الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقالة مختارة من الصحف المغربية

عادل حبه

2011 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



هل يقرأ اليسار هل يقرأ اليسار الدرس؟

بقلم: محتات الرقاص/ مدير نشر جريدة بيان اليوم المغربية

من دون شك للثورة المصرية أسرارها الخاصة، على غرار مختلف الثورات في التاريخ، وقد يشكل ذلك مادة لعمل المؤرخين.

الأهم اليوم، أن البلد ولج مرحلة جديدة عنوانها تطلع الشعب إلى التغيير، وللتذكير فكل الثورات تقوم أصلا من أجل التغيير، لكن الجديد فيما جرى، أنه لم يتم من لدن جينرال أو عقيد أو قائد حزب، إنما من طرف عشرات الآلاف من الشباب والفقراء، وكانوا هم جنود الثورة وقادتها في نفس الوقت.
إن ما جرى في مصر، وأيضا في تونس، يختلف عما عاشته مصر ذاتها مع 1952 وجمال عبد الناصر، وما عرفته ليبيا مع القذافي سنة 1969، وما حصل في العراق وفي سوريا، وحزب البعث هناك، وكذلك ما قرأناه في التاريخ عن بلدان عربية أخرى...

وإن ما حصل في 2011، يخالف أيضا ما علمتنا إياه الأدبيات الثورية، التي تقول بأن الثورة تحتاج إلى حركة ثورية «الطليعة»، وهذه الأخيرة تقتضي نظرية ثورية، لكن هذه المرة، هب الشارع المصري والشارع التونسي ليوقظانا جميعا من حالة الارتخاء الشامل، وليقولا لنا بأن الثورات صارت لها اليوم أدبيات مختلفة، وإن «الحالة الثورية» تبدل معناها، وما عاد من اليسير معرفة البلد العربي القادم على طريق هذه اليقظة الشعبية.

وعند تفكيك ما حصل، يبرز أمامنا درس لا يخلو من راهنية، موجه للقوى والأحزاب التقدمية العربية، بما في ذلك عندنا هنا في المغرب، ويتعلق بالارتباط الميداني اليومي لهذه الأحزاب بنبض الشعب، وانخراطها في نضالاته الاجتماعية والحقوقية، وقيادة دينامياته الاحتجاجية...
ليس القمع وحده الذي يغيب الأحزاب الحقيقية ويؤدي إلى إضعافها، وإنما أيضا إدارة الظهر للشارع، وعدم التوفيق بين المشاركة في تدبير الشأن الحكومي والحضور في الشارع ومواصلة التأطير السياسي والقيام بـ»الوظيفة المنبرية»، كل هذا يؤدي في النهاية إلى إنهاك هذه الأحزاب، وجعل الفجوة تكبر بينها وبين الجماهير.

هنا درس بالغ الأهمية، على أحزابنا اليسارية والتقدمية أن تقرأه جيدا، ومن ثم تقدم على خطوات جذرية وجريئة من قبيل: تجاوز بعض الذاتيات المرضية والذهاب بقوة نحو بلورة يسار ديموقراطي تقدمي حداثي في المغرب يصنع الأجوبة، ويمنح لشعبنا الأمل في المستقبل، بلا كثير مزايدات.
إن ما جرى في مصر وتونس حرك الكثيرين في المنطقة وفي العالم، ومن غير المنطقي بتاتا ألا تهتز أفكار ومسلمات قوى تقول بتقدميتها.

السياسي الذكي في عالم اليوم يقاس بمستوى ما يصدر عنه من آراء استباقية، والتحدي أمام أحزابنا التقدمية يتمثل في قدرتها على قراءة ما جرى من خلال ذاتها واستراتيجياتها وخطابها.

هل نقرأ الدرس اذن؟

إن مصلحة بلادنا وشعبنا تفرض ذلك على كل حال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التکبر السياسي
مصدق الکويتي ( 2011 / 2 / 17 - 09:13 )
الاستاذ عادل حبه المحترم
تحيه طيبه انت جميل بانتقائک وفي کتاباتک المختلفه فشکرا لک . نعم ان الاحزاب السياسيه عندنا صارت اکاديميه فهي تفرض رايها علي الشارع ولا تريد االاستئناس بالراي الاخر فعندها الکثير حسب اعتقادها

اخر الافلام

.. سيلين ديون تكشف عن صراعها من أجل الحياة في وثائقي مؤثر


.. -هراء عبثي-.. شاهد رد فعل مؤرخ أمريكي على الديمقراطيين الذين




.. نيويورك تايمز: تجاهل البيت الأبيض لعمر الرئيس بايدن أثار الج


.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مسعود بزشكيان




.. بزشكيان يحصل على 42 % من أصوات الناخبين بينما حصل جليلي على