الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يخشى المالكي من عويل (الخدمات) في (عرش) الفساد؟!

محمود حمد

2011 / 2 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لماذا يخشى المالكي من عويل (الخدمات) في (عرش) الفساد؟!
محمود حمد
• لم يشهد تاريخ العراق المُدوَّن الحديث والقديم رئيس حكومة تحدث عن فساد دولتة مثلما هو السيد المالكي!
• ولم نسمع او نقرأ عن رئيس حكومة اشتكى من علل حكومته ووبالها عليه ، كجريرة سوء ، غير مسؤول عن اختيار اعضائها ، وضاق ذرعا بمواقفهم ، وغير مقتنع بأدائهم ، ومحرج من سلوكهم، ومرتاب من نواياهم..مثلما هو السيد المالكي!
• ولم يمر موسم الا واشار السيد المالكي فيه الى اختلال في الدستور ( آن الأوان لإعادة التوازن اليه) !
• ولاتخلو كلمة للسيد المالكي عن شؤون حكومته الا وأقرَّ بتردي الخدمات ووعد بانتشالها من المستنقع الذي تّردَّت فيه!
• ولم تعصف أزمة من الأزمات المتواترة في العلاقات بين (المتحاصصين بغنائم السلطة ) منذ ثمان سنوات إلاّ ولعن فيها المحاصصة والذين أفتوا بها!
• ولم يمر يوم في العراق تصدر فيه جريدة او يتردد بث اذاعي او تلفزيوني لم يتأوه فيه الحرف ، او يتهدج الصوت وجعا من شكوى انعدام الخدمات وتفشي الفساد وإعتلال العدالة!
• ولم يخلو بيت عراقي ، او مكتب ، او مقهى ، او سوق ، او شارع على امتداد مدن الوطن من آهة نقد ، او قَوْلة لَذْع ، او فكرة رفض ، او موقف سأم من سلوكيات المتنفذين في دولة الطوائف والاعراق المتحكمة بمصير العراق واهل العراق!
• حتى صرنا نتوهم ان السيد المالكي سينفض ذات فجر ( افتراضي ) عن نفسه ملوثات السلطة ويدعو الى حل البرلمان واعادة الانتخابات على اسس وطنية لاستعادة السيادة للعراق والكرامة والخدمات للعراقيين!!!
• لكن المفارقة الغريبة والمريبة..تلك التي جاءت على لسان السيد المالكي وهو يشكك بنوايا المستغيثين من الفساد _المتظاهرين_ ، ويحذرهم من ( تسييس ) مطالبهم ، وكأن المطالب في قاموس ( دولة الطوائف والاعراق ) رجس من عمل الشيطان ، لايجوز اقترابها من جسد السياسة ( المبجلة!) التي افرزها الاحتلال ورعاها المتحاصصون وتفشت في بيئة التخلف!
• ولم نفقه في تاريخ السياسة الموثَّق او المتناقَل بالاعراف والممارسات والاساطير على امتداد جغرافية وتاريخ البلدان ان مطالب الناس من الحكومة هي شأن غير سياسي!
• ويبدو ان الامر استعصى على ضحايا الدكتاتورية بالامس وحكام اليوم ، فتنكروا لحقهم ـ بالامس ـ وحق معارضيهم ـ اليوم ـ في الافصاح عن صوتهم لتحرير الوطن من الاحتلال ، وتطهير الدولة من الفساد ، وانقاذ المواطن من تردي الخدمات ، واسقاط الحكومة ان هي انحرفت عن الدستور او عجزت عن تلبية احتياجات المواطن والوطن!..
• ويتساءل عقلاء العراقيين ومتصفحي مواد الدستور:
اليس اسقاط الحكومة حق شرعي للشعب ومدون كواجب دستوري ملزم لمجلس النواب (ممثلي الشعب!) ان هي تخلَّفت عن تلبية مطالب الناس ، وعجزت عن اداء دورها المحدد في الدستور؟!
• لكننا بدأنا نسمع ذات الاصوات الاستعلائية التي عودنا عليها الحكام الدكتاتوريون عندما يخاطبون مخالفيهم في الرأي..وتصاعدت حمى التخوين البغيضة من افواه بعض سياسيي السلطة تجاه المواطنين المطالبين بحقهم في تغيير اوضاعهم المتردية ، بل ان الأمر تجاوز ذلك في بعض المحافظات الى حد سفك دماء (الشاتمين) للفساد والفاضحين للمفسدين، مما يُنذر بأسوء العواقب ، ويُمهِّد لعودة صنّاع الموت الى الشوارع..وهذه المرة لامفر في عرف القتلة من ( تسييس القتل) بعدما استقدم وشرعن لنا الاحتلال والارهاب المرافق له ( القتل الطائفي)!
• ان الحكومة تفقد شرعيتها عندما تتصدى لمطالب الناس بالتخوين ، وعندما تحرض بعضهم على بعض ، وعندما تلجأ الى التصفية السياسية ، او تنزلق الى جرائم القتل بحق مخالفيها بالرأي، اوعندما تخرق الدستور او تنتقي منه مايزيد توحشها ، ويبرر فسادها ، ويستُر فشلها ، ويُزكّي تخلفها.
• واليوم نسمع فحيحا تحت جبل القش اليابس ، الممتد على طول العراق وعرضه ..يُنذر العصافير في اعشاشها بعظائم الامور ، ان هي زقزقت من فرط الضمأ..متناسين حق الانسان الفرد والمجموع في التعبير السلمي عن رأيه والمطالبة المشروعة بحقوقه بما فيها السياسية ، وفي المقدمة منها التعبير عن الرغبة في التغيير!
• تنص المادة (36) من الدستور العراقي:
( تكفل الدولة، بما لا يخل بالنظام العام والآداب:
اولاً :ـ حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل.
ثانياً :ـ حرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر.
ثالثاً :ـ حرية الاجتماع والتظاهر السلمي، وتنظم بقانون. )
• وهذه الـ(تنظم بقانون ) احدى الالغام المزروعة عمدا في جسد الدستور لتجويفه من عناصر الخير للناس..لانهم يعرفون ان ليس هناك من وقت ستنظم فيه تلك القوانين التنفيذية..مثلما هي دساتير الانقلابيين المؤقتة التي تستديم عقودا ولا تتغير الا بجرافات انقلابيين جدد!
• اننا ندرك ان تراكمات نصف القرن الاستلابي الدموي الاخيرالمختومة بسنوات الفوضى والخراب والإفناء التي جاء بها الاحتلال في العراق ..
لم تترك في العراق حكومة كفوءة..بل افرزت حكومات متنازعة ومتنازع عليها.
• فليس في العراق اليوم دولة..بل دويلات..
• وليس العراق وطنا لابنائه المتساوين بالحقوق والواجبات..بل صار اوطانا للطوائف والاعراق..
• وليس في العراق ثروة..بل اسلاب يتقاسمها اللصوص المتحاصصون..
• وليس في العراق احزاب وحركات..بل امراء يتبعهم المنتفعون..
• وليس في العرق شعب موحد حول مصالحه..بل شعوب وقبائل وطوائف واعراق متنافرة!
لذلك..
• لمواجهة طغيان المحتلين وقشورهم..لابد ـ أولاً ـ من إدراك ان التاريخ الراقد منه في القراطيس المهملة..اوالساخن منه في ايامنا هذه ..وذاكرة الشعوب التي تختزن المآثر مثلما تنطوي على الهزائم المريرة ..تعلمنا.. ان الفاسدين من اهل السلطة سينفلتون بتوحش حال انطلاق صوت الاعتراض على المفاسد والمطالبة بالإطاحة برؤوس الفاسدين و:
• سيُخوِّننا..و..سنتشبث بالوطن.. لان شعبنا يعرفنا..
• وسيُعاد إنتاج لافتات الإتهام البالية.. ( تنفيذ اجندات خارجية!) (مخربون!) (فوضويون!) بل ( خارجون عن الملة وداخلون في حلف الشيطان الأصغر..لان الشيطان الاكبر حليف استراتيجي!) بعد ان رفعوا صوت التخوين لـ( تسييس ) المطالب..
• وسيستصغروننا..وبأهلنا المحتاجين سنكبر..
• وسيفجرون الكراهية الطائفية والعرقية لمواجة حرماننا..وسنتوحد..
• وسيضربوننا..وبثبات..سنكسر شوكتهم..
• وسيقتلوننا..وبشرف..سنحيا في الآخرين الرافضين..
• وسيتفاوضون معنا للالتفاف علينا..وبحنكة الجميع..سنصعد..
• وسيحاولون جرنا للتلوث معهم في السلطة..وبزهد الفقراء ستنجلي قيم شعبنا الاصيلة..
• وسيقذفون بالسلطة الموبوءة علينا لتوريطنا..وبوعي وقائي سننبُّذ..
لانها بضاعة قذرة ، ونحن نسعى لأداة نظيفة بطهارة شعبنا..
أداة وطنية ـ لا نوايا مُحتلٍّ فيها ـ طاقة بناء شفافة ، ونقية ، ومدنية مُنتجة ، وارادة حرة ..تليق بشعبنا!!
ونعود ونتساءل:
لماذا يخشى السيد المالكي من عويل الخدمات في عرش السلطة؟
• لكن من يتأمل الطير الذي نزل على وزراء حكومة المحاصصة ( التي نبذها رئيسها قبل تشكيلها ) وهم يستمعون اليه ، متوعدا (الفاضحين) لفشل دولة الطوائف والاعراق.. يصغي الى زفير اعصار التغيير الوطني التنموي المتمدن القادم الذي لامفر منه ..يتردد في صدور البعض منهم ويُفزع آخرين..
• هذا الاعصار المتفاقم في كل زاوية تغيب عنها العدالة..
لاخلاص منه الا بوعي ضرورته والاصطفاف اليه ، والاندفاع معه لإعادة التوازن للحياة المدنية مثلما هو التوازن عادل في الموت المدني..
وليس الوقوف بوجه الاعصار والانتحار بمواجهته وإفناء البلاد والعباد!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة