الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الشعب العربي ......وماذا عن سورية؟!!!!!

بشار السبيعي

2011 / 2 / 17
السياسة والعلاقات الدولية


كَثُر الحديث في الأونة الأخيرة في وسائل الإعلام العربي والعالمي عن النهضة الشعبية للحرية والديمقراطية التي يشهدها الشارع العربي ، والتي تبدو اليوم على وشك من أن تُغير وجه العالم العربي وأنظمة الحكم فيه بعد ثورة الياسمين بتونس ، وإنتفاضة 25 يناير المصرية التي أطاحت برؤساء بلدانهم.
ولايخفى على مُشاهد الأحداث عبر وسائل الإعلام والفضائيات المتعددة النوع والجنسية اليوم مدى تأثير عصر المعلوماتية والتكنولوجيا الحديثة في صياغة الحدث اليومي في جميع بلدان العالم العربي اليوم ، ولم يبقى ملاذ آمن للفرد من إستقبال الأخبار والأحداث الجارية على مدى 24 ساعة عبر الإنترنت وجميع الوسائل المرئية والسمعية والبصرية المتاحة للفرد اليوم في هذا العصر المعلوماتي بأمتياز.
وكَثُر الكلام عن "كرة الثلج" التي تتدحرج في اليمن والجزائر والأردن وليبيا لتأخذ الشكل والطابع الملائم لثورات محلية مماثلة لنظيرتها في تونس ومصر. ولاشك بأن العالم العربي يشهد اليوم تغييراً جذرياً في طبيعة الحكم وعلاقة الحاكم والمحكوم فيه بعد رضوخه لعشرات السنين تحت وطأة حكم الطوارئ والأحكام العرفية والنظام الأوتوقراطي لل"الحزب الواحد" وإنعدام دور المجتمع المدني والحراك الشعبي وحرية الرأي والتعبير فيه.
وقد تردد في الأيام الأخيرة السؤال الذي قد يسمعه المرء في الشارع هنا في دمشق ، سورية بلد العروبة والقومية العربية ، أو في وسائل الإعلام ، عما إذا كان هناك إحتمال لقيام ثورة شعبية مماثلة لما يحصل في البلدان العربية الأخرى. ومع محاولة بعض الأفراد السوريين المغتربين في الخارج ، الذين يدعون أنفسهم بالمعارضة السورية ، لتنظيم ماسمي بيوم "الغضب السوري" في أوائل الشهر الجاري على موقع الفيس بوك الإجتماعي الإلكتروني لدفع السوريين في الداخل ألى الإعتصام والنزول ألى الشارع في العاصمة ومدن أخرى ، والفشل الذريع لتلك المحاولة بإستقطاب شخص واحد للإستجابة ألى مطلبها ، يبقى السؤال مفتوحاً عما إذا كان هناك ذلك الإحتمال لقيام ثورة شعبية في سورية للإطاحة بالحكم الحالي.
الجواب لهذا السؤال ، لمن لم يسمعه ، جاء واضحاً وجلياً عبر كرنافال شعبي عفوي حقيقي يوم عيد المولد النبوي الشريف عبر الصور واللوحات المؤثرة التي بثّها الأثير السوري والفضائية السورية منذ أيام خلال نقلهم لوقائع الإحتفال الذي حضره الرئيس الدكتور بشار الأسد في الجامع الأموي في دمشق.
فبعد أن أدى سيادة الرئيس صلاة الظهر في الجامع وأستمع ألى وقائع الإحتفال وهب ألى الخروج نحو الباب لم يعد هناك مفر من الحشود التي تسارعت نحوه لإلقاء التحية ومصافحته ، وقد بدى للوهلة الأولى أن رجال الأمن والحرس المرافق له قد فقدوا السيطرة تماماً على الوضع ولم يعد بإستطاعتهم أن يشكلوا الطوق الأمني حوله مع تدافق العدد الهائل من الناس نحوه.
كان المشهد درامي من الدرجة الأولى ، فقد تسارع المصليين عند أنتهاء وقائع الحفل نحو موقع سيادة الرئيس ولم يعد يعرف من أي أتجاه عليه أن يذهب ، ومع أن مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد حسون كان يمسك بيده ويحاول جهده على فتح الطريق أمامه ولكن الأعداد المتدفقة بحماسة منتناهية نحو الرئيس لمصافحته أو تقبيله كانت أكثر من أن يحتملها سعادة المفتي وقد بدا على وجهه القلق والحيرة لما يفعل مستنجداً في النهاية برجال الأمن والحرس المرافق ليرشدوه ألى الصراط الصحيح الذي طالما خاطبنا وأرشدنا لإتباعه.
المشهد الدرامي لم ينتهي في الجامع الأموي ونجاح الرئيس والوفد المرافق له بالخروج عبر بوابته ، بل أمتد لأكثر من ساعة كاملة عبر سوق الحميدية الشهير الذي كان يعج بعشرات الألاف المواطنين من الذين كانو بإنتظار مرور موكبه عبر السوق. ومن لم يرى الحدث بأم أعينه لايمكنه أن يصف المشاعر التي أشعلتها تلك الصور والأحاسيس التي أختلجت في صدور المواطنين السوريين يومها. فبعد أن ركب الرئيس بشار الأسد سيارته تدفق المئات من الجماهير المحتشدة من نساء وأطفال ورجال وشباب نحوه ليقطعوا الطريق على الموكب مما أجبره على الوقوف في منتصف السوق وفتح نافذته لمصافحة الأفراد المتدفقة نحوه والسماع لمطالبهم.
ولم يثني الرئيس الشاب مخاطر الموقف عن الوقوف في منتصف السوق والنزول من عربته والمصافحة لأبناء شعبه الذين طوقوه بأيديهم وصدورهم ودموعهم ومحبتهم بشفافية لامثيل لها في العالم العربي.
أوقفني صديق لي يعمل في الإعلام السوري الخاص بعد يوم من بث هذه المشاهد المعبرة عن محبة الشعب السوري لرئيسه الشاب وقال لي بالحرف الواحد: "لقد أدمعت عيناي مما رأيته على الشاشة البارحة".
الغريب في وسائل الإعلام العربي والعالمي أنهم ، مع العاصفة التي أشعلتها الثورتيين الشعبيتين في تونس ومصر ، لم نسمع منهم عن مايحصل في سورية من ألتفاف حقيقي وشفاف للشعب حول رئيس البلاد ولم يرد خبر واحد في جميع تلك الوسائل عما إذا كانت سورية قد أثبتت في الأونة الأخيرة أن نهج المقاومة والصمود والتصدي للمشاريع الخارجية للمنطقة مع الإصرارعلى أن السلام الشامل والعادل هو الخيار الإستراتيجي لدول المنطقة ، هي تلك السياسة التي ترغبها الشعوب العربية وترغب من حكوماتها بأن تكون النهج المتبع في سياساتها.
سورية اليوم تفخر بمحبة الشعب لرئيسها الشاب الذي لم يَحد يوماً عن نبض الشارع العربي و آماله ، والذي يحظى بمحبتهم الحقيقية من دون دجل أو نفاق أو تملق. سورية اليوم تفخر بإستقلالية قرارها السياسي و الإلتصاق بالشارع العربي أكثر من أي وقت مضى. وقد جاء الرد على من يسأل عما إذا كانت سورية معنية بتلك المظاهرات والإحتجاجات في الشارع العربي بشكل واضح وجلي لا غبار عليه. سورية قلب العروبة النابض تفتخر برئيسها الدكتور بشار الأسد وتبادله الحب والإحترام ، والعزم على المسيرة بخطاه للنهوض بسورية وإستعادة الحقوق العربية المشروعة بالعز والكرامة من دون إملاءات خارجية ومن دون تنازلات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لــمــاذا؟؟؟ رد على الكاتب
ناريمان رستم ( 2011 / 2 / 17 - 14:29 )
أريد أن أرد على هذا المطبل الإعلامي المحترف بما يلي : طالما أن الشعب السوري (يقدس) بشار الأسد كما (قدس) أبيه حافظ الأسد, كما أنه يتحضر بهيجان تعبدي لتقديس أبن بشار حافظ الثاني..لماذا لا يطلق الرئيس بشار سراح ألوف المساجين السياسيين وإلغاء حالة الطوارئ التي تدوم من نصف قرن في هذا البلد اليائس المتعب, حيث الفساد والرشوة أصبحا القاعدة الأساسية للمعاملة في جميع أجهزة الدولة من القاعدة الهرمية حتى قمتها. لماذا لا يلغي أجهزة المخابرات المتعددة التي لا تفيد البلد سوى ترهيب المواطنين الآمنين. وكثير من الأسئلة العديدة, التي يطرحها الناس في الخفاء, وسوف تنفجر حتما, رغم جميع مظاهر التهليل والتعييش المفتعلة. وغــدا لناظره قريب.


2 - تعليق بسيط جدا
سلوى عكاري ( 2011 / 2 / 17 - 14:55 )
أصح وأصدق وأطيب ما ورد في هذا المقال الذي يجب أن يصنف مع الواردات الإعلانية المدفوعة غاليا جدا, هو تعليق السيدة ناريمان رستم, التي نرجو ألا يطالها رجال عائلة الأسد الذين اعتادوا على إزاحة جميع أعدائهم الوهميين, مثل الفتاة الشابة طل الملوحي (17سنة), بجميع الوسائل الغير شرعية وغير إنسانية على الإطلاق.


3 - يالهى ماهذا النفاق
هيثم الحاج ( 2011 / 2 / 17 - 17:38 )
انا اتعجب لهذا الكم الهائل من الدجل بشار الاسد دكتاكتور قاتل سارق معتقل وارث غير شرعى طائفى مقيت ورث الاجرام عن ابيه وكل من شاهدتهم بعيونك السوداء كلهم يرتدون الجواكيت السوداء ان اغلبهم استاذه فى علم الاجرام والمرءه التى كانت تقبل يده ممثله بمتياز اتقى الشيطان ببلدك المنكوب المنتهك من ملالة ايران وتاكد سوف يذهب الى الجحيم هذا البطل الوهمى الذى تدافع عنه لان الشعب السورى مصاب بحاله من القمع والجوع والغضب والقرف من هكذا نوع من الكتاب والحكام وانتظر الى نهاية 2011 وتعرف من هو حبيب شعبك


4 - سبحان مغير الأحوال
سالم سلام ( 2011 / 2 / 17 - 23:44 )
الرّجاء من قرّاء المقال مراجعة مقالات الكاتب الهمّام (أحد رموز المعارضة السورية قبل التّوبة والاستغفار) السابقة، شرُّ البلية ما يضحك.
تمام تمام هادا الكلام خليك معدّل عالتّمام، ويلي على شباب الغريبة (الغريبة من الحلويات السورية التي نشتهر بها دون العالمين)


5 - هههههههههههههههههههه
أحمد هيثم ( 2011 / 2 / 18 - 00:20 )
وهذا جزء آخر من كلامك


سوريا اليوم تخضع لإنتهاكات حرمة حقوق مواطنيها الإنسانية والمدنية في الحرية الفردية التي أعطاها الخالق لكل كائن حي من قبل حكومة فقدت شرعيتها منذ سنوات طويلة لتصبح محتكرة من قبل عائلة واحدة تنهب خيرات الشعب وتنسف أماله وأحلامه في بناء دولة العدل والمواطنة لترتقي بسوريا لتصبح واحدة من الدول المدنية والحضارية والديمقراطية الأخرى في صفوف العالم المتحضر. فقبل أن يسلطوا أقلامهم الجائرة على منظمات ترتقي في أعمالها الإنسانية الجليلة في حقوق الإنسان العالمية، يجب على أولئك النقاد أن ينظروا نحو قصرالمهاجرين ليسألوا ساكنه أن يرفع يده الجائرة عن أعناق الشعب السوري ليفتح أبواب زنزاناته المعتمة ليطلق سراح أحرار سوريا وأبناء الوطن.


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=124717
هل التمثيل أيضا وراثة في سوريا....؟


6 - يا عيب الشوم عليك يا بشار
سوري فهمان ( 2011 / 2 / 18 - 07:10 )
يا عيب الشوم عليك يا بشار و تعسا لهذا الشعب المنافق وسوف نرى ماذا سيكتب هذا الانسان بعد سقوط النظام الوراثي

اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم