الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميدان مصر وساحة بغداد

حسين التميمي

2011 / 2 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


التجربة العراقية مع الديمقراطية لم يمض عليها اكثر من سبع سنوات وعلى الرغم من كونها تجربة عرجاء الى حد ما وهي لم تأت من الداخل بل فرضت عليه من الخارج وفقا لسيناريو صار معلوما للقاصي والداني، الا انها اثبتت فاعليتها وجدواها، من خلال اثارتها للكثير من الاسئلة والافكار، ولن نخوض هنا في تفاصيل معقدة حول موضوع الاحتلال وتبعاته، انما نكتفي بقراءات بسيطة وسهلة تقول بأن مايحدث الآن في العالم العربي هو صحوة كبيرة، وانتفاضة حقيقية ضد كل الانظمة الدكتاتورية البالية.
مصر التي يطلق عليها العديد من المصريين اسم (ام الدنيا) هذا الوصف كان الى ايام قليلة مضت يثير حفيظة نسبة كبيرة من العراقيين الذين يرون انهم هم اباء هذه الدنيا وان العراق مهبط الانبياء وأول بلد ظهرت فيه الحضارات العظيمة وأول بلد سنت فيه القوانين و .. وو ، الكثير، لكن الآن وبعد تسارع الاحداث في مصرـ وتمكن هذه الثورة من تحقيق اهدافها، وما يعنيه هذا التحقيق والانتصار، من انتصار للديمقراطية والحرية..لم يعد لهذه التسميات من اهمية، وصارت ثورة الثمانية عشر يوما عنوانا كبيرا يستحق ان يفخر به المصريين والعراقيين والعرب جميعا، اذن لامزايدات ولا تفضيلات، بل التفضيل الوحيد هو لمن يحرز تقدما حقيقيا ويستطيع ان يفرض كلمته وكلمة كل الجماهير التي ملت الخطب والاكاذيب ، وهي قد اتجهت في هذه اللحظة الحاسمة الى تأكيد انها حية وحاضرة، ولها ان تقرر مصيرها بحرية وفاعلية، وهذا تأكيد لقوتها وقدرتها على اتخاذ القرار الصائب مهما ضحت وقدمت من شهداء ومهما كانت الظروف والعراقيل التي وضعتها الدكتاتورية امام الجماهير، هذا الانجاز الثوري الكبير أعاد للشعب المصري ثقته بنفسه .. هذه الثقة ستكون لها امتدادات وثمرات وتأثيرات ستتواصل وتنمو كي تتجاوز الحدود لتعبر الى باقي الدول العربية، فمادامت ام الدنيا قد انتفضت واسقطت طاغوتها فلاريب ان ابناء الدنيا ومجاوريها سيسقطون طواغيتهم بطريقة اسرع واسهل.
الكثير من الاصدقاء من داخل العراق هاتفوني مهنئين، فكأن مايحدث هو حدث عراقي، ولكن خالطت بعض المقارنات بعض الاستدراكات، فلو ان العراقيين اعتصموا في ساحة التحرير في بغداد قبل 2003، فان الكيمياوي كان بامكانه ان يحل المشكلة بسهولة، وستمتد الاصابع والمخالب السلطوية لتواصل الانتقام من عوائل المتظاهرين وربما عشائرهم، وعلى العكس من الجيش المصري فان الجيش العراقي السابق كان من الممكن ان يقصف المتظاهرين بالدبابات كما فعل من قبل في احداث مماثلة.
اذن لم يكن لساحة التحرير في بغداد ان تحقق ماحققه ميدان التحرير في القاهرة، لكن وبناء على ما تحقق في هذا الميدان لن نستبعد ان تحول ساحة التحرير الى ميدان للاعتصام والتجمهر الدائم، سيما واننا نعيش في ظل ديمقراطية اعلامية شكلية، وعلينا ان نستثمرها لكي نحرج القائمين على هذه الديمقراطية زورا وبهتانا، بعد ان فقدوا شرعية وجودهم وتواجدهم كونهم اخفقوا في تلبية النسبة الاكبر من المطالب الشعبية وانشغلوا في سرقة اموالنا والسطو على طموحاتنا واحلامنا.
اذن هل ستشهد ساحة التحرير في بغداد اعتصامات كبيرة او ثورة مشابهة لثورة الفيس بوك المصرية ؟
هو مجرد سؤال وليس تحريض على الثورة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا السؤال وليس التحريض ؟
مهند الشهرباني ( 2011 / 2 / 16 - 23:09 )
تحية يا صديقي
لماذا تتسائل ولا تحرض ؟السنا اولى بالانتفاضة بعد كل ما قدمناه ؟
السنا ندعي باننا اصحاب حضارة وحرف وتاريخ ؟
الا نحتاج لمسح لعنة اتهامنا باننا تخلصنا من الطاغية بمساعدة الاحتلال ؟
تحية لمصر واهلها فمتى نستحق تحية العالم ؟

اخر الافلام

.. رد فعل لا يصدق لزرافة إثر تقويم طبيب لعظام رقبتها


.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصفه بنى تحتية عسكرية لحزب الله في كفر




.. محاولات طفل جمع بقايا المساعدات الإنسانية في غزة


.. ما أهم ما تناوله الإعلام الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة؟




.. 1.3 مليار دولار جائزة يانصيب أمريكية لمهاجر