الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احذروا ركاب الموجة

حافظ آل بشارة

2011 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ا
جميع الذين يكرهون التغيير الديمقراطي في العراق وتطوعوا لاسقاط العملية السياسية يصطفون اليوم في طابور الموجة الدعائية التي تنادي بتنظيم تظاهرات كبيرة في البلد للمطالبة بالتغيير ولكن اي تغيير ؟ يتعمد دعاة التظاهرات التكلم بطريقة عمومية وعدم الدخول في التفاصيل ، ولكن ما بين السطور يتضح بسهولة انها محاولات لطي صفحة النظام الديمقراطي ، انه فصل تكميلي بعد ان كانت تلك القوى تقود الارهاب وتقتل العراقيين عبر ابادة عمياء فهي نفسها الآن تركب الموجة مستغلة الغضب الجماهيري المشروع ، هي نفسها افشلت العمل الحكومي لدورة كاملة عندما اجبرت الحكومة على التفرغ للملف الامني والدفاع عن ارواح الناس وترك الملفات الاخرى ، وهي نفسها اليوم تحشد الشارع وتقوده لاسقاط النظام واعادة البلد الى احضان الاستبداد القديم . المعروف ان النظام الديمقراطي لديه الياته الدستورية الضامنة للاصلاح والتجديد لانه نظام مبني على فصل السلطات والرقابة والمحاسبة والتجدد وتعاقب الوجوه والتداول المتواصل للسلطة عبر الانتخابات ، والفاشلون تجرفهم الانتخابات والدورات المتعاقبة ، لكن من يراقب الدعوة الى التظاهرات في العراق يجدها تستند الى مبررات منطقية ومشروعة ، فالمواطن العراقي يعاني من فقدان الأمن والشعور بالغربة في وطنه ويعيش قلقا متواصلا في الليل والنهار وترهقه الحواجز الامنية والازدحامات التي تحول الحياة الى جحيم ، ويعاني من البطالة والفقر وفقدان الخدمات الاساسية والشعور بالاحباط واليأس ، فهو يفتقد للكهرباء والنظافة والخدمات الصحية اللازمة ويعيش ازمة سكن هائلة ، يقابل ذلك فساد كبير متغلغل في جميع مؤسسات السلطة وثراء اسطوري يعيشه المسؤولون في الدولة ، أصيب المواطن المستضعف بصدمة عندما وجد ان النظام الديمقراطي في بلده معطل ولا يستخدم الياته الدستورية في الاصلاح والرقابة الصارمة والمحاسبة والدفاع عن مصالح الشعب ، وان مجلس النواب الذي هو مصدر التشريع والشرعية وحماية المظلومين اصبح متهما هو الآخر وقد وضعه الناس في سلة واحدة مع المؤسسات المدانة ، وهذا يعني ان الجمهور في البلد فقد ثقته بالبرلمان وهي ذروة خطيرة من التطور لان البرلمان هو الاقرب الى تطلعات الناس وقضاياهم والمدافع عن مصالحهم فكيف اذا اصبح متهما ؟ وهكذا ادرك المواطن ان الحل الوحيد هو الاعتماد على النفس والتظاهر والاحتجاج ، لكن ظروف العراق تشجع على دفع القوى الرافضة للتغيير والراعية للارهاب لتتصدر الازمة وتستغلها لاهدافها ، واذا سارت الأمور بهذا الاتجاه فلن تؤدي التداعيات المتوقعة الى اسقاط نظام الحكم بل ستؤدي الى تقسيم العراق بدعم من قوى اقليمية معروفة ، في وقت اصبح تقسيم البلد الواحد من اساليب اللعب في العالم العربي بعد تقسيم السودان الذي جرى بصمت ، مجلس النواب مسؤول امام الله أكثر من غيره عما يجري وبسبب صمته وتنازله عن دوره الرقابي اصبح الفاسدون واللصوص يوفرون المبررات الجاهزة لمن يريد وضع العراق أمام أزمة جديدة قد تقوده الى نهايات مجهولة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش


.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا




.. الاحتلال الإسرائيلي يدمر مستوصف الزيتون بمدينة غزة


.. بحضور نقابي بارز.. وقفة لطلاب ثانوية بباريس نصرة لفلسطين




.. من أذكى في الرياضيات والفيزياء الذكور أم الإناث؟