الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام العربي وضرورة إحداث ثورة

محمد حسن فلاحية

2011 / 2 / 15
الصحافة والاعلام


بعد أن تطورت تقنية الإعلام من الـ "تطابقية"(أنالوج) الى الـ"رقمية"(ديجيتال) أصبح العالم قرية كونية صغيرة تعددت فيه مصادرالمعلومات الحديثة فبعد أن تنامت فكرة الإعلام المستقل والحر في عالمنا أواخر القرن العشرين بُذلت مساع حثيثة في هذا الاتجاه إلا أنه لم تطبق إلا جزئياً بواسطة العلاقة الحميمة بينه وبين المال "ذوي الجيوب العميقة".
لا شك أن وجود علاقة وثيقة بين المال والاعلام جعلت الإعلام الحر في منطتنا العربية في موقع إختبار حقيقي ومصدرقلق متفاقم فإذا ما أردنا معرفة السلطة الرابعة في بلداننا ما علينا إلا فك رموز علاقة الإعلام بالمال فحينها سنجد أنه لا إعلام مستقل في منطقتنا خاصة لو أخذنا بعين الإعتبارالأحداث التي تجري حالياً في منطقة الشرق الأوسط فسوف نجد أن ثورتي مصروتونس خير دليل على كشف هوية الإعلام وعلاقته بالسلطة والمال وانحيازه لإيديولوجيا دون غيرها حيث يعزو أحد الباحثين الإعلاميين الى أنّ نكسة الإعلام المستقل في العالم العربي تعود أساساً الى مصادر التمويل وقدرته على المنافسة بعيداً عن ولاءه للسلطة ويشير الى سلطتي قناة العربية والجزيرة كدليل على وثاقة علاقتهما بالمال الخفي ويرى أن الجزيرة تخسر ما بين 100 إلى 120 مليون دولار سنوياً وتضاعفت هذه الخسارة بعد إطلاق القناة الإنجليزية لتصل حوالي 200 مليون دولار سنوياً وأما قناة العربية فهي أيضاً تخسر مبالغ طائلة " هذه إذاً نكسة الإعلام المستقل في العالم العربي ما جعلهما تنتهجان سلوكاً سلطوياً متحكاً به عن بُعد .
يُفقد هذا الأمر مصداقية الإعلام العربي وقدرته على أن يكون مستقلاً بعيداً عن التدخل المباشر للسلطة والإنحياز المطلق لها فما الأخبار التي ترددت حول طرد الصحفي المصري "حافظ الميرازي" إثرإقتراحه مناقشة تاثير ثورة مصر على السعودية في حلقة من "استوديو القاهرة" الذي تذيعه قناة العربية والتي تناول فيها تغطية الصحافة السعودية للثورة التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك في مصر وقال خلال الحلقة التي استضاف فيها الإعلامي المصري "حمدي قنديل "هل تجرؤ الصحف السعودية ان تقول كلمة على الملك عبد الله او على النظام السعودي" ، هذا الأمر خير دليل على انحياز الإعلام التابع للأنظمة وإن دلّ على شئ فهو يدل على عدم استقلاليته وإن الثورات العربية التي يشهدها العالم العربي قد تركت وراءها هزات ارتدادية ضخمة حيث كشفت هذه الثورات للمواطن العربي مساوئ ومحاسن الإعلام العربي و الأجندة التي تقف وراء كل قناة إعلامية .
أضف الى كل ذلك طريقة تناول الإعلام العربي للقضايا العربية ففي الوقت الذي يتعرض له المواطن من قبل الأنظمة الشمولية قمعاً وتنكيلاً منقطع النظير نلاحظ أن هذا الاعلام كالنعامة يضع رأسه في الرمل ويخضع لسياسات تابعة لتلك الدول فعلى سبيل المثال يتعرض الإنسان الأحوازي الى قمع لا نظير له من قبل النظام الإيراني في حين لا تجد لذلك صدىً في القنوات العربية مثل قناتي "الجزيرة والعربية " التابعة للسعودية وقطر، وعندما يتناول صحفي ما في هذه القنوات القضية الأحوازية نشاهد إما أنه يرغم على عدم تناول الحدث أو إبعاده عن الساحة أو تناوله في إطار سياسة القناة التابعة بدورها الى سياسة الدولة الممولة (أبعدت قناة الجزيرة الصحفي اللبناني عباس ناصر من طهران بعد نقله مشهد العرب في إيران في قناة الجزيرة بكل موضوعية وحياد بعد ضغط مارسته السلطات الايرانية على دولة قطر ما دفع الاخيرة باتخاذ خطوة نحو نقله الى مكتب بيروت) وأما بشأن قناة العربية فهي تنقل الصورة في إيران من منظار إصلاحيين عاملين في القناة وهي تمثل حرباً إعلامياً بين البلدين بعيداً عن قيامها بنقل المعلومة من منطلق إنساني ومهني بل من خلال التجنيد السياسي كما يفعله النظام الايراني في توظيف جماعات صفوية في المنطقة لزرع بؤر توتر خدمة لمصالحه وفي إطارصراعه مع الدول العربية لا تمت للإيديولوجيا الشيعية التي يروج لها بشئ لا من قريب ولا من بعيد .
فرغم كل الإنجازات والتقدم الذي حققه الإعلام العربي في الفترة الأخيرة إلا أنه يفتقد الى الإستقلالية والمهنية التامة وإن ثورتي مصر وتونس استطاعتا أن تكشف لنا مدى حاجتنا الى ثورات لكن هذه المرة في الإعلام لكي نتجاوز مرحلة الديكتاتورية بكل انشعاباتها و وجوهها وضرورة أن تتم الثورة الإعلامية في الوقت الراهن خدمة للقضايا العادلة في منطقتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تراجع شعبيته.. ماكرون يكثف حملاته الدعائية | #غرفة_الأخب


.. اتهامات متبادلة بين فتح وحماس بعد تأجيل محادثات بكين | #غرفة




.. أنقرة تحذر.. يجب وقف الحرب قبل أن تتوسع | #غرفة_الأخبار


.. هل تنجح جهود الوساطة الألمانية في خفض التصعيد بين حزب الله و




.. 3 شهداء إثر قصف إسرائيلي استهدف تجمعا لفلسطينيين شمالي مدينة