الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قامت الثورة المصرية لكي تستمر وتتخطى كل الحواجز 1

سامي المصري

2011 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


إن الحواجز والمعوقات أمام الثورة الفتية قائمة وعنيفة مستندة لقوى كثيرة وعملاقة في الداخل والخارج، فهل تقوى تلك العقبات على الثورة؟ وهل تستطيع الالتفاف عليها واحتواءها؟ أم ستجتاز الثورة كل العقبات بقوة ونجاح؟!!!

أسئلة كثيرة تدور في الشارع المصري يتردد صداها ما بين التخوف والأمل. أنا أرى أن الإجابة على كل تلك الأسئلة تتأكد يما حققته الثورة من قيم على الساحة المصرية العريضة. إن ما حققته الثورة المصرية العملاقة قد أذهل العالم كله وكان مثارا لتعليق الإعلام العالمي وكل رؤساء العالم. تقول الـ CNN »لأول مرة في التاريخ نرى شعبا يقوم بثورة ثم ينظف الشوارع بعدها« . ويقول رئيس النرويج، »اليوم كلنا مصريون«.

أتذكر تماما مثل تلك التعليقات عقب ثورة جمال عبد الناصر البيضاء التي هزت العالم. عبد الناصر قام بالثورة وقوات الإستعمار البريطاني تربض في الإسماعيلية. صحيح كان من المستحيل على تلك القوات سرعة التحرك إلي الإسكندرية بمدرعاتها الثقيلة، بينما كانت المدة القصيرة -ثلاثة أيام فقط- التي حققت فيها الثورة كل أهدافها بطرد الملك من مصر أمرا مفاجئا ومذهلا للعالم. وأكثر ما أثار التعجب وتعليق الإعلام العالمي هو أن الثورة كانت أول ثورة بيضاء في التاريخ حيث لم تراق فيها نقطة دم واحدة. كما أن الموقف المتحضر جدا للثورة في وداع الملك بالتحية العسكرية وتحيته بإطلاق المدفعية كالتقاليد العسكرية، مما كان مثارا للإعجاب الشديد والإشادة بالتحضر المصري، الذي لم ترقأ إليه أي ثورة في التاريخ. الثورات الأوربية ذات التاريخ الدموي البشع كانت تتمثل أمام العالم بالمقارنة مع الثورة المصرية المتحضرة . وبالرغم من عدم إخفاء عداء الثورة لدولة إسرائيل التي كانت ترتكز على القوتين العظميان اللتان فرضتا وجودهما على العالم بعد الحرب العالمية الثانية. كما أن من أولويات أهداف الثورة هو تحقيق آمال الشعب في تحرير مصر من الاستعمار البريطاني، لكن المفاجأة المذهلة للثورة عقدت الألسن فلم تملك قوى العالم إلا الإشادة والتعبير عن الإعجاب الشديد. في نفس الوقت الذي بدأت فيه القوى المعادية تدبير كل الوسائل لمحاربة الثورة واحتوائها. لذلك أرى أن هناك ضرورة لدراسة ظروف ثورة 1952 والعقبات التي واجهتها والاستفادة من عبرة التاريخ حتى يمكن تخطي تلك العقبات. لذلك أعرض أمامكم أولا ما واجه ثورة 1952 من مصاعب.

تتلخص العقبات التي واجهت ثورة 1952 فيما يلي:

• من أول وأخطر المشاكل أن مجلس قيادة الثورة نفسه كان يتكون من مجموعة غير متجانسة على الإطلاق فمنهم الشيوعي ومنهم من ينتمي للإخوان المسلمين ومنهم الأمريكي الرأسمالي ومنهم عضو حزب مصر الفتاة سيء السمعة. الخطورة أن جميعهم ضباط بالقوات المسلحة لهم نفوذ عسكري مما يهدد بإمكان قيام حرب أهلية بينهم مما يحتاج لحكمة بالغة وحنكة في قيادتهم لتجنب الصدام المسلح. وذلك ما دعي جمال عبد الناصر لاختيار اللواء محمد نجيب من خارج التنظيم لرئاسة الحكومة حتى يحقق شكلا من التوازن.

• أحزاب سياسية فاسدة تماما أكثر من الأحزاب القائمة اليوم معظمها أقامها الإنجليز لمحاربة حزب الوفد الممثل للحركة الوطنية والحائز على الأغلبية الشعبية نتيجة لتاريخه العريق. المشكلة الأكبر هي أن حزب الوفد نفسه كان قد فسد تماما بعد أن قامت ثلاثة عائلات من الإقطاعيين بغزوه هم عائلة الوكيل وهي عائلة زوجة النحاس باشا (كانت في سن حفيدته تزوجها عندما كان عمره 58 عاما) أما العائلة الثانية فهي عائلة سراج الدين الإقطاعية الإخوانية بقيادة فؤاد سراج الدين، والتي دخلت الوفد بتشجيع ونفوذ عائلة الوكيل، ثم عائلة البدراوي عاشور الإقطاعي المشهور. وترتب على ذلك أن الأحرار في حزب الوفد بعد أن فشلوا تماما في محاولاتهم لإنقاذ الحزب تركوه وكان على رأسهم مكرم عبيد وإبراهيم العشماوي وغيرهم من الأحرار. واستمر صبري أبو علم باشا الوفدي الأصيل في حزب الوفد محاولا إنقاذه لكنه مات حزينا يائسا تماما بعد أن تفشى في الحزب الفساد والرشوة والمحسوبية، التي صارت أهم موضوع لنكت الكاريكاتير.

• خزينة الدولة كانت فارغة تماما لدرجة أن نجيب الهلالي باشا عندما كُلِف بتشكيل الحكومة، وبعد محاولاته لمدة ثلاثة أيام، رجع يعتذر للملك عن عدم إمكانه تشكيل حكومة جديدة، وكان من أهم الأسباب هو العجز المالي بخزانة الدولة، لقد كان نصف في المائة من المصريين يملكون أكثر من خمسة وتسعين في المائة من ثروة مصر. المشكلة أن الكثير من الأموال مهرب للخارج، ولم تكن هناك أي اتفاقيات دولية تسمح بالحجر أو إعادة الأموال المهربة.

• كان يسيطر على الشارع المصري قوتان سياسيتان متصارعتان هما الإخوان المسلمين والشيوعيين وكلاهما يستندان للاستعمار البريطاني حيث كلاهما يعاديان الفكر القومي وذلك بهدف إضعاف الروح الوطنية المصرية. الأحزاب الشيوعية بدأت بقيادات من اليهود المصريين الذين كانوا يتبعون للحزب الشيوعي البريطاني (كانت روسيا تحت الستار الحديدي) من أمثال روزنتال وهنري كورييل, ومارسيل اسرائيل، وهليل شوارت. وقد اجتذبوا الكثير من المثقفين والمفكرين المصريين رفيعي المستوى مما جعل من الأحزاب الشيوعية المعادية للملك قوة جاذبة للشباب وأساتذة وطلبة الجامعة خاصة كليات الهندسة والعلوم.

• أهم مرحلتين في عصر الملك فاروق هما فترة الحرب العالمية الثانية ثم السبع سنوات التالية حتى قيام الثورة. فترة الحرب العالمية عاشت فيها مصر في ظلام دامس ليلا وفي رعب وفقر وقلق نهارا. كانت كل إمكانيات مصر مسخرة تماما لخدمة قوات الاحتلال البريطاني المقاتلة، والشعب في حالة مذرية من العوز الشديد في المواد التموينية والملابس. مثلا كان محصول البطاطس يذهب بالكامل لقوات الاحتلال البريطاني وكانت تعتبر جريمة من يضبط عنده بطاطس، وأذكر أن أول مرة تظهر البطاطس في السوق عام 1946 كان سعرها 17 قرش. لم يكن الخبز يباع في الأسواق بل كان كل فرد يخصص له كمية من الدقيق تصرف بالبطاقة شهريا ويتم إعداد الخبز في البيوت. بدأنا نشعر بالحرية بعد 7 سنوات من الضنك في عام 1946 حيث بدأت الحالة تنفرج بشكل تدريجي بطيء للغاية. الضغط النفسي الشديد والشعور بالإحباط تحول بعد الحرب إلى طاقة ثورة عارمة ورغبة في الحياة بالتخلص من الاستعمار البريطاني. وفي عام 1947 هاجم مصر مرض الكوليرا الذي حصد مئات الألوف من الشعب المصري، حيث كانت نشرة أعداد المصابين الجدد والموتى كل يوم هي أهم خبر يفجعنا كل صباح. توقفت المواصلات بين المحافظات ووضعت كردونات على الطرق لتمنع الانتقال إلا في أضيق الحدود وبتصريح خاص. انتشر المرض من التل الكبير حيث سكنات الجيش البريطاني وأشيع أن القوات البريطانية قد نشرت المرض للرد على المظاهرات التي تطالب بالجلاء. ولم يكد تخف حدة المرض حتى أعلنت مصر الحرب على فلول العصابات الصهيونية التي تريد أن تقيم دولتها في فلسطين عام 1948. فعدنا مرة أخرى لحالة الحرب بظلمتها. صفارات الإنذار تثير الهلع، وعاد مرة أخرى دوي المدفعية المتعقبة لطائرات العدو تهز المباني بصوتها المرعب في هجعة الليل فتحيل الحياة لجحيم. عادت بطاقات التموين لتمن علينا بالكفاف من أجل الحياة، حيث كل التموين مخصص للمجهود الحربي. انتهى الأمن تماما في الشارع المصري حيث الاغتيالات لسياسية والقنابل توضع في كل مكان. لم أنسى ذلك اليوم المشهود حين عثر على قنبلة في مدرستنا، وأبطل مفعولها بعد فترة من الهلع لا تنسى. الخطر الأعظم كان يهدد الأقباط حيث تم وضع علامة صليب أسود على كل بيت فيه مسيحيين وتحت العلامة عدد المطلوب قتلهم. أذكر كان عدد 8 موضوع على بيتنا، وكنت أعرف من هم، مما كان يثير الهلع في رواحنا وغدونا. الملك أطلق لحيته وأعلن أته من الأشراف ونسب للرسول. وفي ليلة عيد القيامة المرتقبة لذبح المسيحيين، تم القبض على الإخوان المسلمين حيث اكتشف أن الخطة تبدأ بنسف الكنائس ليلة العيد، ثم ذبح المسيحيين في بيوتهم، ثم قلب نظام الحكم وخلع الملك. لكن كشفت الخطة في اللحظات الأخيرة، وتم إحباطها، والقبض على الأسلحة والذخيرة بمغارات جبل المقطم. ثم حلق الملك ذقنه وقتل حسن البنا، ومع ذلك لم يتوقف حرق الكنائس. تزايدت الفوضى والمظاهرات بعد ذلك حتى أصبحت بشكل مستمر في العامين الأخيرين قبل الثورة، وحدث حريق القاهرة الشهير في يناير ثم قامت الثورة في يوليو 1952، وكان هناك انفلات أمني خطير. أردت أن أعطي صورة على أيام الملك الوردي كما عايشتها بنفسي والتي يتشدق بجمالها كل مكابر يردد أقوالا ببغائية دون أن يعايش الواقع المرير الذي عشته. قصدت ذلك قبل أن أتعرض للعقبات الخارجية التي واجهت ثورة جمال عبد الناصر.

• رغم أن العوامل الخارجية كانت تشكل أخطر العقبات لقيام أي ثورة في مصر لكني فضلت أن أشرح الوضع الداخلي المذري أولا. كان الاستعمار البريطاني جاسم بأنفاسه على الشعب المصري الصابر الثائر، يحرك كل الأمور لحسابه، لكن الشعب الممزق لم يكن له أي قدرة على عمل أي شيء. مظاهرات مستمرة والشارع فاقد للأمن والشباب منقسم بين إخوان وشيوعيين يعتدون على بعض بكل قسوة بالكرابيج. والدولة تكمل العمل بترويع المتظاهرين بالرصاص وجمعهم في منتصف الليالي لتملأ بهم السجون. كل ذلك يضمن للمستعمر بقاءً واستمرارا حيث لا يبغي أحد وجوده.

• الخطر الآخر أن السيد المستعمر لم يكتفي بوجوده، لكنه أقام لنا جارا إرهابيا مخيفا، استحوز على أرض جارنا بعد أن طرده، ويعلن بلا حياء خريطته من النيل للفرات دون خجل، يهدد وجودنا وكياننا وأمننا ويُحجِم من انطلاقنا الحر نحو العمل والنمو الاجتماعي والاقتصادي بكل سلطان المستعمر الغادر.

كان لا بد من ثورة لإيقاف ذلك الجحيم. إنه نفس الموقف الذي مرت به مصر في نهاية عصر مبارك الأسود مع التشابه الدقيق. كان لا بد من ثورة لا يقدر عليها الشعب فقام بها الجيش لحساب الشعب، وهذا ما أكده عبد الناصر من اليوم الأول للثورة. وكانت معجزة بكل المقاييس انتزعت اعتراف وإعجاب العالم كله. وسارت الأيام بالثورة تحوطها قوات معادية متعددة، تدفعها رياح عاتية من داخل ومن خارج ترفعها تارة لتنزل بها مرات....

لا شك أن ثورة اللوتس الجميلة حققت الكثير حتى اِلآن. فهل ما حققته يضمن استمرارها وتخطيها لكل العقبات على ذلك المستوى العنيف؟ هل يتصور أحد ماذا سيحكي التاريخ عنها ويقول بعد خمسين أو ستين سنة من المعاناة. لقد حققت تلك الثورة الكثير، لكن أمامها ما هو أكثر وأضخم. أنا أرى أن أهم ما حققته يضمن لها تخطي كل العقبات؛

وللحديث بقية لمناقشة ما حققته ثورة اللوتس والعقبات التي أمامها؛








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ذيول النظام
نانسى سعد ( 2011 / 2 / 16 - 09:38 )
اشكرك يا استاذنا على شرح كل ما خفى عنا من تلك الحقائق التاريخية التى ربما تفيدنا فى تخطى كل الحواجز والمعوقات
لكن هل تشاركنى مخاوفى بسبب ان ذيول النظام لازالت موجودة وتعمل بنفس الطريقة
طبعا لست اقصد الحكومة ولكن اقصد من هم وراء الحكومة
صفوت الشريف وعمر سليمان وزكريا عزمى وباقى الحاشية لازالوا موجودين والاخبار تقول انهم لازالوا يعملون
محمود وجدى وجهاز امن الدولة هل تعتقد انهم سيبقون للتنكيل بالناس والاعتقالات الموسعة والتعذيب وهل هم الوجه الاخر لصلاح نصر
المشكلة ان الجيش لم يقطع هذه الذيول فقد كنا نظن ان مبارك هو راس الحية وعندما يرحل فسيرحل معه نظامه
ولكننا اكتشفنا ان الحية لها رءوس عديدة ما تلبث ان تقطع واحدة حتى تظهر لك الاخرى
اخاف ان يياس الشعب ويجدها الانتهازيون فرصة لتخريب الثورة
الان يريدون عمل تكتل قبطى لتغيير المادة الثانية من الدستور وهم بهذا يثيرون السخرية اين كنتم قبل الثورة الا تعلمون انكم بهذا تحاولون ان تكسروا الوحدة التى عادت الينا بعد غياب وهى اهم عوامل نجاح الثورة ام هى محاولة لاثبات الوجود كاقباط بسبب ظهور الاخوان فى الثورة ولكن الاخوان اذكى بكثير


2 - تابع
نانسى سعد ( 2011 / 2 / 16 - 09:48 )
عندما كانوا يسالون عناصر الاخوان عن انضمامهم للثورة كانت اجابتهم دائما اننا اشتركنا بصفتنا مصريين وليس بصفتنا اخوان
على فكرة انا طبعا ضد المادة الثانية من الدستور ولكن ليس هذا وقت المطالبة بتغييرها لان هذا سوف لن يؤدى الا الى التفريق مرة اخرى
لو التحمنا كاقباط مع المسلمين فى الثورة ضد النظام حتى ننهى تماما كل بقاياه سنجد من المسلمين من يطالب معنا بالغاء المادة الثانية
فلتلتمس لى العذر فالافكار فى راسى تتزاحم والموضوعات كثيرة ومتشعبة وارجو فى مقالك القادم ان تفسر لنا تحليلك لموقف الكنيسة


3 - رد على ذيول النظام
سامي المصري ( 2011 / 2 / 16 - 10:24 )
ابنتي المحبوبة نانسي أسعدني مداخلتك. إن مخاوفك المشروعة هي مخاوفنا جميعا ولكن الثورة الفتية التي حققت المستحيل أرى أنها ستغلب وتنتصر، لكن لا بد من الحروب والجهاد والمتاعب الكثيرة. هذا هو موضوع حديثي في المقال القادم؛
موقف الجيش في منتهى السوء والخطورة، لكنه لا بد أن يرضخ لصوت الشعب وسيترتب على ذلك مخاطر كثيرة من إسرائيل؛
أما عن الأقباط ورئيسهم فهم في وضع مذري مخزي ولا بد من صحوة بل ثورة قبطية أو نموت وهذا ما سأفرد له حديث طويل فيما بعد؛
أشكرك لتواصلك مع تحياتي؛


4 - رد على تابع
سامي المصري ( 2011 / 2 / 16 - 10:51 )
الإخوان المسلمين يستخدمون أسلوب التقية، فهم كالحرباء يتلونون على كل لون وقت اللزوم. وواضح أنه لم يعد لهم مكان في مصر بمبادئهم القبيحة في هذا الجو الصحي الرائع من الوطنية والفكر الحر. أتمنى أن يكونوا انصهروا بصحيح في المجتمع المصري الجميل بمفهومه الحضاري؛
طبعا أنا فاهم قصدك، المادة الثانية من الدستور لم يعد لها مكان في ظل هذا الحب والانصهار في الوطن الواحد، الرافضين لها والمطالبين بإلغائهم هم المصريين الأحرار ذو الفكر الواحد بغض النظر عن الدين؛
أما عن أقباط اِلأِنبا شنودة فهم مش لاقيين منخل يخبوا فيه وجههم القبيح عايزين يقولوا أي حاجة. هو مش الأنبا شنودة بتاعهم هو أكثر من دافع عن المادة الثانية من الدستور؟!!!؛
مع وافر تحياتي ومحبتي مرة ثانية؛


5 - ربما-1
مجدي سعد ( 2011 / 2 / 16 - 17:13 )
أخي سامي

ربما أدعي أن تعليقي علي مداخلة لك كان سببا في كتابتك لهذا المقال

وفي الحقيقة إن كان هذا صحيحا فأنا مسرور جدا أن ينتج عن خلاف رؤيتنا لعصري ما قبل الانقلاب العسكري 52 وبعده سببا في كتابة هذا المقال الرائع

رؤيتكم لعهد عبد الناصر أراه ورديا أكثر من اللازم ولا أشك الان أنك تري رؤيتي لما قبله معكوسة

أعترف أن أغلب ما أعرفه عن حقبة فاروق جاء من قراءاتي فقد كنت طفل عمره 7 سنوات عام 52

ولكني بالتأكيد أذكر ما قالته والدتي عن الاخوان ورسم الصليب الاسود علي الابواب وعزمهم قتل المسيحيين

بل وأذكر أيضا ما قالته عن كتائب مسلحة منهم تمشي قي طوابير عسكرية بملابس سوداء قالت أنها ذكرتها بطوابير الفاشيين

ولكن الحقيقة أيضا أنه لم يتمكن الاخوان من السيطرة علي البلد ولا تمكنوا من قتل الديموقراطية رغم ما اوردته عن مشاكلها

أما عن حقبة عبد الناصر فهذه عشتها بأكملها وهي بالفعل قتلت الديموقراطية

ربما أراك تنظر اليها من وجهة نظر مسيحي عاني وقاسي ولكني ربما أنظر اليها من وجهة نظر أوسع مع احترامي التام وتعاطفي الكامل مع وجهة نظرك

يتبع


6 - ربما
مجدي سعد ( 2011 / 2 / 16 - 17:22 )
تتمة

أرجو ان تتكرم بقراءة مقال الاستاذ جمال البنا في هذا العدد

وهو أيضا رجل عاصر كلتا الحقبتين ولا يخفي عن أحد أنه شقيق حسن البنا ولكنه لم يشاركه الفكر

وأري في عرضه لما أصاب حركة الجيش 52 من خلل وعطب الكثير من الصدق والموضوعية

وقد كفاني عناء التعرض لها

يسعدني أن أحاورك وأحترم رأيك وأقيمه وإن إختلفت معك في بعض الرؤيا

ويهمني أن لا يفسد خلافنا في الرأي الود بيينا

وتحية طيبة

مجدي سعد

سير جالاهاد


7 - سهوة
مجدي سعد ( 2011 / 2 / 16 - 17:46 )
سهوت عن ذكر أنني أترقب بشغف مقالك الآتي تكملة لهذا المقال

فمعذرة


8 - المهندس المثقف والكاتب المحلل التاريخى الصادق
اشرف اسحق ( 2011 / 2 / 16 - 23:01 )
التحيه لشخصك العظيم ولاسلوبك الرائع فى التحليل والسرد التاريخى يمكن ملاحظه ان الاقباط متطهدين حتى من قبل الثورة مما كتبته وكذلك من بعد الثوره لانه يلاحظ عدم وجود قبطى واحد من الضباط الاحرار ويتلاحظ ايضا حبك للثورة لانها جاءت فى ظروف صعبه جدا كان يمر بها المصريين ولكن اعتقد فتره عبد الناصر كان بها ايضا ما يشين من التعصب ضد الاقباط وما يسمى بالبوليس السياسى وزوار الفجر الخ لكن تعالى نأتى الى الثورة الجديده الاخوان هم اكثر المستفيدين مع الاسف سيكونوا حزب لهم ولجنه تعديل الدستور بها اكثر من واحد منهم ويراسئها طارق البشرع وهو اخوانى سابق والمادة التانيه محدش يقدر يعدلها يعنى رجعت ريما لعادتها القديمه هذا فضلا عن دخولهم للمجالس النيابيه بكثرة ناهيك عن تزايد النقاب بصورة واضحه والفكر السلفى الوهابى اللى بتنشرة الفضائيات اياها وحكايه الدوله المدنيه والفكر الليبرالى والعدل والمساواة دى اضغاث احلام دة بخلاف تخلف الكنيسه القبطيه اللى بيزيد الطينه بله صدقنى هذا ليس تشائم بل استقراء لواقع مرير فيه اغلب الاخوة المسلمين لا يقبلوا لآخر المختلف عنهم ولا عزاء للثورة وسلم على ميدان التحرير وشكرا جزيلا


9 - رد على الأخ مجدي سعد
سامي المصري ( 2011 / 2 / 17 - 05:47 )
عزيزي الأستاذ مجدي: فعلا تعليقك حفزني لكتابة هذا المقال الذي كنت أنوي كتابته لما أسمعه من الأقباط ما يغاير الواقع التاريخي. لقد عاتبتني بالأمس على مقولتي »الذين يشوهون عصر عبد الناصر إما إخوان مسلمين أو صهاينة أو عميل.. أو واحد مش فاهم..«، واليوم أنت تستشهد بجمال البنا!!! من المؤكد أن الإخوان يعادون عبد الناصر لآنهم يعادون مصر وقوميتها، بينما عبد الناصر قام بحماية مصر من إرهاب الإخوان ووضعهم في السجون، فكيف يمكن أن أرجع لرأي الإخوان أو أسمع لرأي صهيوني في عبد الناصر، بينما أرفض عقلي والحقيقة الواضحة أمام عيني؟ أرجوك الرجوع للمعلقين رقم 2 ؛3 على مقال البنا وهما من إخوتنا المسلمين إلا أنهم أدركا التضليل الذي في المقال ولم ينخدعا في الشكل الديني، فليس ممكنا خداع المثقف الواعي بحقائق التاريخ. بالصدفة أنا كتبت لك أمس عن دستور عبد الناصر العظيم الذي يعتبر فخرا لمصر بين دساتير العالم الحر بشهادة كل العلماء، عايزني أصدق الهراء الذي يقوله البنا عن دستور عبد الناصر؟!!؛
ما معنى ديمقراطية؟ هل ممكن إطلاقها على عصر الملك فاروق أو مبارك أو السادات لمجرد وجود أحزاب وانتخابات فاسدة تخدم الفساد
تحياتي


10 - الأخ مجدي سعد
سامي المصري ( 2011 / 2 / 17 - 06:14 )
أخي مجدي أوعى تزعل من كلامي
مع إعزازي ومحبتي ؛


11 - جائزة نوبل للأخ أشرف
سامي المصري ( 2011 / 2 / 17 - 06:19 )
أخي العزيز أشرف أشكرك على تعليقك وتواصلك. نظام البوليس السياسي لم يستعمل إلا في عصر الملك فاروق، وأبطله عبد الناصر. فترة عبد الناصر كانت أقل فترة فيها تعصب ديني، فلم تحدث ولا حادثة إرهابية واحدة ضد الكنائس، حيث كان هناك قانون يُطبَّق بكل حزم، بعكس ما يشاع. الحجاب والنقاب بدأت مع السادات. أما عن الثورة الجديدة فأرجوك أن تنظر إليها بطريقة أخرى، لو كنت ذهبت لميدان التحرير لكنت الآن تفخر بشرف مشاركتك في الثورة العظيمة التي يتكلم عنها باندهاش كل العالم. قال الرئيس الأمريكي عن شباب الثورة، يجب أن نربي أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر. وقال الرئيس النمساوي، شعب مصر أعظم شعوب الأرض ويستحق جائزة نوبل للسلام. يعني لو كنت شاركت في ثورة ميدان التحرير كنت استحققت جائزة نوبل للسلام. معلش المرة الجاية ؛
مع شكري ومحبتي؛


12 - تعليق على التعقيب
اشرف اسحق ( 2011 / 2 / 17 - 12:40 )
الفاضل المهندس سامى المصرى بادىء ذى بدء لم اكن اتوقع منك هذا الاسلوب التهكمى ثم هل كان عصر عبد الناصر هو العصر المثالى فى الحريات وممارسه السياسه وتكوين الاحزاب ؟ اعتقد الاجابه بالنفى ثم الم يكن فى عصره ما يوازى البوليس السياسى ؟هل كان يجروا احد اى ان كان توجيه اللوم له ؟ ثم هو هاجم الاخوان بعد محاوله اختياله بالمنشيه واعتقد لولا هذه المحاوله لما هاجمهم ثم انا عارف كل التعليقات اللى قيلت على الثورة وانا معجب جدا بها حتى وان لم اذهب الى ميدان التحرير لكن تفتكر الاخوان لم تات لهم فرصه ذهبيه لتحقيق مأربهم ؟ اعتقد ان الزمن وحده كفيل بالاجابه لكن ساعتها ساقوم بتذكيرك اما جائزه نوبل فهى متروكه لك لانك اكيد ذهبت الى ميدان التحرير وبعدين لما هذه السخريه ممن لم تسمح لهم ظروفهم فى الذهاب الى ميدان التحريرإإ على فكره الجماعه الكتاب والشعراء والادباء خيالهم واسع وخصب واوعى تدافع وتقول ان التاريخ ممكن يتغير بالنوايا الحسنه فقط او بامنيات الكتاب مثلك واخيرا انا ارشحك لجائزه مبارك وشكرا


13 - التراجع الحضاري والثقافي للمجتمع القبطي
سامي المصري ( 2011 / 2 / 17 - 21:17 )
العزيز الأستاذ أشرف كيف فهمت من كلامي أني أتهكم عليك. أنت ربما في سن أحفادي لذلك لا يمكني أن أنزل لمستوى التهكم. أنا فعلا أؤمن بمقولة رئيس النمسا عن شباب مصر البطل الذي حقق المستحيل أنه يستحق جائزة نوبل. في الوقت الذي اشعر بالأسى على قطاع ليس بقليل من الأقباط قد اضر بهم التعصب المقيت، فعزلوا أنفسهم في جيتو من الأوهام وراء أغلال وقضبان من أفكار ضيقة يضعونها كمقياس للحقيقة، فتريهم الأمور بشكل معكوس. بالأسف الشديد التراجع الثقافي للمجتمع القبطي منذ سبعينات القرن العشرين كان له تأثير خطير في عزلة الأقباط المجتمعية والتراجع الشديد في الشراكة الوطنية. صحيح التعصب الديني الوهابي الذي بدأ مع عصر السادات كان له أثر على عزلتهم، لكن التعصب المضاد ساهم بشكل أخطر في زيادة العزلة، مما كان له أسوء الأثر في انحسار الدور القبطي الحضاري الريادي في العمل الوطني، مثلما كان منذ الحركة الوطنية حتى ستينات القرن العشرين. المشكلة القبطية من أسببها الرئيسية هو إحجام جيل من الأقباط عن القراءة الجادة وتثقيف أنفسهم والاكتفاء بالتافه مما أدى للانغلاق على أفكار سابقة التجهيز يتناقلونها كمسلمات دون تفكير، ودون تعمق


14 - تكملة التراجع الحضاري الثقافي للمجتمع القبطي
سامي المصري ( 2011 / 2 / 17 - 22:13 )
تكملة، وأعتذر عن إرسال جزء من التعليق

الأفكار سابقة التجهيز يتناقلها المجتمع كمسلمات دون تفكير، ودون تعمق في معرفة الحقيقة. لقد كان للكنيسة أثر بالغ في فرض على المجتمع أفكار يلزم قبولها دون حق التفكر أو الحوار. وانتقل ذلك الاتجاه من التعليم الديني إلى كل مناحي الفكر في المجتمع القبطي، مع تفشي الجهل وعدم القراءة والإطلاع مما أدى إلى تراجع ثقافي حضاري مفزع للمجتمع القبطي ضمن تراجع في المجتمع المصري كله. لكن مشكلة المجتمع القبطي أنه عُزِل فانعزل عن التواجد على الساحة المصرية. لكني أري جيلا جديدا من الأقباط المثقفين يشرق بأمل جديد بعد ظلمة كثيفة استمرت لما يزيد عن أربعة عقود من التراجع الحضاري والثقافي. أعتقد أن سر هذا الانفتاح هو بسبب الإنترنيت والفيس بوك الذي زود الشباب بثقافة جديدة كانت أول ثمارها ثورة اللوتس المجيدة. أتمنى أن يكون الانصهار الذي حدث في ميدان التحرير يكون بدءا جديدا لعودة الروح للمجتمع القبطي، ليشارك بنصيبه في النسيج المصري الواحد نحو الرفعة والمجد لمصر أم الحضارات؛


15 - شكر واجب
اشرف اسحق ( 2011 / 2 / 17 - 22:55 )
الشكر واجب لكم على اهتمامكم بالرد والتعليق والتحليل وانا اتفق معكم فى كل ما سردتم عن عزله وجهل الاقباط لعقود طويله بسب التعليم غير الصحيح داخل الكنيسه وكذلك الاجابات سابقه التجهيز او التصنيع يتبقى ان اقول لك سنى وهو 48 سنه لانى مواليد 1963 فهل اكون مثل حفيدك ؟يشرفنى الحوار معكم لاتساع علمكم وثقافتك الواضحه فى مناحى كثيره متعكم الله بالصحه والعافيه وطول العمر وشكرا جزيلا لاتساع صدركم ورحابته


16 - شكر وتقدير واعتذار
سامي المصري ( 2011 / 2 / 18 - 06:14 )
عزيزي الأستاذ أشرف أولا أشكرك لردك المهذب جدا والجميل. ليس تقليلا من شأنك ولا قيمتك أن تكون في سن ابني لكنه بالأكثر تعبيرا عن إعزازي لشخصك النبيل. في الواقع أنا أشعر بمنتهى الألم بسبب تشويه التاريخ المصري أمامنا. أنا أؤمن بأهمية التاريخ، أن التاريخ الحقيقي لمصر لو عرض بطريقة صحيحة سيكون دافعا قويا نحو الحرية والتحضر خاصة للشباب. لذلك انوي الكتابة بأقصى طاقتي عن التاريخ حتى أرحل. أرجوك سامحني لو صدر منى تعبير شعرت فيه بأي شكل من الإساءة وتأكد أنه غير مقصود؛
مع جزيل محبتي وإعزازي؛


17 - الفاضل المحبوب المهندس سامى المصرى
اشرف اسحق ( 2011 / 2 / 18 - 10:14 )
سيدى الفاضل انا عاشق لكتاباتك منذ فتره واتفق معك تماما فيما كتبت من مقالات عن الكنيسه وما يحدث فيها وسعدت عندما قام موقع بتنزيل مقالاتك قد يملك المرء فكرا ولا يستطيع التعبير عنه لكنك تملك العلم والقدره على التعبير عنه طوبى لمن علم وعلم ارسل لكم محبتى العميقه الصادقه ودمتم لنا سراجا مضيئا وملحا نتذوق به الافضل والله معكم وصلى من اجل مصر والمصريين coptic truth


18 - أين تاريخنا؟
يوحنا المصري ( 2011 / 2 / 22 - 20:44 )
أستاذ سامى المصري
سلام ومحبة
فى كتاباتك كثيراً من التاريخ الذي لا يوجد في أي من كتب التاريخ المتوفرة الآن ... حتى الذي يوجد الآن ... أشك في مصداقيته

أرجوك بل اتوسل اليك ، استمر في كتابه تاريخنا بكل ما فيه ... الجيد سنفتخر به , وغير الجيد سنتعلم منه حتى لا نكرره

متعكم الله بالصحة والعافية
يوحنا

اخر الافلام

.. الضفة الغربية: مقتل 7 فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية في


.. زيلينسكي يطمئن الأوكرانيين ويعيد التأكيد على الحاجة الماسة ل




.. الأطفال في لبنان يدفعون غاليا ثمن التصعيد في الجنوب بين -حزب


.. ردود فعل غاضبة في إسرائيل على طلب إصدار مذكرات توقيف بحق نتن




.. جيل شباب أكثر تشدداً قد يكون لهم دور في المرحلة المقبلة في إ