الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط شماعة الباطون السلفي..!!

كريم كطافة

2011 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة حادثة قديمة لم يكن بمقدور موقع ويكيلكس أن يدونها تحت بند أسرار (ماما) أمريكا، لأن صاحب الموقع حينها كان لم يزل رضيعاً يناكد أمه بتلك القطعة البلاستيكية التي تضعها في فمه في كل مرة يريد التخلص منها. الحادثة رويت على لسان ذلك الشبح القوال (أبي هريرة). قال (أبو هريرة)؛ أن رئيساً من قارة أفريقيا يقود بلداً فقيراً، قصد البيت الأبيض في يوم كالح طالباً مساعدات نقدية وغير نقدية، لتنمية وتطوير البنية التحتية لخدمات الصحة والتعليم التي يريد تقديمها لشعبه. لكن ذلك الرئيس كان يضمر هدفاً آخر لتلك المساعدات لا علاقة له بالبنية التحتية لبلده بقدر علاقته ببنيته التحتية هو؛ لأنه أراد بتلك النقود التي سيحصل عليها هبةً كما توهم؛ أن يروض بها من بين ما يروض امرأة عنود اعترضت طريقه لا تشبه غيرها من النساء اللواتي اعتاد أن يقتلهن بعد استعمالهن. شكلت له تلك المرأة تحدياً مستعصياً بطلبات تعجيزية كلها تقع تحت بند (ضمان الحياة) بعد الاستعمال..!! بضعة ملكيات عقارية وأرصدة خارج البلد. وبعد مداولات قصيرة في كواليس ذلك البيت الأبيض الذي كان يعرف كل بنى الرئيس التحتية والفوقية، رُفض طلبه مع آيات الاعتذار والاحترام. بالطبع اكتئب الرجل وتقوست كل ملامحه المرئي منها والمخفي، لكن (حنكة) ومرونة سمساره الأمين الذي يعمل بوظيفة (كبير مستشاري الرئيس) لم تفت بعد، سرعان ما وجد لرئيسه حلاً:
- سيدي الرئيس العظيم الشجاع الجبار ..(إلخ من هذا الخرط) على طريقة مدح رؤساءنا العرب والمسلمين؛ لقد خسرنا جولة ولم نخسر المعركة بعد.. دعنا نطرق باب أحد المكاتب الاستشارية وهي كثيرة هناك ومؤكد سيدلونا على مفتاح من مفاتيح البيت الأبيض..!!
قيل (ولا زال القول لأبي هريرة) أن ذلك الرئيس سحب له نفساً قوياً حتى اندغمت فيه نواجذه الضاحكة وهو يعتقد أن الأمريكان الملاعين قد كشفوا سره، لذلك سلّم أمره لمشورة سمساره الأمين وقصدا أشهر مكتب استشارات في أمريكا. لكن نحس الحظ ظل ملتصقاً بذلك الرئيس، إذ جوبه هناك بسؤال لم يخطر على باله مطلقاً. وكان هو السؤال الأول والأخير الذي طرحه مدير المكتب بكل تهذيب ولطف:
ـ سيدي الرئيس.. هل في بلدكم حزب شيوعي..!!!!؟
بالطبع السؤال كان يشبه لطمة في فضاء مظلم، لأن عقل الرئيس سريعا ما استعاد مقولة عراقية شهيرة تقول: ما علاقة الكبة برأس الجسر. لكن مع هذا وجد أن السؤال اللطمة يبشر بخير. أجاب بقوة وبثقة:
- لا.
ولأن الـ(لا) كانت قاطعة. ابتسم مدير ذلك المكتب الاستشاري وقام من مقعده ليربت على كتف الرئيس:
ـ للأسف سيدي الرئيس.. لن تحصل على شيء..!!!
ما زال عقل الرئيس عالقاً بين الكبة ورأس الجسر. سأل من فوره:
ـ والحل؟؟؟؟
أجاب المدير وهو ما زال واقفاً أمام الرئيس المغلوب على أمره:
ـ الحل.. ان تأسسوا حزباً شيوعياً وتجعلونه ناشطاً نوعاً ما... بعدها تعال ويصير خير..
بالطبع الحادثة كما قلت هي قديمة، وهي من حوادث كثيرة غطت فترة زمنية امتدت على طول وعرض القرن الماضي تقريباً، شيطنت أمريكا خلالها الأحزاب الشيوعية وكل ما له علاقة بالشيوعية حتى جعلتها بعبعاً مقيماً يشارك الناس نومهم وقيامهم. وقد ساعد أمريكا في هدفها (غير النبيل) ذاك كل سدنة الأديان وعلى رأسهم سدنة الدين الإسلامي المختلفون والمتخالفون فيما بينهم على كل شيء، لكنهم المتفقون على هذه النقطة فقط. الأمر الذي سهل لأمريكا التي يلعنها الآن سدنة هذا الدين من المفتي إلى المجاهد، سهل عليها حملتها العالمية للقضاء على بعبع الشيوعية المخيف.
الآن ومع الحملة العالمية التي تقودها (ماما) أمريكا، لشيطنة وإقصاء بضاعتها القديمة (الجماعات الإسلامية) ومن ورائها كل أنظمة القمع والطغيان المافيوية، لفتح الطريق أمام نظامها العولمي الجديد، وعلى حد تعبير (جورج بوش) نفسه في إحدا صحواته: لقد دعمنا كل أنظمة الاستبداد والقمع في المنطقة، لكننا ويا للأسف حصلنا على 11 سسبتمبر..!! قالها الرئيس الذكي وكأنه كان يتوقع شيئاً آخر.
هنا تنبهت أنظمة (إلى الأبد.. إلى الأبد.. وبالروح وبالدم نفديك يا حيديدان) تنبهت أن بيدها أفضل سلاح لتعطيل حملة الـ(ماما) العالمية الهادفة إلى فتح الحدود والأسواق والمعلومات وضمنها بالطبع العقول أمام النظام العولمي الجديد. لم يزل بحوزة الأنظمة تلك البضاعة الجهادية التي اعتقدوا للوهلة الأولى أنها باتت بائرة بعد تقليم أظافر وسيقان ورقاب الشيوعيين، كل نظام وجد أن بحوزته على الأقل نسختين من السلاح الجهادي السلفي، واحدة مستوردة من شركة (خادم الحرمين) بسوريال نمر أصلي والثانية وطنية خالصة لكنها مستنسخة عن الأولى.. ولأسباب تخص ميزة هذه البضاعة السلفية الجهادية أنها سهلة التدوير والتحوير والاستنسخاخ، باتت العلاقة بين الأصلي والمحلي علاقة مرنة ومسيطراً عليها مخابراتياً. ليصبح شعار الحكام العرب: من يريد الحفاظ على رأسه عليه الاحتفاظ بالنسختين معاً أي بجماعتين إرهابيتين، واحدة تعلن عليها الحرب إنسجاماً مع الحملة العالمية والثانية تغذيها وتنميها لعوادي الزمن. الأمر الذي جعل هذه الأنظمة تطمأن نوعاً ما على مستقبلها القريب على الأقل؛ كلما زاد عليها ضغط العالم الداعي إلى الحريات وحقوق الإنسان، بادر رؤساء هذه الأنظمة معاتبين الـ(ماما) بسؤال مفحم: هل تريدون الإسلاميين والإرهبيين يحلون محلنا..!!؟ والله ثم والله لو تركت الكرسي لجلس عليه الإرهابيون وعندها ستذكروني وقت لن تنفع الذكرى..!!!
سؤال كان مفحماً وقادراً على لجم الـ(ماما) والـ(بابا). وبعضهم كان يزيد العيار قليلا:
ـ انظروا ماذا حل بالعراقيين من ورا الديمقراطية..
بالطبع هذا تهديد ليس مبطن بل واضح، العالم كله رأى وما زال يرى ماذا فعلوا بالعراقيين عبر إرسال الفائض من مجاهديهم من باب (النصرة والجهاد).
لكن، لحسن حظ شعوبنا وخيبة جلاديينا، قد وصل المدد هذه المرة من (تونس) ومن (مصر).. لقد أنقذنا شباب هذين الشعبين من مأزقنا التاريخي الذي بدا مستعصياً، لقد كنا وكان العالم كله معنا بالخيار صفر (أما نظام عصابة قمعي فاسد مستبد.. أو الإسلاميين على اختلاف موديلاتهم الجهادية) والاثنان اسوأ من بعض. الآن لم يعد الخيار صفراً.. بل ثمة خيارات انفتحت لها ميادين وساحات بلداننا.. بدأها التوانسة وواصلها المصريون وثمة أصوات باتت تُسمع الآن من (اليمن) و(الجزائر) و(البحرين) و(العراق) و(ليبيا) و(إيران).. لقد انكشفت بالكامل عورة الأنظمة المستورة بعصابات (القاعدة) وأخواتها ومن طرفي المتراس المذهبي الشيعي والسني.. مثلما انكشفت حقيقة هذه التنظيمات على اختلافها والتي ضخمتها وسائل الدعاية الحكومية والغربية وأعطتها ملامح البعبع وما هي في حقيقتها سوى تجمعات تضيع في بحر الشعوب الهادر.. لقد ظهرت حقيقة الشعوب التواقة للحرية والانطلاق والساعية للدخول في عصرها الذي تعيشه.. لقد أثبت الشباب بدمائهم وعنادهم أننا لا نقل عن باقي البشر الذين قطعوا أشواطاً بعيدة في ميادين الحريات وحقوق الإنسان.. نحن نعيش الآن ما يشبه مباريات التحدي بين الشعوب.. التوانسة أسقطوا جلادهم بأكثر من شهر بقليل.. لكن المصريون أسقطوه بثمان عشر يوماً فقط. وأنظار العالم تتوجه الآن إلى من سيكون القادم إلى مزبلة (الرئيس المخلوع).. وكم سيأخذ من الوقت على يد شعبه..!!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكر وتحيات
فيصل لعيبي صاحي ( 2011 / 2 / 18 - 16:53 )
عزيزي كريم تحية طيبة. اولاً علي شكرك على روايتك عن الحمير وجمهورياتنا المقدسة وكنت قد طلبت من الأخ زيدان عنوانك أو رقم هاتفك لأشكرك على هذه الهدية، لكنه عافني وراح للمغرب يتسوق
ثانياً ، أشد على يديك واتمنى لك مزاجاً رائقاً لتتحفنا بمقالتك النابتة والخفيفة معاً
المخلص
فيصل لعيبي


2 - عنواني
كريم كطافة ( 2011 / 2 / 18 - 21:55 )
عزيزي فيصل بالطبع أنا الأشوق للتواصل معك.. خصوصاً أنا مدين بالشيء الكثير لك.. هل تذكر مجرشتك القديمة.. منذ ذلك الوقت نبتت برأسي فكرة الأدب الساخر.. وكم تألمت لأن مشروعك لم يستمر.. لكن ما زال في الوقت متسع لمواصلته.. رغم علمي أن أن ما يعيق هذا المشروع داخل العراق الآن ليس بالأمر السهل.. أعلم أن أسهل شيء هناك هو قتل الإنسان المخالف أو المشاغب والسخرية كلها شغب وخروج عن الطوق.. لكل مسؤول حاشية من القتلة المستعدين للتنفيذ وبدم بارد.. المهم.. أتمنى أن نتواصل.. لك عنواني
[email protected]
دمت
كريم كطافة

اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة