الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للحب .. مساحة أيضا

أمل فؤاد عبيد

2011 / 2 / 16
الادب والفن


ما يقال في الحب هو ما قد قيل وما سوف يقال حتى تطفأ الشمس .. ويغيب القمر خجلا .. ما قد قيل ويقال عن الحب هو خيط يفصل بين الظلمة والنور .. هو حال القلب حينما تعانقه نبضاته بحميمية .. وحينما نصبح أسرى لشعور يغلبنا .. ولا نغلبه .. الحب في الحياة نهر يتدفق لامتدادها .. لا يبوح بسره لسواها .. ولا يعرفه الا من أدركه الشوق والحنين .. وباغتته نبضة حائرة .. تشق طريقها بسهم صائب .. حينها يتبدد شعورالغربة .. حتى يبدو العالم من حولنا وكأنه .. واحة تسمعنا رنينها .. بكثير من العشق ..
تتشاكل القصص بين لقاء ورحيل .. وتتشابه الذكريات .. في بؤرة شعورنا .. نتقاسم ما بيننا الحكايا .. جميعنا يحاور قلبه بكثير من الشوق إلى هناك .. إلى حيث ملتقى الغرباء .. ويبقى دائما ما يفوق إحساسنا بالرحيل .. هو الممتد فينا والباق .. نتحاور الكلام بدون لغة .. حتى يبدو صمتنا وكأنه كلاما .. وحينما نتداول الحروف .. تصبح بين شفاهنا .. همسات هي أشبه بالنسيم .. أيها المحب العاشق .. أيتها النبيلة .. في مرسم المبدعين ترى ألوانا من أثير .. وبين المحبين تلقى شهد العسل المعتق .. حتى إن اقتربت منه .. كان اشتعالك .. فيضا لابد منه .. وان ابتعدت .. غالبتك فيه إليه الحنين ..
هاك الصور تراها .. بين ابيض واسود .. ومابين رماد الأيام .. تلمح لظلك لون مميز .. فأن بدوت بغربتك غائم .. فاعلم أن ارتدائك ثوب العز ملونا .. هو حال انعتاق القلب من قبضة الغم .. فاعشق طبيعتك كما هي .. واسكن جنان قلبك دون حزن .. وابعث روحك تحايا تعبر أفق الغياب .. للساكنين خيالك .. ولا تهجر عينك من تحب إذا اشتقت له .. واعلم إنما الشوق هو داء ودواء .. والقلوب به تعتمر ..
1
تقول له ..
تغالبني فيك مرامي .. وتشتهيك مني العين .. أفقا لأحلامي .. فجر يطالعني فجرا وسماء تعانقني .. تلملم مني الرحيق .. تبسط الممتد منها .. لأجنحة الشوق .. تشعل الظلمة .. نورا وضياء .. تراسلك روائع الأسرار .. وتنشدك ترتيلا .. بطيف الروح معشقا .. أيها الجندي الساكن ضميري .. تفاتحني ابتسامة الخلود .. وتغامرني حالة انتحاري .. بسطة الكف منك .. تحية ورجاء .. فتساكن الحروف مني .. نبضا موحد الخفقان .. فاهجرني إليك .. هجرا جميلا
2
يقول لها :
أجيدك صبرا هنا .. في داخل قلعة أحزاننا .. فأتخيرك بين عاشقي المدن .. مدينة .. تخارجني حدود الأسفار .. فرضا مقدسا .. واستميحك العذر .. شهود القلب .. رسما .. وكلمة حب .. تغادرني كل مساء .. تبيحني التقاءك .. حيث يفوح العطر
ربيعا دائما .. وحيث تسكنيني .. عشقا بريء الوصال .. و شدي الأوتار .. أغيب أقداره .. كأنها واحة ازدهار .. عنفوان القلب لازال يحكي .. قصة أمسه .. وحال انشغاله .. يراقصك رقصة الحياة
3
تقول له :
أعلم تدفقي وتناثري .. وأعلم سر ابتهاجي وسر نشوتي أتعلم أنت ؟
أتعلم سر ذوباني ؟ حتى التلاشي ؟ أتعلم سر انصهاري ؟ حيث يتحولني الدم والنبض سويا .. كتلة إحساس تحولني فضاء .. لربما تحولني إلى ذاتي .. تعيدني ترتيب الحروف وتمدني .. نسقا يتفكرني .. يغيبني .. يحتويني تارة .. وتارة يبعثرني .. ها هو ذا عذب اجتراحي .. أنفتح على عالمي .. وعيون وجوارح تهبني
تمنحني .. تصور الغيب .. أتجاوزك حد الحضور .. حتى أراني مغلوبة دون .. انكسار .. لا سواك يعاصرني .. تتواجدني وإياك التحاما .. افتراقا .. لا فرق بينهما
مادام الروح هائمة .. والقلب مني يهواك ..
4
يقول لها :
تتسمى الأسماء نورك .. وتبكيني مفارقاتك في ظلمتي .. واراني انتظر شروقك نحوي .. وافرح الكلمة منك .. دهرا .. وأعاهد الحق .. أن تكتمل المرامى بك ..
واشق إليك الأسماع .. أتذوق عبير كلماتك .. عبر الأثير .
. مشتاق لحنين يديك .. ومشتاق لنور ضياءك .. أتوسم القبول .. في وجه السماء أدعيتي .. ترفع الآثام عني .. وترسم خريطتي بقداسة رفيعة .. وتقولني الحرف ..
أمانة .. حتى تعيش عيناك مسألتي .. مخاطبا انتظاري .. وترافقتي الخطى .. لمنتهى غير بعيد .. وتهبني الآمال .. وتفيق قلبي على مساحة ود .. لن تغيب ..
5
تقول له :
تخيلني ظلالك تحيطني هالات من العبير .. دون الشذى يغمرني ضياك .. فأضمم سر النشوى حيرى .. فيموج بي موج الشوق رقراقاً .. تغيبني الثواني فيك ساعات .. وتغيب معك الساعات ثوان .. فتهجرني الأحلام فيك .. وأراني في الأحلام فيك ضيا .. فأفيق على مرمى الصخرة .. أنشد روح الخلود في قصيدة .. وابقي مبلغ النزق .. حد الوجع بكاء مريده .. فأتوارى الحجاب عن نفسي فيك .. طريقا ينشد الهدى .. فيصرخ في الكلام صامتا .. وتغيب الملامح في الظلمة الساكن وجعي .. فأتحرى المشاعر عشقا دفينا .. وفطرة تشتاق إليك .. حتى الامتلاء .. ويتوه في الفضاء .. واتيه في جوارحي حتى الانتشاء ..فأتحسس نبضي فيك .. موحد الصرخات .. خيط يتجاذنبي إليك دون انقطاع ...
6
يقول لها :
بيني وبينك .. خيوط الحقيقة .. ووصال روح ابدي .. يتخلد فيه المعنى .. ويستسيغه حرف العطف .. دون فصال .. فما منك ومني .. غير الوصال ..
يتباعد مني الجسد عني وعنك .. مسافات أوطان .. وحدود تفترق عندها الرهان ..
ولكننا عبر اثير رحماننا .. على اتصال .. ويتشاكل منك ومني الكلم .. عبيرا اشتمه كأريج عطرك .. وحيث يكون .. يكون لدي صمت المقال .. وما سطري عنك يتراوح مكانه .. ما بين قيل وقال .. ولكنه .. جميل القول .. في ما أشعره من جمال .. تصابريني وأصابرك اللحظات .. أوقات تفرق بين هجر ووصال ..
مساحة عشق بين مواجدة واقتراب .. ووصول ونضال .. يتخلق مني الوجود مرات و مرات .. وأتخلق في رحم حبك .. آلاف المرات .. ففي مراد عشقي ومبتغاي ..
اكتمال واي اكتمال .. واحتمل المشاق .. وأي احتمال .. وبك تحتلني حالة تتفردني .. يطولني فيها منتهى الآمال ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حب وعشق للإبداع النسوي
ياسين المغرب ( 2011 / 2 / 16 - 14:44 )
مما لا شك فيه ،ابداع بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وقرائتي للأخت أمل فؤاد عبيد يجعلني أضعها جنبا إلى جنب مع كل من الروائي المغربي محمد شكري والأديب أرنست همنغواي،لاعتمادها على جمل فعلية قصيرة،وهذا النمط من الإختيار يجعل النص الأدبي خاصة يفيض بالمعنى.


2 - روعة
شاكر الخياط ( 2011 / 2 / 16 - 17:19 )
اليك يا أمل تحية وسلاما
اني لأكبر فيك هذا الاسلوب الرائع الذي ابهرني واجبرني على ان استمر في القراءة حتى النهاية لاعود ثانية اقرا ما كتبت ايتها الرائعة... ان كان ما اكتبه الان هو ما شعرت بفعله منسرحا على حروف كلماتك التي تماسكت فتمسكت بموضوعية القص ...الجرس...الايقاع..الترابط... الروي الجميل الذي جعلني ارفرف بصدق بين الشعر تارة وبين النثر الجميل المعمق بتلقائية تارة اخرى.. كنت ولا زلت ابحث عنها فيما بين سطور كل من يكتب ومهما كان الموضوع...ليس مهما عندي سوى الاسلوب ...وقد وجدته في امل...وليتني بالذين ينادون بما يسمى ( قصيدة النثر ) ان يقراوا ولو لمرة واحدة هذا الجمال الخلاب ويجيبوني بكل رجاء- هل لهذا الفن الذي جسدته الان الرائعة المبدعة امل من تعريف...اذا كانت بعض الترهات يطلقون عليها جزافا شعرا وهي ليست بالشعر او نثرا واتحداهم ان يصلوا الى النثر او الى عتبات النثر...ليتهم يرعووا عندما يقراوا ماكتبته امل ويجيبوني ماهو شكل او صنف مايقرا الان؟؟؟
ان ما كتبتيه اليوم ايتها العزيزة منعطف جميل ومهم ارجو ان يكون بتلك التداولات بين بطلي لقائك هذا مسارا يميزك
مودتي
القاك بكل خير ومحبة

اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته