الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحزاب الاسلامية والثورة المصرية

مالوم ابو رغيف

2011 / 2 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تكمن أهمية الثورتين الظافرتين التونسية والمصرية بأنهما أوضحتا بما لا يقبل جدلا بان الدين لن ولم يكن مطلبا للشعوب أبدا. فقد بيت الاحداث وبكل وضوح، بإن الإسلاميين لم يكونوا في طليعة المنتفضين ولا الثائرين، لم يكن لشعاراتهم صدى ولا لهتافاتهم دويا ولا لقياداتهم دورا متميزا. ظهروا على حقيقتهم، متصيدين للفرص وباحثين عن المكاسب، ربما كانوا غافلين فصحوا من غفلتهم ورأوا الحقيقة كما هي على الواقع وعلى شفاه ملايين الناس، بان الحل لم يكن يوما الإسلام كما كانوا ينادون، وان الدين لم يكن يوما مطلبا للشعوب، وان القيود الدينية هي مثل القيود الدكتاتورية وجب كسرها وإلقاءها إلى مزابل التاريخ
لقد دشنتا الثورتان عهدا جديدا للثورات والانتفاضات المدنية غير المؤدلجة، غير المسيرة بوازع ديني ولا بدافع حزبي، إنما بحوافز مدنية فرضها عصر التقدم والتحضر والحرية والثورات العلمية والتكنولوجية التي حول العالم إلى عالم تنعدم فيه الحدود والممنوعات والإسرار.
لقد أدرك رجال الدين، أنهم إن غلبوا مواعظهم الدينية على مطالب المنتفضين، إن هم أكثروا وأطنبوا وزادوا وكرروا أحاديث سير المسلمين وبطولاتهم المزعومة، ستكون أصواتهم نشازا في سيمفونية ثورة الحرية والمدنية التي تعزفها حناجر الناس، فغيروا خطابهم وخفضوا من صوتهم وحاولوا جاهدين إن يسيروا مع المنتفضين والثائرين فكانوا في الذيل المكان اللائق بهم دائما.
لكن إذا كانت الأحزاب الإسلامية قد أخفضت صوتها وسايرت المنتفضين مضطرة غير مختارة، مجبرة غير راغبة فان سكوتها ومسايرتها ليس إلا تكتيك سيفضحه اليوم أو غدا ظلامية استراتجيها المتزمت الذي يقف حجر عثرة في طريق الحريات العامة والخاصة، والذي سيصر بان تكون الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع لأي دستور يكتب أو يعدل بذريعة إن أغلبية الشعب هي أغلبية مسلمة، بينما قد بيت الثورتان، التونسية والمصرية، بان أغلبية الشعب هي أغلبية الأحرار الذين يرفضون أي قيد أكان قد الله أو قيد الحاكم.
وهنا قد يكون من المفيد تذكر موقف الأحزاب الإسلامية العراقية قبل وبعد الإطاحة بنظام المقبور صدام حسين. فقد كانت تقول وتؤكد بان ليس بنيتها تحويل العراق إلى دولة دينية، وأكدت في بياناتها المتكررة بأنها تتمسك بالدولة المدنية العلمانية، لكن بعد الخطيئة الكبرى التي اقترفتها الادراة الأمريكية بتسليمها السلطة لمجموعة من الفاسدين الطائفيين وفي طليعتهم الأحزاب الإسلامية بكل تلاوينهاـ تنكرت هذه الأحزاب لما أكدت عليه سابقا واتبعت أجندة دينية منهجية سلبت كافة الحقوق والحريات المدنية وأشاعت روح التفرقة الطائفية رافعة شعار فرق تسد، واتبعت أجندة أخرى للفساد والتزوير، فحطمت البنية الإنسانية والروحية للشعب العراقي بعد إن حطم المقبور صدام بحروبه المختلفة البنية التحتية للعراق.
إن الأحزاب الإسلامية على اختلاف أيدلوجيتها الدينية هي غير محل للثقة وان تمسكنت اليوم وحاولت إن ترتدي معطف الوطنية والحرص على الوطن ستظهر غدا على حقيقتها بان معطف الوطنية الذي ترتديه اليوم يخفي في طياته سكاكينا وخناجرا إن هي تمكنت ستذبح بها الحرية والحقوق المدنية على محراب أصنامها السلفية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلاميون
مقران احمد ( 2011 / 2 / 18 - 20:35 )
لاتنس انهم هم من نظم صلاة الجمعة خلف الزعيم الروحي القرداوي فصلى الشيوعيون بلا وضوء


2 - شاديه واغنيتها ياحبيبتي مصر
د قاسم الجلبي ( 2011 / 2 / 19 - 14:22 )
اليوم قرءنا من كافه الوكالات العالميه هوالاعلام المرئي والمقروء واخص بالذكر جريده اليلاف وشرق الاوسط , حيث اوضحوا باءن الثوار الشباب في ساحه التحرير قد فوجئوا عندما طال عليهم الشيخ القرضاوي والذي ساند كل الانظمه الفاسده في تصريحاته من منبر الجزيره وغيرها وان الاكثريه من الشباب في ساحه التحرير لم يستمعوا الى خطبته بل كانوا منشغلين بالاهازيج والمزامير مع اغانيهم الوطنيه منها اغنيه ياحبيبتي مصر انهم مع الانظمه المدنيه شكرا للكاتب


3 - شاديه واغنيتها ياحبيبتي مصر
د قاسم الجلبي ( 2011 / 2 / 19 - 14:22 )
اليوم قرءنا من كافه الوكالات العالميه هوالاعلام المرئي والمقروء واخص بالذكر جريده اليلاف وشرق الاوسط , حيث اوضحوا باءن الثوار الشباب في ساحه التحرير قد فوجئوا عندما طال عليهم الشيخ القرضاوي والذي ساند كل الانظمه الفاسده في تصريحاته من منبر الجزيره وغيرها وان الاكثريه من الشباب في ساحه التحرير لم يستمعوا الى خطبته بل كانوا منشغلين بالاهازيج والمزامير مع اغانيهم الوطنيه منها اغنيه ياحبيبتي مصر انهم مع الانظمه المدنيه شكرا للكاتب


4 - اي دولة دينية نجحت في العالم
كنعـــان شماس ( 2011 / 2 / 19 - 17:35 )
الصومال السودان طالبان افغانستان انظر الى الخـــراب الكبير الذي التحقوه في العراق . نامل المظاهرة القادمة في العراق ان تخــزي وتطمس هذه الاحزاب المنافقــــة الواقع لولا ميليشات وعصابات الاحزاب الدينية المســـلحة السرية لاصبحت شــي مضحك في اي مجتمع ديمقراطي سليم


5 - ماليزيا نجحت
سارة يوسف ( 2011 / 2 / 20 - 13:04 )
ماليزيا نجحت هى دولة نجحت وحققت المعجزات رغم انها مليئة بالطوائف وهى حاكمها خريج الازهر اى دولة اسلامية قامت على اساس واحد هى قبول الاخر ان يقبل الجميع بعضهم البعض لا الكرة فتجد المسلم يعمل مع البوذى فى فريق واحد لا الفرقة فالنجاح ياتى عندما نجتمع جميعا على هدف واحد فهدفنا هو تعمير مصر وازالة الفساد لا بث الفتنة كلنا علمانى ومسيحى ومسلم نعمل لننهض بمصر لتكون دول من دول العالم ا لاولى كل من يحترم معتقادات الاخر ويعترف بالاخر نحترم الراى والراى الاخر لانحارب بعض كل منا له كافة حريته فى ممارسة عقيدتة كاملة اى كانت ولكننا نعمل جميعا على النهضة بهذا الوطن لابث الفتنة


6 - السيد مقران احمد
مالوم ابو رغيف ( 2011 / 2 / 21 - 07:38 )
السيد مقران احمد
ان ظهور القرضاوي المفاجئ في ساحة التحرير هو محاولة لأضفاء الطابع الاسلامي
على الثورة المصرية لكن لا اعتقد ان التوفيق سيحالفهم، فقد افردتهم الناس والاحداث في مكانهم الطبيعي وهو الذيل


7 - الدكتور قاسم الحلبي
مالوم ابو رغيف ( 2011 / 2 / 21 - 07:45 )
لا اعتقد ان القرضاوي ولا بقية الاسلاميين سيكون بمقدورهم التأثير على الناس وحرف الثورة عن طريقها وتحويلها الى ثورة عقائدية وفرض اراءهم ومساراتهم عليها.. فالثورة ليست ثورة على نظام فاسد فقط، بل انها ثورة على قيم فاسدة ايضا، لن ترضى الناس ان تستبدل قيم فاسد بقيم فاسدة اخرى.. لقد كانت ايام الثورة ايام ثقافية كبرى بحقوق الانسان والديمقراطية وتلاحم الناس حول الانسان وليس حول الله..
لقد سارت الناس تحت راية تحيا مصر وليس راية لا اله الا الله.


8 - السيد كنعان شماس
مالوم ابو رغيف ( 2011 / 2 / 21 - 07:52 )
ان ما وددت اقوله هو ان الثورة المصرية قد دشنت عصرا اخر هو عصر الثورات والانتفاضات الديمقراطية. لقد ولى عهد الحركات الاسلامية الى غير رجعة، عصر الحركات الاسلامية كان عصرا للارهاب والخراب والقتل والخوف لقد بدأ عصر الثورات التحررية من كل القيود المفروضة باسم وطن الحاكم او باسم الدين.،


9 - السيدة سارة يوسف
مالوم ابو رغيف ( 2011 / 2 / 21 - 07:59 )
المسلم ليس هو الاسلامي، هناك اختلاف كبير بين الاثنين، ليس من احد ضد الاعتقاد الديني او الحزبي الايدلوجي، الانسان له مطلق الحرية ولا يستطيع احد تقيد فكره عن التجوال في كل نظريات وديانات العالم..
المشكلة هي في هؤلاء الاسلاميين الذين يفرضون ارائهم بالقوة ويستخدمون الاله كذريعة لفرض معتقداتهم على الاخرين
اخر تصريح لاخوان المسلمين المصريين هو رفضهم الكامل ان تترشح امرأة او قبطي لمنصب الرئيس..
وانت سيدة افلا تجدين هذا تجريح بشعورك واقلالا من كرامتك واستهانة بحقك الانساني.؟
لم تنتهي الثورة بعد حتى رأينا الاسلاميون يحاولون حرف الثورة من طريق النور لتسير في طرق ستؤدي بالتاكيد الى كهوف الظلام


10 - fjONqfoLbe
Uriel ( 2012 / 10 / 16 - 11:34 )
Appreciation for this inofrmaiotn is over 9000-thank you!

اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ