الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام وخطأ الحكام الأكبر ..

صادق سالم

2011 / 2 / 16
الصحافة والاعلام


لفترات طويلة كان حكام الأنظمة المستبدة يستخدمون الإعلام لإغراضهم الشخصية وذلك عن طريق تزييف الحقائق لصالحهم وصالح حكمهم الدكتاتوري ضد الشعوب المسكينة وكان هؤلاء الحكام يعتبرون ان الاعلام هو من اهم وسائلهم القمعية لسحق الشعوب , لذلك أسسوا آلات إعلامية كبير جدا تصرف لها ميزانيات هائلة لاجل ان تسهم بشكل كبير في إظهارهم بمظهر البطولة والشجاعة والقوة وكان إعلامهم ايضا يحول الليل الدائم لشعوبهم المضطهدة الى نهار ساطع البياض ويحول نيران الحرائق المشتعلة في بيوت هؤلاء الناس المساكين الى مشاعل فرح وكانت هذه الآلة الإعلامية تحوّل صوت آلامهم الى أغاني فرح وحب لحاكمهم المحبوب جدا حتى أكثر من عيونهم !!!!؟؟ .

ولعلي الان لا استطيع ان احدد جازما التاريخ الذي بدأت فيه هذه الآلات الإعلامية بالظهور والعمل بهذا الشكل لكن خير مثال على ذالك في التاريخ الحديث هو الآلة الإعلامية الرهيبة للحزب النازي وكذلك الآلة الإعلامية للحزب الشيوعي السوفيتي والدول التي دخل هذا الحزب اليها كما ان حال العراق في عهد صدام ومعظم ( ان لم نقل كل ) الحكام العرب هي ايضا أمثلة حية على هذه الآلة الإعلامية والتي كان هدفها الوحيد والاساسي دعم الانظمة الحاكمة وصنع هالة مقدسة على شخص الحاكم وكأنه ملك منزل من السماء او قائد تاريخي لم – والاهم - لن يخلق التاريخ مثله بعد؟؟؟!!!!.

ومع تطور وسائل الاعلام والاتصال ودخول الانترنيت مع بداية ثمانينات القرن الماضي لم تعره تلك الانظمة الدكتاتورية اهمية كبيرة واعتبرته مجرد تسلية للشباب العاطل الباحث عن الصداقات والجنس ودردشة الجات وفي أحسن الأحوال سيكون طريقة مناسبة للبحث العلمي وما الى ذلك .

المهم حدث شيء مهم خلال السنوات القليلة الماضية جعل الحكام يرتكبون اخطاءا قاتلة !!.

وللأسباب التي سنوضحها :

أولا : ان هؤلاء الحكام قد وقعوا ضحية ماكنتهم الإعلامية هذه وصدقوا ما تقول واقتنعوا أن شعوبهم من الغباء والبساطة بحيث لا تعي ما يجري خلف الكواليس وان تلك الشعوب تحبهم لدرجة التضحية بكل ما يملكون ( إن ملكوا شيء ) في سبيل إسعادهم وإبقائهم في كراسيهم !!؟.

ثانيا : انهم وكما قلنا سابقا استهانوا بالانترنيت وقدرته الحقيقية , ربما يعود هذا ان معظمهم من الجهلة الذين استولوا على كراسيهم بالقوة أو في أحسن الأحوال من الذين تحولوا إلى جهلة مع مرور فترة طويلة من سكون عقولهم الى منطق القوة والقوة المطلقة .

ونتيجة لهذين العاملين سمحوا لشعوبهم المضطهد جدا والمسحوقة جدا باستعمال الانترنيت لثقتهم أنهم لن يستعملوه الا للاسباب السابق ذكرها .

لكن غبائهم والتهم الإعلامية المضللة لم تجعلهم يدركوا انه بهذا يتحقق الخوف الأكبر لكل حاكم دكتاتور وهو التجمع الجماهيري المستتر عن اعين رقابتهم ....

ومواقع مثل الفيس بوك وتيوتر وغيرها لم ينظر اليها سابقا الا كوسائل لإلهاء الشباب فقط للدردشة والتعارف وما الى ذلك , لذلك لم تتعرض هذه المواقع للحضر او المراقبة من تلك الحكومات ولم يعرفوا او يفسر لهم التفسير الصحيح لماذا هذا التزايد المستمر والمضطرد لاعداد مستخدمي هذه المواقع والذي بلغ الملايين !!؟؟

لم يعول ولم يعرفوا انها الطبيعة البشرية بتجمع الفئات المتشابهة معا , وبما ان اغلب هؤلاء الشباب كانوا من الطبقات الفقيرة والمضطهدة والأخطر من ذلك كله هم من طبقة الشباب المثقف لذا كانت اغلب تلك التجمعات منهم واخذوا ينفسون عما يعانوه من كبت للحريات ويناقشونها ايضا معا .

وهنا اخطأ الحكام المستبدون خطأ آخرا وهو انهم سيسمحون بذلك لان هذا الامر يعد متنفس للشباب لتفريغ شحنات الغضب التي لا يجدون لها متنفس الا في هذه المواقع ثم يعودوا كالحملان المطيعة الى راعيها مرات اخرى , واهملوا الأمر ولم يعطوه حقه من الفحص والتدقيق ,والذي كان غائبا عنهم أيضا ان هذه التجمعات ( الفيس بوكية او التيوترية ) لم تفرغ شحنات الغضب بل على العكس جمعتها ونظمتها بشكل موجة كبيرة جدا لن يتسطيع أي حاكم مهما كانت قوته وسطوته ان يقف هو او نظامه امامها ,

لكن الامر كان يحتاج الى شرارة صغير فقط لتطلق هذا الانفجار الكبير .

وبالفعل اطلق تلك الشرارة شهيد الغضب شهيد الحرمان شهيد الانتفاضة العربية ( محمد البو عزيزي ) بشعلته التي ستبقى خالدة أبدا تلك الشعلة التي تحولت الى الشرارة التي كان ينتظرها الجميع وحدث الانفجار الذي دمر وخلال شهرين فقط اعتى وافسد حاكمين في المنطقة واشعل نار الغضب في بلدان هي الاخرى مرشحة تماما للتغيير والكل يعلم انه ليس هناك احد في مأمن من هذا الاعصار المتفجر غضبا لكل حاكم فاسد حكم بلاده بالحديد والنار .

كما ان كل الحكام العرب عرفوا وبعد فوات الأوان ان الإعلام كما كان سلاحهم المسلط على رقاب العباد أصبح اليوم هو نفسه السلاح المسلط عليهم .

وقادم الايام والشهور وليس السنين سيكشف الكثير من ذلك وقوة هذا السلاح الفتاك الشامل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد موافقة حماس على -مقترح الهدنة-؟| المسائية


.. دبابات الجيش الإسرائيلي تحتشد على حدود رفح بانتظار أمر اقتحا




.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذه حزب الله بطائرة مسيرة


.. -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر! • فر




.. استعدادات أمنية مشددة في مرسيليا -برا وجوا وبحرا- لاستقبال ا