الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام العربي والأفق الضيق

حسين علي الحمداني

2011 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الجيش البحريني يقمع المعتصمين ، رسالة صريحة جدا تحمل بين ما تحمله عمق طائفي كبير جدا ، سمعت قبل قليل المؤتمر الصحفي لوزير خارجية البحرين الذي لم يجد ما يقوله سوى أن يصور لنا بأن أبناء البحرين عابثون ، مهرجون ، قتلة ، يريدون تنفيذ أجندات خارجية ، سمعنا جميعا الصحفية ريم بحرانية من أب سني وأم شيعية ، كانت تبكي وهي تسأل معالي الوزير وتقول له بالحرف الواحد ما حصل في دوار ألؤلؤة مجزرة بحق الشعب البحريني ، لم يجد الرجل إجابة واكتفى بأن قال بأن الجيش يحمي الوطن وأمن المواطن !!!
السؤال هنا وهل الوطن وأمن المواطن يتمثل بالقتل للآخرين ؟ العالم يتفرج الآن ويعرف الحقائق وبالتالي فإن ما تفعله جيوشكم لن يتعدى أنها تطيل أعماركم بضعة أيام أو بضعة أسابيع أو سنة ، قبلكم طغاة كثر قمعوا شعوبهم وفي النهاية إلى مزبلة التاريخ .
النظام العربي لا زال يتعامل بازدواجية مع الشعب العربي ، البحرين رحبت بالتغير في مصر وتونس ولكنها ترفضه في أرضها ومن شعبها ، وهنالك تهم جاهزة لأبناء البحرين وهي إنكم تبعية لإيران لا لذنب بل لأنهم شيعة !! هذه مشكلة النظام السياسي العربي الضيق الأفق الذي لازال يرسم خطوط الطائفية متى أراد ذلك وأنا واثق جدا بأن الكثير من البحرينين لا يعرف إن كان سني أم شيعي ، أنا متأكد من هذا ، نحن في العراق لم نكن نفرق بين هذا وذاك إلا أن جاءت القاعدة وقالت هذا سني لأنه يتوظأ كذا وهذا شيعي لأنه يتوظأ بهذه الطريقة ويصلي بهذه الطريقة ورسمت لنا خطوط طائفية تقاتلنا بضع سنين على أساسها وخرجنا جميعا خاسرين ، باحثين عن من ينقذنا من مأزقنا هذا .
كنت أتوقع أن يتم قمع مظاهرات المنامة بقساوة وبأشراف مباشر من مجلس التعاون الخليجي وبرعايته ومباركته ، هذه النظم التي تقوم على الطائفية المقيتة ، وتعتاش عليها وتعتبرها أساس حكمها ودستورا لها ، ما هي مطالب أبناء البحرين هل تعرفون ما هي ؟ تفعيل ميثاق العمل الوطني الذي مضى عليه عشر سنوات وهذا الميثاق موقع عليه من قبل الملك واليوم الملك يتنصل من هذا ويعتبر المتظاهرين شيعة موالين لإيران ويجب قمعهم في الثالثة فجرا واعتقد سيسمونها ( قادسية حمد ) على اعتبار إنها مثلت فتحا مبينا .
كلهم متشابهون ، طغاة من طينة واحدة من لم تسقطه الشعوب أسقطته إرادة الله في غفلة منه ، ودماء الأبرياء لن تذهب سدى ، قبلهم كان المقبور صدام الذي قمع انتفاضة عام 1991 وضحاياها بقدر شعب البحرين (500) الف ضحية ، نعم نصف مليون مواطن في ستة أيام فقط قمعهم بطائراته ودباباته وحرسه الجمهوري ، بمباركة من أمريكا ومبارك وآل سعود الذين ارتضوا بأن يظل صدام على أن لا يحكم الشيعة !! أي منطق طائفي هذا .. نحن حين انتفضنا على صدام عام 1991 لم ننتفض بهويتنا الفرعية بل بعراقيتنا ، في عام 1995 انتفض عليه رجال باسل من الأنبار ( السنية ) ولقى ما لقاه أبن البصرة والسماوة والناصرية والعمارة .
لهذا على الحكام العرب أن لا يتعاملوا مع شعوبهم بهذا المنطق الغريب كما قال القذافي قبل أيام بأن التوانسة لا يحبون ليلى بن علي لأنها من طرابلس !! أهذا منطق يرضاه العقل ويقبله يا سيادة العقيد وعميد حكام العرب وأفريقيا والعالم ؟؟؟.؟ .
لهذا اقول يجب على الشعب العراقي أن يعي بأن من ظلمه قبل أعوام ومن ساند الفتنة وروج له يدفع اليوم ثمن فادح ، وكلما تخلصنا من طاغية من طغاة العرب فتحت لنا باب من أبواب الأمن والاستقرار ، وسدت في وجه الإرهاب باب كانوا منها يغرفون الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة ، اللهم لاتبقي حجرا فوق حجر لهؤلاء الطغاة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحقيقة
احمد كامل ( 2011 / 2 / 26 - 22:08 )
اتفق مع الكاتب الكريم بكل ما جاء به وفعلا تعاني الشعوب من هذا الامر من قبل حكامها فكلما ثار عليهم احد وجهوا له التهم الجاهزة بالتبعية لايران او اسرائيل او امريكا ليتضح في الاخير ان الانظمة الدكتاتورية والقائد الاوحد هو مجرد لص وقاتل للشعب يتخفى خلف صورة القومية الزائفة

اخر الافلام

.. الاحترار: أنطونيو غوتيريس يحذر من دخول عصر الغليان العالمي


.. باراك رافيد لـCNN: نتنياهو في وضع -لا يريد أن يكون فيه-.. وا




.. كيف تحول عمر السعيد إلى عمدة مدينة كان الفرنسية؟


.. سجال إسرائيلي بشأن مقترح بايدن.. ما فرص التوصل إلى صفقة تنهي




.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية السوري ووزير الخارجية الإيراني بال