الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصف القدح الفارغ في ثورة مصر

هادي الخزاعي

2011 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ترددت في العديد من الكتابات الصحفية بُعَيدَ إنتصار ثورة 25 يناير المصرية ؛ فكرة مفادها أنه " لم تقع ثورة كاملة في مصر ، بل نصف ثوره ... " .

هذه العبارة وغيرها من الأفكار المشابهة لها هي في الحقيقة شديدة الدقة ، وتمثل قراءة تحليلة منصفة للحراك السياسي في مصر وذات بعد سياسي وإجتماعي له صلة بتأريخ مصر الحي ، اذا ما تابعنا المشهد في الشارع الجماهيري ، بعد تنحي مبارك .
فالثورة تعني عملية تغيير سياسي ـ إجتماعي بالكامل في بنيوية هيكلة الدولة حسب التعاريف السائدة .

لكن الواقع السياسي المصري الآن بعد تنحي مبارك وإنهيار دولتة ، يمثل النصف الفارغ من القدح . الأمر الذي يتطلب من اصحاب ثورة الخامس والعشرين من يناير ، وهم الأغلبية المطلقة من الشعب المصري ، ان لا يتوانوا او يسترخوا حتى يمتلء كل قدح الثورة الشابة بتحقيق مطالبهم التي ربما يعجز عن تنفيذها المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، الذي يمسك بزمام الأمور ، إعتمادا على مؤشرات تنفيذية لهذا المجلس ، والتي هي في عمومها المطلق قد خرجت من معطف توجهات الرئيس المخلوع مبارك التي أكدها في فوضى خطاباته الثلاث الأخيرة من سلطته المنهارة ، وحتى لحظة اعلان عمر سليمان نائب مبارك عن نهاية الحكم .

ان مسار ثورة 25 يناير الشابة ولغاية يوم 10 فبراير ، وهو يوم الأعلان عن تنحي مبارك عن الحكم ، مَثَلَ نصف القدح المملوء فقط ، وبقي النصف الفارغ منه الذي لا تملؤه إلآ تحقيق مطالب اصحاب الثورة التي قدمت قرابة الخمسمائة شهيد وأكثر من خمسة آلاف جريح ، وفي مقدمة هذه المطالب :

× إسقاط نظام مبارك وحل الحزب الوطني الحاكم .
× حل البرلمان ومجلس الشورى .
× إعادة كتابة الدستور المصري .
× تشكيل حكومة انقاذ وطني .
× اطلاق الحريات العامة والعمل بالديمقراطية كنظام حكم .
× إطلاق سراح كافة السجناء السياسيين .

وهذه المطالب أخذت بالأزدياد طرديا مع تنامي ثورة الغضب ، حتى لم يعد لهذه المطالب من سقف محدد ، بل انها تحولت الى ما يشبه كرة الثلج ؛ تكبر مع كل دحرجة جديدة . وقد شكلت مضامينها النوعية المتطورة في نهاية الأمر ما يشبه حزمة من المتفجرات القادرة على نسف كل ما كان قائما من آليات حكم مستبد أبان حكم مبارك المنتهي .

وحتى تتحق هوية الثورة ودواعي تفجيرها ، ينبغي ان تتحقق كل أدوات التغيير في بنيوية الحكم في البلد ، وعلى مهندسي تلك الثورة الرائعة أن لا تسبقهم دعوات التليين التي يطلقها راكبي أمواج الثورة من مثقفين نفعيين ورجال دين مخادعين وأدوات حكم منهار ليس لها أجندة غير عرقلة مسيرة الثورة حتى لا يتمكن شباب الثورة وأدواتها من ملء نصف القدح الفارغ .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحقيقة أننا نخاف من الديموقراطية نفسها
أبو نور ( 2011 / 2 / 18 - 12:28 )
ماجدوى حل الحزب الحاكم ( حالياً لا يحكم )... وتحت أى مسمى يتم حله ... ولمن تؤول أصوله ... وما سيتحقق لنا من حله ... هل مازال الخوف منه قائم ؟ ... الإجابة ... نعم ... الحقيقة أننا نخاف من الديموقراطية نفسها ... فقد صاح الميدان بعد خطبة القرداوى ... لا إله إلا الله الحزب الوطنى ... عدو الله ... نستطيع الأن الإعلان عن وفاة الثورة التى جاءت صدفة وماتت عنوة ... دهساً فى ميدان التحرير


2 - الحقيقة أننا نخاف من الديموقراطية نفسها
عادل الليثى ( 2011 / 2 / 18 - 12:29 )
ماجدوى حل الحزب الحاكم ( حالياً لا يحكم )... وتحت أى مسمى يتم حله ... ولمن تؤول أصوله ... وما سيتحقق لنا من حله ... هل مازال الخوف منه قائم ؟ ... الإجابة ... نعم ... الحقيقة أننا نخاف من الديموقراطية نفسها ... فقد صاح الميدان بعد خطبة القرداوى ... لا إله إلا الله الحزب الوطنى ... عدو الله ... نستطيع الأن الإعلان عن وفاة الثورة التى جاءت صدفة وماتت عنوة ... دهساً فى ميدان التحرير

اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك