الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجارة الدينية بعد الاحتلال مصيرها الفشل

مهدي كمونه

2011 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الاحتلال للعراق وظهور البطالة والمحاصصة وسرقة اموال الدولة والناس ، ظهرت طبقة تتجأر بالالفاظ الدينية وشعاراتها بعد ان كان الناس على طبيعتها في صلاتها وصيامها وطقوسها مسلمين سنة وشيعة ومسيحين وصابئة ، صحيح ان حزب البعث علماني ويحارب الشعائر الدينية ، فكان الناس على طبيعتهم ، وظهور هذه الطبقة الواسعة وخاصة الذين دخلوا العراق من الخارج وخاصة من ايران واوربا ، فاصبح العراق كالدول الاوربية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر من سيطرة الكنيسة على عقولهم و(اعطاء صك الغفران لهم) وحدثت حروب لسنوات طويلة وبعدها استقرت الامور بعد فصل الدين عن الدولة واصبحت اوربا من الدول العظمى في العالم .
ونجد في العراق بعد سنة او اقل من الاحتلال طالت اللحى وسواد الجبهة والشعارات الدينية البراقة ودخول الكتل والاحزاب الدينية (الاسلامية) سنية او شيعية وتكونت احزاب دينية في العراق وتيارات (اسلامية) .
فظهرت التنظيمات الارهابية والسلفية والمليشيات شيعية او سنية والقتل على الهوية والاغتيالات والاختطاف ووصل الامر الى قتل الحلاقين وبياعي الثلج والطماطة .
ودخلت افواج من الشرق او الغرب او الجنوب لتخريب العراق ، ودخول ادوات الدرباشة والدمامات والسيوف والقامات والزناجيل في تركيا وايران ، واصبح محرم الحرام شهرين والمناسبات الدينية اكثر من اول منها اصبحت المواكب اكثر من الف موكب في النجف الاشرف للسير الى كربلاء المقدسة اما المواكب فانها اصبحت اربعمائة او اكثر تخرج في عاشوراء ، وكذلك التكايا الدرباشة والدراويش للسنة في الشمال السليمانية وكركوك واربيل وبغداد والتموين من الكتل الدينية ومن ايران والسعودية وتركيا والشيوعين في اوربا وسوريا ودول الخليج .
وكل ما يجري في هذه المناسبات تطبع في اقراص وترسل الى هذه الدول لارسال المال والمناداة باسم الدين .
واكثر من ذلك باسم الدين والاسلام والمسيحية اطفال العراق محتاجين الى دواء وملبس ومأكل وخاصة في النجف الاشرف والانبار والموصل ، ارسل الى البنك الفلاني رقم الحساب كذا وتلاحظ ان عشرات المحلات فتحت في مدينة النجف الاشرف وغيرها وفيها ملابس الاطفال والكبار مساعدات لفقراء العراق وهي للبيع .
ووصل الامر التجاري الديني الى الاحتفالات العالمية العلمية والتاريخية بمنعها نتيجة تقديم الدبكات العربية والكردية والفرق الفنية ، وذلك بفشل مهرجان بابل نتيجة قرار مجلس المحافظة بمنع الفرق الفنية بتقديم فنهم بحجة ان الشرع والتقاليد العراقية والاسلامية لها حدود واصول ، ومن عجائب الزمن ان اعضاء مجلس النواب او المحافظات يتكلمون عن الحلال والحرام بطريقتهم الخاصة .
ومسألة الحلال والحرام في العراق بحاجة الى مراجعة والمكاشفة العلنية دون لف او دوران .
فهل ان الدبكة العربية او الكردية او الخشابة البصرية حراماً ، وهل الرواتب والامتيازات لاعضاء مجلس النواب والمجالس ورئيس الجمهورية والوزراء وغيرهم حلال في ظل عوز كبير يضرب المواطن العراقي .
وهل نهب آثار اعظم واعرق حضارة انسانية في العالم عرضة للنهب والسرقة والتخريب والتهريب حتى بوضعنا هذا ، وهل انتشار الرشوة والمحسوبية والمحاصصة حلال ، وسرقة النفط والمواد التموينية والاموال العامة من عقارات ودوائر الدولة حلال .
ويجب الانتباه والتصدي لكل من يسعى لنشر مظاهر الظلام من الجهل والتخلف وان العراق بلد متعدد الثقافات والاديان والمذاهب . ومن يتاجر بالدين ولم يقبل بواقع العراق وشعبه التاريخي ، ان يلتفت ذات اليمين وذات اليسار على جدران منزله واثاث بيته وهل فعلاً هي حلال ضمن المفاهيم الاسلامية الحقيقية ، وليس من تجارة الادعاء بالدين وفي ظل حرمان وعوز وفقر تعاني منه ملايين العوائل العراقية اما غير ذلك فهي بضاعة كاسدة سوف تبدر وتستهلك ويكشف امرها امام جماهير العراق كما حدث حالياً بعد الانتخابات والحبل على الجرار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أسم الموكب رجاء
حسن محمد باقر ( 2011 / 2 / 18 - 22:32 )
حضرة الكاتب مهدي كمونه المحترم
يا حبذا لو تذكر للقارئ أسم الموكب الحسيني للشيوعين والذي ترسل له أموال من شيوعي الخارج,حتى يتبصر الاخرون ويعرفون من هو الدجال ومن هو السوي,فهناك كذلك من يصدر جرائد ويرسل نسخ منها الى الجارة المسلمة كي يأتيه التمويل من مكاتب الولي الفقيه,وهناك من هو مستفيد بحكم علاقاته الشخصية مع أولاد المرجعية (محمد رضا بن السيستاني,وشيخ علي بن شيخ بشير)لغرض تمشية أموره اليومية,وهذه كلها أنواع من التجارة الدينية الغير رابحة في مرحلة ما بعد الاحتلال..

اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من