الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموديل الهلوجرامي للكون - الدماغ الهلوجرامي

طريف سردست

2011 / 2 / 19
الطب , والعلوم


اشير الى ان عرض النظرية ليس من باب انها صحيحة او غير صحيحة، وانما من باب الاطلاع على اخر النظريات العلمية في هذا المجال.. بغض النظر عن مدى الغرابة فيها.

مدخل:
الباحث في مجال الدماغ Karl Pribram كان منذ سبعينات القرن الماضي يبحث عن موديل لوصف عمل الدماغ بعد ان اضطر الى الاعتراف ان فرضية وجود مسارات ذاكرة، والتي لفترة طويلو بحث عنها العلماء، لايوجد لها اي اثر، في حين يظهر ان الذاكرة منتشرة على جميع انحاء الدماغ مثل الهولوجرام.. اثناء احدى المحاضرات التي يلقيها خرجت منه النبوءة التالية:" لربما الكون هلوجرام". في الاسبوع التالي ذكر الفكرة لابنه الفيزيائي، والذي بدوره اخبره ان الفيزيائي David Bohm لديه مثل هذه الافكار الامر الذي دفعه الى قراءة المقالات في هذا الموضوع. قد يكون من المفيدالاشارة الى ان كلا من هؤلاء الاثنين كانت لديهم علاقة روحية بالفلسفة الشرقية فبالوقت الذي كان الاول من تلاميذ البوذي Alan Watts كان الثاني من مساعدي Krishnamurti.


النموذج الهلوجرامي للكون
على الدوام جرى استخدام الانظمة الميكانيكية كنموذج لتقريب التصورات العلمية. في عصر النهضة جرى تشبيه الانسان بالماكينة الالية، وفرويد شبه بسيكولوجية الانسان بالعربة البخارية والهيدروليك واليوم يجري استخدام الكمبيوتر كتشبيه للجملة العصبية. والميكانيك الذي يجري الان استخدامه كنموذج لفكرة الكون هو الهلوجرام وهو شكل من اشكال التصوير. صورة هلوجرامية يجري انتاجها من خلال جعل اشعة اللايزر تخترق مرآة نصف شفافة بحيث جزء من الاشعة يساق الى الجسم الذي سيجري تصويره والباقي يعبر المرآة متجها الى شريط التصوير والذي ايضا يضئ من انعكاس الضوء القادم من الجسم. كلا الاشعاعات يجري تمريرها في عدسة تؤدي الى بعثرة الاشعة على الفيلم. على العكس مما هو مع الصورة العادية لايستطيع المراقب ، بالعين المجردة، رؤية ماتمثله الصورة مباشرة. من اجل التمكن من ذلك لابد من إضاءة الفيلم بأشعة اللازر، لتظهر لنا صورة ثلاثية الابعاد. الغريب في ذلك إنه وعلى الرغم من قطع قسم من الفيلم وإضائته بأشعة اللازر فإن الصورة بكاملها ستظهر بدون نقصان. بمعى آخر كل الصورة موجودة في الجزء، وجزء في الصورة الكاملة. للمزيد عن عمل الهلوجرام التكنيكي على الرابط التالي:
http://science.howstuffworks.com/hologram.htm/printable

تجربة David Bohm على نقطة حبر تسقط في الجليسيرين تفسر بذات المبدأ كعمل صورة الهلوجرام. التجربة عبارة عن نقطة حبر يجري إسقاطها بهدوء في الجليسيرين. وعند تدوير الوعاء ببطء تنسحب القطرة الى خيط دقيق حلزوني، بفعل القوة النابذة، يتوزع بالتدريج على المنظومة بكاملها (التي هي الجليسيرين) وفي النهاية يختفي الحبر تماما عن النظر. وإذا قمنا بتدوير الوعاء مرة اخرى الى الجهة المعاكسة يعود الخيط الى البزوغ للنظر والتجمع في قطرة واحدة من جديد. بهذا الشكل يتصور بوهام ان الجزء يتتداخل في الكل وان الكل في الجزء. كل شئ جزء من كل شئ في عالمنا، الذرة والمجرات والخلية شئ واحد، حسب بوهام، الذي يعتبر الزمان والمكان مجرد وهم دماغي لتسهيل الامور. من الضروري التذكير ان اينشتاين عندما قال ان الله لايلعب النرد، على إعتبار ان الاحتمال لايليق بإله، ردا على اكتشاف الطبيعة الموجية للاكترونات وبالتالي حركتها الاحتمالية، كان دافيد بوهم هو الذي رد عليه قائلا: لاتقل للاله ماعليه ان يفعل. للمزيد من تفاصيل الخلاف بينهم على الرابط التالي:
http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/kosmos/kosmos-0071.htm

الدماغ الهلوجرامي
العالم الكندي Wilder Penfield اجرى العديد من التجارب الاساسية في عشرينات القرن الماضي تخص تأثير التحفيز الكهربائي على مختلف اجزاء الدماغ. تماس الاقطاب الكهربائية مع مناطق محددة من الدماع حفز ظهور ذكريات معينة عند اشخاص التجربة، وهو السبب لظهور نظرية مسيارات الذاكرة. في عام 1940 بدأ الباحث Karl Pribram بالعمل مع بسيكولوجي الاعصاب Karl Lashley من Yerkes Laboratory of Primat Biology في فلوريدا معا قاموا بتجارب على الفئران التي جرى تدريبها على تذكر الطريق في دروب معقدة. بعد ذلك جرى استصال جزء من دماغها غير انه ظهر ان ذاكرتها لم تتأثر كثيرا حتى لو جرى استصال مساحة كبيرة. هذا الامر ادى الى فرضية ان الذاكرة ليست مخزونة في الدماغ وانما منتشرة عليه جميعا. غير ان علاقته مع بوهم هي التي اعطته فكرة الموديل لفهم الظاهرة.

النموذج الهلوجرامي او البراديم الهلوجرامي ( hologram paradigm) ينتمي في جذوره الى الفرنسي Jean Fourier, عالم رياضيات من القرن السابع عشر والذي وضع معادلة للتحول من الاشكال المعقدة الى موجات بسيطة. في نفس الوقت اوضح كيف يمكن العودة من الابسط الى الشكل السابق. هذا المبدأ هو المستخدم في الارسال التلفزيوني حيث الصورة تحول الى موجات الكترو مغناطيسية ثم يعاد تركيبها. باحثين مختصين في فيزيولوجيا الاعصاب من جامعة بركلي Russel and Karen De Valois, اكتشفوا عام 1979 ان الخلايا العصبية لمركز البصر في الدماغ لاتتفاعل مباشرة مع مختلف الاشكال التصويرية وانما يتم الامر حسب رياضيات فوريير. لاحقا تمكن باحثين اخريين من اكتشاف ان بقية الحواس ايضا لاتتفاعل على المباشرة وانما من خلال محولات، اي انها لاتتفاعل مع الصورة وانما مع اهتزازات الموجة. منذ ثلاثينات القرن الماضي برهن العالم الروسي Nikolai Bernstein على ان صورة الحركة في الدماغ تخزن بأكواد حسب معادلات فوريير للموجات. ونحن نتعلم الرقص او قيادة الدراجة من خلال فهم عموم العملية وليس من خلال ان نتعلم اولا كل جزئية من التفاصيل. كل هذه الاوليات اقنعت Karl Pribram بصحة توجه النموذج الهلوجرامي، الذي طرحه عام 1977 في كتابه Languages of the Brain.

الحلقة القادمة:
الكون والوعي كأنعكاس هلوجرامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استراتيجيات عسكرية وتقنية جديدة بعد -هجوم البيجر- في لبنان؟


.. #بي_بي_سي_ترندينغ: ترند أكل الطباشير يجتاح تيك توك وسط تساؤل




.. ترند أكل الطباشير يجتاح تيك توك وسط تساؤلات حول مخاطره الصحي


.. وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة راقبت المستخدمين وربحت مليا




.. لماذا فشلت هواتف سامسونغ وآبل وهواوي وغوغل في إبهارنا؟ | تك