الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


20 فببراير يوم امتحان عسير لمغرب العهد الجديد

زكرياء الفاضل

2011 / 2 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


20 فببراير يوم امتحان عسير لمغرب العهد الجديد
ستخرج الجماهير الشعبية يوم 20 فبراير لتحتج على سياسة النظام اللاشعبية وتعلن رفضها للتهميش الممنهج والبطالة المبرمجة والفساد المتسرب في شريان الإدارة وطبقية المجال الصحي وعبثية النظام التعليمي والخروقات الصارخة للقانون من طرف من هم أدوا القسم لحمايته والسهر على تطبيقه والمحسوبية والعنصرية، كما ستعبر جماهيرنا الباسلة عن قطيعتها مع الإقطاعية التي تعتبر الشعب قاصرا ويحتاج لوصي عليه وولي لأمره. ستخرج هذه الجماهير، أو الأوباش على حد النظام الإقطاعي، لترفع لاءاتها في وجه النظام المخزني الديكتاتوري رغم تهديداته للتصدي لها. فالجماهير الشعبية المغربية مصممة على التظاهر رغم تجنيدالنظام الشمولي للأقلام المسترزقة عديمة الضمير المهني والمتاجرة بالوطنية والمصلحة العليا للشعب والوطن. هذه الأقلام المأجورة لم تخجل ولم تتسلح ولو بنسبة ضئيلة من المنطق السليم في محاولتها الهستيرية لتشويه صمعة المنظمين ليوم الاحتجاج حيث اتهمتهم بالعمالة لجهات خارجية معادية لوحدة التراب الوطني المغربي وحاولت أن تجعل منهم خونة الوطن وكأن بريق درهم الميعاد شل جهاز تفكيرها وأعمى بصيرتها إذ تناست أن المغرب الرسمي لا يفوّت فرصة للتعبير عن الإجماع الوطني حول قضية الصحراء المغربية، فمن الخائن إذا؟ أولئك الشباب الذين دفعتهم وطنيتهم للاحتجاج من أجل بناء مغرب ديمقراطي شعبي أم أقلام الدعارة الصحافية التي تحاول، عبثا، توهيم الرأي العام الوطني والدولي أنه لا إجماع حول قضية وحدة التراب الوطني بالمغرب؟ من إذا يخدم جهات خارجية ويدعم أطماع الانفصاليين نحن أم أنتم؟! إذا هذه الأقلام المسترزقة بصناعة الكلمة والمتاجرة بضميرها أساءت من حيث لم تعلم لأسيادها، وهذا أمر ليس غريبا عليها فهي عند الكتابة، تحت الطلب، لا ترى غير لمعان الدراهيم أو الدنانير أوالبسيطات ولا تسمع سوى رنينها. والطامة الكبرى تكمن في كونها لم تعتبر بتونس ومصر، ولم تسأل نفسها: أينهم اليوم أولئك الصحافيون والفنانون والكتاب الذين ساندوا بن علي زين الهاربين والفرعون المصري؟ كيف سيكون مصيرهم بعد أن انتصر الشعب على الديكتاتورية وزبانيتها؟ في أحسن الحالات سيهمشهم التاريخ وسينبذهم الشعب، فقد خربوا حياتهم ومستقبلهم بأيديهم وبمحض إرادتهم وما أجبرهم أحد على ذلك لجهلهم بالعلوم السياسية وتقديراتهم الواهية.
إن يوم 20 فبراير يوم حاسم في تاريخ المغرب الحديث ومنعطف خطير في المسيرة التاريخية لتطور الشعب المغربي ، إذ عازم هو شعبنا على المطالبة بملكية برلمانية على الشاكلة البريطانية أي ملك يملك ولا يحكم. وهذه هي المرة الأولى في تاريخنا التي سيطالب فيها شعبنا البطل بتنحي الملك عن سلطاته ووضع دستور جديد يكون بمثابة عقد اجتماعي جديد، لا يستند إلى بيعة إجبارية، بين الملكية والمجتمع وحل البرلمان والحكومة الصوريين. هكذا وبهذه المطالب المشروعة سيبعث أسود الأطلس رسالة إلى الإقطاعية إشعارا لها بأن الشعب المغربي لم يعد قاصرا وأنه بلغ سن الرشد وقادر على تحمل مسئوليته بنفسه وأنه ليس في حاجة لولي أمر يسيّر أمور بلاده نيابة عنه، وأنه رافض للاستمرار في العيش تحت التوصيات الخارجية والامتثال لأوامر البيت الأحمر بدماء العراق وفلسطين والسودان ولبنان واليمن (الجنوبي سابقا) وأفغانستان.. كما يحتوي يوم الاحتجاج هذا على إشعار للأسر الطرابلسية المغربية، العاملة على توريث المناصب العمومية وحكرها على سلالتها دون أبناء الشعب ونهب خيرات البلاد وتهريبها إلى الأبناك الغربية، بأن مصيرها يوم حساب عصيب في محكمة الشعب. ولن تغفل الاحتجاجات الشعبية تسلط رجال الشر...طة على المواطنين وخرقهم للقوانين والأعراف الوطنية والدولية وتغاضيهم عن حقوق الإنسان واعتبار المواطن مجرد دابة جعلت لخدمة الإقطاع وبالتالي لاحقوق له وسيحاسبون هم أيضا على جرائمهم ضد الشعب المغربي والإنسانية.
إنّ 20 فبراير سيكون يوم الإعلان عن دولة سلطة الشعب بمؤسسات مجتمعها المدني، وسيكون يوم إجماع وطني نابع من عمق الشعب سيلتحم فيه الشيوعي بالأصولي والديمقراطي باللبرالي والعربي بالأمازيغي تعبيرا عن وحدة صفوف الجماهير الشعبية المغربية بمختلف أطيافها وإديولوجياتها وإظهارا لوفاقها الوطني وإفصاحا عن إجماعها بخصوص المطالب السياسية والاقتصادية مما يعني إفلاس النظام الإقطاعي بالمغرب على جميع المستويات وفي جميع المجالات، ولن يتخلف عن هذا اليوم غير قيادات أحزاب السلطة المخزنية لأن قاعدتها الشعبية ستشارك في الاحتجاجات وإن كان في البداية بفتور. وقد بدأت بوادر الانشقاق في صفوف بعض التنظيمات المخزنية تظهر في تباين تصريحات قياداتها الموالية للإقطاع وشبيبتها التي رهنت مشاركتها بطبيعة جواب النظام على أسئلتها مما يدفع بنا للاعتقاد أن قيادة التنظيم في واد وشبيبتها في آخر، إذ أعلن أمينها العام، بشكل قطعي، عن عدم مساندة حزبه ليوم 20 فبراير ورفضه للمشاركة به انطلاقا من إيمانه العميق بأن سلطة الفرد المطلقة هي النظام الوحيد الصالح لدولة المغرب. لن أعلق على تصريح هذا القيادي لأتركه في ميزان حكم التاريخ والشعب، فكل مسئول عن مواقفه وكل حر في اختيار طريقه.. لا إكراه في الوطن قد تبيّن الرشد من الغي، فمن عبد الأشخاص فأمه هاوية ومن أحب الوطن فأمه راضية.
أغتنم هذا المقام الافتراضي لأوجه ندائي إلى كل الوطنيين الشرفاء والأحرار المغاربة القاطنين بالمهجر للتضامن مع شعبنا داخل الوطن والخروج في احتجاجات سلمية أمام السفارات المغربية والتنديد بالنظام الشمولي والعمل على كسب تعاطف المنظمات الدولية والأحزاب الأجنبية مع جماهيرنا الصامدة في وجه المخزن المتوحش لأن المعركة ستكون شرسة ولن يذخر فيها الإقطاع وسيلة ووحشية لقمع إرادة الشعب.
أيها المغاربة الأحرار، يا أسود الأطلس هذه فرصتكم لتصرخوا بصوت واحد: نحن أشبال من تلك الأسود.. أجدادنا قهروا الاستعمار ونحن قضينا على أذياله.. هم حرروا الأرض ونحن أعتقنا النفوس.. إنّا خير خلف لأشرف سلف.. أيها الشرفاء أستحلفكم برفات الخطابي والزرقطوني وعلال بن عبد الله وبوكرين.. إلا تدعموا شعبنا وتقفوا إلى جانبه في محنته ومعركته غير المتساوية مع الإقطاعية وانتفاضة حتى النصر وإلى الأمام يا سواعد وأقلام الحرية والديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - GRAND REVE
jamal al insani ( 2011 / 2 / 17 - 23:58 )
tu reves mon vieux zakaria je crois que tu vis a l etranger !!!


2 - اجهاض متعمد لآمال المغاربة
محمد العوفي ( 2011 / 2 / 18 - 01:15 )
لقد بدأت الصورة تتوضح،فاذا كانت ثورتي تونس ومصر لم تُظهر الاديولوجيين الا بعد ان تيقن الاخيرون من نجاح الثورتين فإن في المغرب بدأ الاديولوجيون يتبنون
مبادرة ٢٠ فبراير حتى قبل نزولها الى الشارع.سعيد بن جبلي (العدل والاحسان سابقا) كما يحلو له القول،يدعي انه وراء تاسيس صفحة ٢٠ فبراير، في حين ان حزب الملك الاصالة والمعاصرة خرج عن صمته ليدعم على حد البيان الذي اصدروه ما اسموه بحق المغاربة في التظاهر.ولما كنت احب التخمينات،فالاستنتاج الفاضح هو ان بن جبلي قد يكون مطية وقناة تصريف لممارسة سياسية خبيثة هندسها قصر الإليزي اثناء الزيارة السرية للملك الى فرنسا في الاسابيع
الماضية والتي اوعز بها واوكل بتنفيذها الى ذراعه السياسية الهمة وبيادقه(الاصالة والمعاصرة).فهل من قياديين عضويين يقطعون الطريق عن الانتهازيين ليسيروا بها الى آفاق واعدة؟


3 - سيلتحم العربي بالأمازيغي
م طنجوي ( 2011 / 2 / 18 - 14:37 )
اريد ان اصحح شيئ في مقالك. تقول : -سيلتحم فيه العربي بالأمازيغي-. نحن كشعب نريد ان نعرف من نحن. كل الشعوب تعرف تاريخها. اذا كنت اناعربيا, فان جدي هاجر من السعودية وكل احفاده تزوجو لمدة اربعة عشرة قرنا بعرب فقط, وهذا اعتبره مستحيل . الشعب المغربي يجب ان يعرف انه شعب امازيغي الاصل, الدم, الهوية والتاريخ. جزء من هذا الشعب الامازيغي تعلم الزور في المدارس واعتقد انه عربي. لا لتدريس الخرافات والاكاذيب.انه من المستحيل ان يغير جزء صغيرمن قبيلة سعودية 30 دولة الى دول عربية. حتى ولو هاجر كل السعوديون الى شمال افريقيا لن ياثروا في هويتها, لان شمال افريقا اكبر بكثير من السعودية. فما بالك بالف رجل من قبيلة سعودية قتل جزء منه في الحرب, الجزء الثاني طرده الموحدون خارج شمال افريقيا والجزء الاخر توزع على الدول التالية: مصر, السودان, مالي, نيجر, بركنفاسوا, المغرب, الجزائر, تونس, موريطنيا وليبيا. الى فرنسا هاجرت مئات القبائل لكنهم ادمجوا في الشعب الاصلي ولم يغيروا هوية فرنسا, فكيف يغير 100عربي ملايين الناس الى عرب؟ -.

اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد