الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح1

سمير بشير محمود النعيمي

2011 / 2 / 16
الادب والفن


خواطر مؤلمة حزينة وذكريات معتمة كالحة تعشعش بافكار من عاش وشاهد أحداث الحرب الضروس بين العراق وايران والتي دامت ثمان سنوات دامية
في الحرب تضيع كثير من المفاهيم والتقاليد والاخلاق والمبادىء ويعم الفساد والانانية والرشاوي ويسطع نجم الصعاليك والسراق والجبناء ...... ...فيتحكم النكرات وتجار الحروب واللصوص والمنافقين بمصير ابناء الشعب !!!!
في ايام الحرب يضعف القانون ويستغل بعض الاشخاص وظائفهم او مناصبهم عسكرية كانت او مدنية فيسقطون امراضهم النفسية وتداعيات اخطاء تربيتهم منذ الصغر على الاشخاص الخلوقين الطيبون وخاصة الذين ترجع اصولهم لعوائل كريمة ساقتهم اقدارهم وظروف الحرب ليكونوا تحت رحمة اجلاف لا يرحمون !
العقيد سعيد المصلاوي عسكري متصابي يصبغ و يسرح شعره بطريقة يقلد بها الشباب ...... حذائه ذو الكعب العالي ... يصدر (طرقعة تجلب الانتباه ) حين ارتطامه بألارض ... يلبسه لاخفاء قصر قامته الملفت للنظر !!
.يتصرف تصرفات لا تليق بعمره الذي يناهز الستين عاما..... ....يثور بغضب لكل من يقول له انت مثل الاب لنا !!
. .... قسمات وجهه تنم عن ضعف شخصيته ...... متكبر..... متعجرف......ظالم بقراراته..... لم يعط لرتبته العسكرية حقها !! ولا لكبر سنه وزن او قيمة.!!!... يتكبر ويتعجرف على من هم اقل منه رتبة وخاصة اذا كانو تحت مسؤوليته ويتذلل ويتمسح بمن هم اعلى منه رتبة او الذين يحتلون مناصب حساسه او أمنية أو حزبية حتى وأن كانوا اقل رتبة منه...... في احد الايام اراد تملق احد النواب الضباط المناط بهم مسؤولية الحسابات والرواتب وسلف العقاري ويدعى (ن.ض باسل) فقال لزميله(ن.ض نزار) متهكما ... محاولا الانتقاص منه ليمتدح ويتملق ن.ض باسل : هل انت نائب ضابط وباسل نائب ضابط ؟؟
فاغتم نزار من كلام العقيد الذي يحاول اهانته و الانتقاص منه على حساب زميله و كان سريع البديهية قوي الشخصية وشجاع فاجابه بسرعة ::
لا اعرف قصدك سيدي ولكن اذا كنت تقصد ان باسل اجدر مني لانه بالحسابات ولديك معاملة عنده!! ... فلكل شخص اسلوب و شخصية فهل انت مثلا عقيد ومعمر القذافي عقيد ؟؟؟
وكانت اجابة نزار بالصميم ضحك لها كل الموجودين واثارت استهزائهم واستخفافهم بهذا العقيد وجعلته يغادر المكان بسرعة لائذا بالسيارة العسكرية وضامرا الحقد والشر لهذا النائب الضابط الذي اثار اعجاب اقرانه لجراءته !!
عند مشاهدتك العقيد سعيد من اول وهلة بانفه المعقوف وعينيه الغائرتين وتصرفاته غيرالطبيعية واضطراب اعصابه فتشعر بكره شديد نحوه وعدم الاطمئنان اليه ... ... مع العلم ان المظهر الخارجي لا يعطي انطباعا أكيدا عن الجوهر الداخلي لكن سعيد يبدو غير مريح!!! متجهم المحيا لا يبتسم و لايظهر عليه الوقار ... ..قصير القامة جسمه ممتلىء بشكل غير نظامي ... يسير بسرعة ليوحي للناظر اليه انه قوي البنية وصغير السن ...... ومن خلال تعامله مع الاخرين يطفو على السطح مقدار حقده وكرهه لعمل الخير لاي انسان يحتاجه و اذا تسلط على شخص بمعيته يؤذيه ولا يرحم احد..... يستغل رتبته والاوامر العسكرية الصارمة بزمن الحرب ويلاحق منتسبيه ويتدخل باوقات نزولهم الى عوائلهم بل حتى في اوقات راحتهم ومكان أسرة منامهم .... .. تساعده عصابة من المنافقين (نسميها جواسيس العقيد) هو قد شكلها من الموتورين عائليا وخلقيا بمختلف الرتب يجلسون وياكلون وينامون مع زملائهم و يسمعون ما يدور من احاديث ونكت او مشادات بسيطة ثم ينقلون كل ما سمعوه وشاهدوه بعد تحريف الكثير من الافعال والاقوال بغية كسب ود العقيد ورضاه عنهم فيسهل للعقيد مراقبة جميع منتسبي الشعبة عن كثب!! ليقيد حركتهم فلا يستطيع أي واحد من منتسبيه مغادرة المعسكر ولو لساعة زمنية واحدة ؟؟

الحرب زاد اشتعال اوارها والهجمات الشرسة مستمرة والعسكريين جميعا وبمختلف الرتب هم في قلق مستمر وتفكيرهم مشغول بين نارين (نار انشغالهم على اهلهم وعلى انفسهم ) فهم يفكرون بمصيرهم الغامض بمعسكراتهم أودوائرهم العسكرية لان الغارات مستمرة ليل نهار و قد حفرو ملاجىء قرب غرفهم كلما سمعو صفارات الانذار يحملون بنادقهم ويلبسون خوذهم واقنعة الوقاية من الضربات الكيماوية المحتملة راكضين الى ملاجئهم بسرعة وكانت هذه الملاجيء باردة ورطبة في الشتاء تمتلىء بمياه الامطار وفي الصيف تكون ملاذا للحشرات والزواحف وعندما تكون الغارة في الليل يمنع اضاءة أي ضؤء مهما كان خافت ولا يسمح حتى لضوء جمرة السيكارة. .... بالاضافة الى هذه المنغصات والارهاصات فالعسكري ينتابه قلق اخر على عائلته فالغارات والصواريخ تقصف المساكن والدور على رؤوس ساكنيها وعلى المعامل والمدارس ليل نهارفي جميع مناطق العراق وخلق الرعب بين المدنين من الشيوخ والنساء والاطفال.
الكثير من اكداس العتاد وبعض الدوائر العسكرية خبئت قريبة من الدور لاخفائها عن طيران العدو وبدون ادنى تفكير بخطورة وجود منشأة او دائرة عسكرية بين المجمعات والمناطق السكنية. ..... بالاضافة الى كل هذه المنغصات والمأسي والمصائب المستمرة ..... يقوم الجهاز الحزبي بتمشيط الدور لسوق الموظفين والطلاب للجيش الشعبي ... ويظل العسكري في المعسكر او في الجبهة مشغول الفكر بنفسه وباهله ويفكر بخلو الدور والمساكن من الرجال فمن سيحمي داره ويداري الاطفال والنساء والشيوخ ومن سيوفر لهم سبل العيش في ظل حرب طاحنة ؟؟؟؟... ويبقى العسكرين في قلق دائم ودوامة من الافكار والوساوس ؟؟؟

الى اللقاء مع الجز-2








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا للموقع المتحضر وللكاتب
الدكتورة ايمان غانم سليمان ( 2011 / 2 / 17 - 14:50 )
ذكريات الحرب مؤلمة وذكرياتها مريرة ولا تمحو من الذاكرة ولكن يجب ان توثق احدائها لتكون مصدر وحقيقة ونحن قد قرأنا بشبابنا كتب ادبية رائعة لمؤلفين عظام اكتسبو اكثر شهرة بكتبهم العالمية مثل لمن تقرع الاجراس وغيرها من القصص ونحن بدورنا بهذه القصة الجيدة والرائعة نشكر موقع الحوار المتمدن فهو سباق بكل شيء ويستحق الجوائز التي حاز عليها فشكرا لهذا الموقع المتقدم وشكرا للمولف والكاتب سمير بشير النعيمي فقد بذل جهدا لتقريب حرب طويلة حرقت الكثيرين من اهل العراق اهل الخير وشكرا للجميع..


2 - اعادتنا سنين
العقيد زهيرالتكريتي ( 2011 / 2 / 19 - 12:13 )
السلام عليكم لقد اعادتنا هذه القصة لذكريانتا مع هذه الحرب اللعينة وحسنا فعلتم في تذكرها حتى يتذكرها الاجيال وشكرا لكم

اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل