فتدرك ما الفه الكاتب وما وضعه المخرج نماذج ابداعية حول حدود الفن .



معهد الفنون الجميلة / دهوك

قسم المسرح

يقدم مسرحية (نهاية اللعبة)

كتابة : سامويل بكيت

ترجمة : مصطفى قسيم

اعداد واخراج الطالب : كاوار كرم

عرضت في معهد الفنون الجميلة بدهوك في كانون الثاني 2011

الممثلون الرئيسيون :

روز حكمت

كاردوخ محمد

سورداش تحسين

ادار عزيز

التصميم :

هيوا ابي زيد

متين محمد

المكياج :

بوترانا يوخنا

خوزيك عبدالحكيم

بارين صدقي

بيريفان ادريس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية عطرة
هندرين اشرف ( 2011 / 2 / 17 - 20:21 )
اخي وصديقي الطفولة سيروان شاكر المحترم اود ان احيك واشد على يدك على جميع اعمالك الرائعة والجميلة لخدمة كوردستان والانسانية والذي يعكس نضجا فنيا كبيرا لديك، اضافة الى النضج الفني الكبير في لوحاتك الرائعة

اخر الافلام

.. فنان بولندي يحتج وحيدا أمام السفارة الإسرائيلية في وارسو


.. أحمد بدير وإدوارد يؤديان واجب العزاء في زوج الفنانة بدرية طل




.. برغم إصابة قدامها الفنانة وفاء عامر تقدم واجب العزاء في زوج


.. الفنان السوري باسل خياط: فخور كوني سورياً.. وحتى الآن لا أصد




.. الفنان السوري باسل خياط لـ-العربية-: تعرضت لمحاولات كثيرة من