الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الحرية في تغيير الشعوب والانظمة

علي الشمري

2011 / 2 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الحرية مفردة جميلة ينشدها كل شعوب الارض المضطهدين من قبل حكامهم,عندما يذوق الانسان طعمها يصبح تواقا الى المزيد منها,فهل تأتيه الذائقة تلك بغفلة من الحاكم ,ام انه باصراره وعناده لبلوغها,وهل بوعي منه لضرورتها أم انها مصادفة فكر بها ,وهل تستوجب ان يقدم الدماء والتضحية لينالهامن يد من ماسك بها(السلطان الجائر),ولماذا لم يمنحها له السلطان عن طيب خاطر؟فهل يعرف السلطان انه عندما يعطي الحرية لشعبه يفقد كرسيه ومنصبه؟
وهل الصراع الدائر بين الحكام والشعوب على مر التاريخ من أجل الحرية فقط ,وماهي الحرية ,؟حرية الجسد ام حرية الروح ام حرية المعتقد أم حرية الفكر والتفكير بما يدور حوله في عالمه الملئ بالمتغيرات؟
وهل الحاكم هو العارف الحقيقي بثمن الحرية ودورها في تغير الشعوب والانظمة بموجب أطلاعه وثقافته؟ولهذا يعمد الى تجهيل من يحكمهم حتى لا يصلوا الى درجة من النضج الفكري ويكتشفوا دور الحرية ومدى تغييرها لهم كشعب ,ومن ثم تغيير الحكام وانظمتهم الفاسدة.
وهل الحاكم عندما يعطي الحرية لشعبه منة منه أم حق البشر الطبيعي أن يكونوا احرارا في دنياهم مثلما خلقوا من بطون امهاتهم دون تمييز ,(لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حرا)/الامام علي(ع),لن يلد أحد وهو سيد ,ولم يلد أحد وهو عبد ,لكن جبروت الطغاة هو من قسم البشر الى عبيد وأحرار لاستغلالهم لخدمته وحماية نظامه واستغلال جهدهم العضلي والعقلي ,فالحاكم تكون حاشيته من الاحرار كونهم من ذواته ,أما بقية جيشه وشرطته وموظفيه فيعتبرهم من العبيد الاجراء ,فالاموال مكدسة في خزائنه هو وحاشيته وبقية الشعب يتضور جوعا والما,ويقدم له المسكنات بالقطارة احيانا لديمومة بقاءه في السلطة .لا يهمه أن يعطيهم كامل الحرية في التعبد الديني وهو يسارع بالتظاهر كونه متعبد مثلهم طالما لا يفكروا بازاحته......
يعطيهم كل الحرية في أجسادهم ولا يهمه تلك الاجساد أن عريت أو مزقت او بيعت مادام هو ظامن وجوده في السلطة,.....حرية الارواح ومهما تكن سواء شريرة او مسالمة طالما هو متحكم فيها وبعيدا عن خطرها,,,,لكن الشئ غير المسموح به ان يعطي حريةالفكر و التفكير بما يدور من متغييرات يومية من حوله .ففي هذه الحاله سوف تفسد عليه معيشته الترفة واحلامه الوردية ,كون الانسان يبدأ بالمطالبة بحقوقه في المساواة في العيش والثروات .و من هنا تبدأ مسيرة التحول الفكري عند الانسان وتتسع دائرة مطالبه المشروعة ويحاول أن ينتزعها من الحاكم المستبد رافضا عيشة الذل والهوان بكل اشكاله.
أن التواصل المعلوماتي والفكري بين الشعوب بفضل الثورة المعلوماتية قد غير الكثير من الشعوب التي كانت في حالة سبات تحت نير حكامها المستبدين ,والذي حاولوا بكل الصور أبقاء شعوبهم في حالة غيبوبة دائمية ,فقسم من الانظمة علمانية الاتجاه والاخرى دينية وأخرى عشائرية وراثية,وأنظمة خليط هجين من كل الاتجاهات وتيغير كالحرباء عند الظرورة ومتطلبات المرحلة التي يمر بها ,المهم بقاءه ,ولكن النتيجة واحدة ’الصحوة اتت الجميع وكل شعب بدأ بزيح كابوسه عن صدره ,فالشعب التونسي بانتفاضته ازاح بن على العلماني ,والشعب المصري ازاح حسني مبارك العلماني والمتعكزعلى الفكر الوهابي عند الشدة,والانتفاضة الليبية بدأ ت,والانتفاضة الجزائرية كذلك واليمن هي الاخرى والبحرين أكثر من رائجة,وفي ايران وصلت النيران لتلتهم جبة وعباءة الولي الفقيه ودجاله نجادي ,ولكن المفارقة تكمن في العراق الذي خرج توا من اعتى ديكتاتورية فردية عرفها التاريخ,فبعد ثمان سنوات من التغييب والتخدير الديني للجماهير المتعطشة للطقوس الدينية التي كانت محرومة منها في العهد الديكتاتوري السابق,جاء طغاة العهد الجديد بتقليعة جديدة قديمة ,هي دعم المسيرات المليونية لفقراء العراق ومغفليه وتلهيتهم وتشجيعهم على أحياء كل الشعائر الدينية وعلى مدار العام ,كي تبقى لهم الاجواء مهيئة لنهب خيراته وثرواته تحت شعارات أسلامية براقة ,فكدسوا المليارات في حساباتهم واغرقوا العراق بالمشاكل ونقص الخدمات ,وأوصلوا الشعب الى درجة الفقر المعيشي ,حيث تم سرقت ما يخصص للبطاقة التموينية التي يعول عليها الكثير من شرائح المجتمع العراقي ,
العراقيون وبعد أن ذاقوا ولو جزءا يسيرا من طعم الحرية ,وهم التواقين اليها دوما من جراء محروميتهم منها لعقود من الزمن ,لن يتنازلوا عنها بالسهولة التي يرونها الاسلاميين المتسلطين ومستعدين لتقديم المزيد من الدماء الزكية في سبيل الحصول عليها كاملة غير منقوصة,وما تشهده مدن العراق هذه الايام من انتفاضات لازمتها أراقةللدماء من قبل القوات الامنية التي تتعامل معها بالرصاص الحي الا دليل على وعي العراقيين وتمسكهم بثوابتهم الوطنية,وقادم الايام سوف يشهد المزيد الا أن تتحقق مطالبهم والاستماع الى صوتهم فهو الوحيد الذي يحسم الامور ويعيدها الى نصابها ,وهو من وضع الثقة بغفلة من الزمن باناس لا يستحقونها واليوم يريد أن يسحب ثقته بهم ,وهوسيد الموقف والكلمة الفاصلة,وكما يقول الشاعر ,,لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى.............حتى تسال على جوانبه الدم.
بعد معاناة طوال ثمان سنوات وبشعاراتكم المهلهلة لا تنفعكم وعليكم التفكير في أيجاد مخرجا لكم ,لانكم انتم من وضع نفسه في عنق الزجاجة,والى يوم الانتفاضة الشاملة يوم 25 _2في ساحة التحرير يوم تقرير مصيركم من قبل الشعب المبتلى بكم ,,,,,
أذا تغييرت الشعوب تغييرت الانظمة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى الكريم علي الشمري المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 2 / 17 - 04:09 )
تحيه وتقدير
لو فكر الحاكم قليلاً لوجد ان منح الحريه لشعبه واجي عليه وهو اول من يستفيد منه لأنه بغير ذلك سيعيش ويموت ذليلاً
اما المال فهو متوفر ويكفي الجميع وستكون حصة الحاكم متميزه يعيش فيها بكرامه مع احتظان شعبه له
الحريه جميله عندما تعطى واول من يستفيد منها الحاكم..وجميله عندما توأخذ وتسمى هنا انتزاع وهذا يعني ان من تؤخذ منه سيتم اذلاله لأن القوه بكل اشكالها ستستخدم لأنتزاعها
المشكله هي شعور الحاكم انه سيعيش أبداً بنفس العنفوان وان اسلوبه اليوم سينفع دائماً ناسياً قانون التراكم الذي يمر عليه وعلى الشعب
والأكثر تأثيراً هو اصطفاف دعاة الحريه مع سالبيها خدمة لمصالحهم و الا كيف تسمح دول كبرى تدعي انها راعية الحريه في العالم وتنشر كل عام تقرير بذلك وتسمح لموظف محدود المورد يسمى رئيس دوله بتكديس المليارات في بنوكَها وتتفضل بتقديم دعم لتلك الدول
موضوع جميل وطرح اجمل ايها المتفضل


2 - هذه الجراثيم لن تعيش في الهواء الطلق
حسين محيي الدين ( 2011 / 2 / 17 - 04:36 )
حكامنا طفيلون يعيشون ويأكلون في الوحل الذي هم فيه . الحرية بالنسبة لهم موت سريع لأن فهمهم للحرية ناقص وعقولهم متحجرة بئسا لهم يومهم قريب .في 25 -2 بداية النهاية وفي ميدان التحرير


3 - اليد التي تأخذ لا تعطي
علي الشمري ( 2011 / 2 / 17 - 18:45 )
حضرة الاستاذ الفاضل عبد الرضا حمد المحترم
ان امريكا وأذنابها من الحكام في عالمنا المعاصر ,هي من سلبت ثروات وخيرات البلدان وحتى أرادة الشعوب خدمة لمصالحها ولا تفكر ان تعطي شعب ما حرية وفق المعايير الانسانية,وألا بما تفسر تحالفها المميز مع اعتى الانظمة الثيوقراطية ,بماذا تفسر دور المخابرات الامريكية في أجهاض ثورة14 تموز أخي العزيز ان أمريكا عندما جائت بجيوشها ليس لتحرير العراقيين كما تدعي ,وأنما ورقة عميلها صدام قد أحرقت وأصبح شرطيا ضعيفا لا يصلح لحماية مصالحها في المنطقة ,فبحثت عن حليف جديد لها لتسلمه حكم العراق فلم تجد أقدر وأخلص من جوق الحرامية والطبالة الذين ملت منهم مدن وشوارع الشتات لكثرة تسكعهم وتسولهم,لسنوات طوال .,هؤلاء عانوا من ضنك العيش والغربة ما يكفي لبقائهم سنوات يتصارعون على المنصب والمال دون الالتفات لمطالب الشعب ,يدعمهم في خطهم المعوج هذا أدعياء الدين(المعممين) ومن المستفيدين من الوضع الجديد,
أخي الغالي ,هناك طرفة ,أحد الايام سقط أحد المعممين في حفرة ,وراح يحاول أن يخرج منها ,فأتى أحد المارة مادا يده له لانقاذه فسحب المعمم يده منه خوفا من العطاء.
تقبل تحياتي,


4 - وهكذا يريدون لشعوبهم
علي الشمري ( 2011 / 2 / 17 - 18:54 )
الاخ حسين محي الدين المحترم
كما ذكرت انهم يعيشون هكذا ويبغون ذلك لشعوبهم,والويل الويل للذي يخرج عن طوعهم فالسجون والمنافي وأعواد المشانق جاهزة والتهم متوفرة ,وسلاح البطش والارهاب مدفوع ثمنه من قوت الشعب.
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي