الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط نظام مبارك سقوط لأنظمة الحكومات في الدول العربية

جميل حنا

2011 / 2 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



الثورة الشبابية المصرية سطرت ملحمة الروح الثورية لدى الشعوب المظلومة المناهضة للإستبداد.ثورة الخامس والعشرين من يناير التي فجرها الشباب الطامح إلى الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة سجل بداية عهدا جديدا.سيدخل هذا الحدث العظيم كتب التاريخ بحيث تأرخ مجريات الأمورحسب تاريخ الثورة سيوضع فاصل زمني يذكرالأحداث ما قبل ثورة الشباب وما بعده.ثورة الشعب المصري أسقط مبارك ونظامه البائد. وهذا النصرهزيمة لسلاطين الطغيان في كل الدول العربية من المحيط إلى الخليج.إن إنتصار قيم الحرية والديمقراطية هي نتاج تراكمات عقود طويلة من الممارسات اللاإنسانية والسياسات الظالمة والديكتاتورية والقمعية التي طالت فئات واسعة في المجتمع.وكذلك نتاج تطور ونضوج الروح والوعي الثوري العفوي الذي أستوعب الواقع وفهم طبيعة أساليب وخداع النظام والديكتاتور.وتأكد للغالبية من الناس بأن كل المأسي التي يعاني منه المجتمع وخاصة قطاع الشباب والشعب عامة,هي بسبب طبيعة النظام المعادي لحقوق الجماهير.هذه الحالة أدت إلى يقظة ثورية أستطاعت إخراج الشباب من الحالة العفوية الفردية للتمرد على واقعه المريرإلى واقع عملي منظم قوي ومتحد الصفوف بفعل الإستخدام الزكي لتكنولوجية الثورة المعلوماتية والإتصالات. وكانت شبكات التواصل الإجتماعي على الإنترنت الأداة الفعالة. فبذلك تكون ثورة شباب تونس ومصر أول الثورات العالمية في بداية الألفية الثالثة التي أسقطت أنظمة حكم ديكتاتورية بفضل إدخال الشباب هذا السلاح الفعال في معركتهم ضد نظام الحكم الإستبدادي.إن سيرعجلة الزمن و تطورالأحداث الداخلية في مصرالتي قادت إلى ثورة الخامس والعشرين من ينايرأحتاج إلى عقود طويلة من الزمن.فكانت إنطلاقة الثورة بداية تحول كبير في حياة الشعب المصري. ليجعل من ذلك الماضي المقيت لحكم الطاغية الديكتاتور,عهد الظلم ينتهي, ليحل مكانه عهد جديد. تصبح أفكار الثورة ومطالب الجماهيروبطولاتهم نبراسا لكل الشعوب في البلدان العربية.ثمانية عشر يوما من حياة الثورة المليئة باالتحديات والصمود والشجاعة والمأسي كانت كفيلة بأن يسقط الديكتاتور.ثمانية عشر يوم كان العالم مندهشا للبطولات التي صنعها الأحرار في ساحة التحرير. وكل الشعوب المحبة للحرية والديمقراطية كانت تقف بأجلال وبروح تضامنية وتأييد كامل لشباب مصر وشعبه وتقدم له الدعم المعنوي لكي ينتصر.ثمانية عشريوما من الكفاح الجبار أسقط النظام وطاغيته. ونجاح أفكار الثورة وتحقيق الأهداف الاستراتيجية في بناء مجتمع ديمقراطي علماني يحقق المساواة والحرية الحقيقية والعدالة يحتاج إلى استمرار الثورة, الثورة الفكرية والممارسة العملية لتطبيق شعارات الثورة وتحقيق التغييرالجذري الشامل في كيان النظام على مختلف الأصعدة السياسية والإجتماعية والقضائية وصياغة دستور جديد كليا يتوافق مع متطلبات العصر ومع مطالب ثورة الشباب والشعب.والحفاظ على منجزات الثورة وتحقيق الأهداف المحقة للجماهير ينبغي على القوى الشبابية تنظيم صفوفها بما يلائم متطلبات مرحلة البناء ليكونوا العمود الفقري في كيان السلطة السياسية لكي لا يتم الإستيلاء وخطف ثمار ثورتهم وتحريفها عن مسارها الصحيح.

إن الاستمرار في الشجاعة التي أظهرها الشباب المصري في ساحة التحرير والخطوات الواعية والصلابة في الطرح والصمود ضمانة لسلامة الثورة والحفاظ على قيمها.ومن أجل تحقيق ذلك لا بد من تعزيزالوحدة الوطنية بين كافة مكونات المجتمع من المسلمين والمسيحيين وبين مختلف شرائح المجتمع. والتصدي لكل محاولات القوى الظلامية التي تسعى لزرع الفتن الدينية والمذهبية والسياسية والحفاظ على روح الوحدة الوطنية التي تجلت في ساحة التحرير.لا بد من نبذ التفرقة الدينية وسياسة التمييز العنصري الذي مارسة النظام السابق وإصلاح ما أفسده النظام البائد.فلذلك يجب أن يبقى السعي إلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية القائمة على المؤسسات على قاعدة دستور بعيد عن الشرائع الدينية هوالطريق القويم لبناء مجتمع خال من التفرقة والتمييز ويكون الجميع متساون أمام القانون في الحقوق والواجبات بدون تمييز على أساس العرق أو الدين أو الإنتماء السياسي أو الطبقي الإجتماعي. وان يكون الدستور الجديد صمام الأمان الذي يضمن تحقيق العدالة ويضع حدا نهائيا للحكم الشمولي وإنهاء سلطة الفرد المطلقة وحكم الحزب الواحد.ويحقق تداول السلطة سلميا وتحديد الفترة الرئاسية بعدد من السنين ولا تتجاوز إنتخاب الرئيس سوى دورتين إذا فاز في إنتخابات حرة وديمقراطية.ان يحق لكل مواطن أن يرشح نفسة لرئاسة الجمهورية بغض النظر عن الدين والعرق.الوطن ملك كل أبناءه والإخلاص للواطن هو معيار المواطنة الصالحة وليس الإنتماء لأي شيء آخر.أن تحقيق ذلك كفيل بكسب تعاضد كل فئات الشعب بأديانه ومذاهبه وشرائحه الإجتماعية المختلفة والسبيل الوحيد لبناء نظام سياسي مستقر يحقق التقدم والإزدهار ويسود فيه الوئام والسلام بين كافة مكونات الوطن.

وأن ثورة البناء والإنتقال بالمجتمع الذي يعيش أكثر من أربعين باالمائة من شعبه تحت خط الفقر إلى مستقبل أفضل يفسح المجال لتقليل هذه النسبة إلى أدنى المستويات ستكون من أكبر التحديات التي تواجه الحكومات القادمة.ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال التغيير الجذري وقطع كل صلة بما كان سائدا في العهد المشين, لكي لا يكون الوطن ملكية خاصة يتصرف به الطغاة كما يشاءون.الوطن هو التراب والبشر بكل إنتماءاتهم العرقية والدينية والمذهبية والثقافية والسياسية ولكل فرد في المجتمع له خصوصيته الشخصية.وله الحق في العيش الكريم وإبداء الرأي بكل حرية وبدون خوف من أجهزة القمع والإرهاب التي تسلطها الحكومات على شعوبها.بل يجب أن يحافظ على كل فرد في المجتمع وأن لا تفرض عليه أي أمر يخالف أراءه وقناعته الذاتية, لأن كل فرد ذو شخصية حرة ومستقلة.الدستوروتطبيقة الفعلي من قبل الجهات المختصة كفيلة بأن تحافظ على حرية الفرد وحمايته من كل أنواع الظلم والظالمين.

إن التجارب المريرة التي تعيشها الشعوب في البلدان العربية مع حكامها ,هي أن الأنظمة في هذه البلدان ترى في الوطن شركة خاصة له والشعب عامل لديه يحصل على لقمة العيش أن وجدة مغمزة بكرامته المسحوقة المهانه.فلذلك أقترح أن يتضمن الدستورالجديد لمصر وتونس ولكل الدول العربية أن تصيغ دستورا جديدا يتضمن ما ذكر أعلاه مع الإضافات التالية:
- على كل مرشح لرئاسة الجمهورية أن يقدم بيان كشف عن أمواله المنقولة وغير المنقولة وحساباته في البنوك الوطنية والدول الأجنبية وكذلك لأفراد عائلته.
- تشكيل لجنة أخصائية تنتخب من قبل البرلمان تتكون من شخصيات كفوئة ومستقلة تشرف على الأمور المالية للرئيس المنتخب خلال حكمه ورصد كل تجاوز وإستيلاء على المال العام أ والحصول على المكاسب المادية بالطرق غير الشرعية.
- تحديد راتب شهري يضمن حياة كريمة ولائقة للرئيس المنتخب.
- تحديد راتب رئيس الوزراء والوزراء وأعضاء البرلمان وتكون منسجمة مع راتب المدرس الجامعي.
- أن لاتكون الفروقات بين راتب رئيس الدولة والوزراء واصحاب الكفاءات العلمية والموظفين الكباربشكل فاحش.
- دستور البلد يجب أن يتضمن هذه الأفكار ويحددها في بنود واضحة وتفصيلية لكي يتم محاسبة كل من يخرق الدستور ليجنب الوطن والشعب من ويلات الحكام.

أن ثورة الشعب المصري وشبابه الثائر نصر لكل الشعوب المظلومة في بلدان الشرق الأوسط .والأنظمة في البلدان العربية وفي إيران فاقدة الشرعية الشعبية بعد إنتصار الثورة في تونس ومصر.
فألف تحية لأحرار مصر بمناسبة إنتصار ثورتهم.إ ن إعصار ثورة الغضب المنطلقة من تونس ومصر سوف تعصف بكل الأنظمة الإستبدادية في المنطقة جمعاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية وشكر للأستاذ جميل حنا
مريم نجمه ( 2011 / 2 / 18 - 11:19 )
الكاتب المبدع والأخ جميل حنا سلام الحرية والثورة

لم تترك لنا شيئاً لنقوله أيها الكريم بعد هذا التحليل والشرح الوافي البليغ الناضج .. أحسنت يا عزيزنا جميل - هذا النصر هزيمة لسلاطين الطغيان في كل الدول العربية كافة .. ) . وعقبال إنتفاضة التغيير في وطننا قريباً .. وتحيا تونس .. تحيا مصر ..
لك منا كل الحب والتقدير


2 - التغيير آت
جميل حنا ( 2011 / 2 / 18 - 18:12 )
الكاتبة المبدعة أختي مريم ! مساء الخير شكرا على مرورك الكريم أتحفتينا بطلتك الرائعة ,واللقاء بك متعت الروح وتنوير للفكر. أن نضالك ونضال المعلم الكبير هامس والأفكار العظيمة التي قدمتم التضحيات الجسيمة من أجلها ,ستكون شعارات ثورة شباب دمشق وكل بقعة من أرض الوطن الحبيب. التغيير آت مهما حاول الطغاة وقف عجلة التاريخ. ومهما مارسوا التعذيب وزجوا بالأطفال والشيب والنساء والرجال في السجون .الحرية سينالها الشعب السوري رغم أنف المستبدين .واللقاء يحلى في ربوع الوطن وعلى سفوح صيد نايا.

لك مني خالص التحيات القلبية

اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط