الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جماهيرية القذافي تطلق النار على جماهيرها

رزاق عبود

2011 / 2 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


جماهيرية القذافي تطلق النار على جماهيرها
كما توقعنا، وتوقع العالم كله، فقد وصلت رياح ثورة الياسمين التونسية الى شوارع ليبيا. ثورة تونس، التي افزعت "الاخ" القذافي، فخرج على شاشة تلفزيونه يؤنب ثوارتونس، ويتهمهم بالغباء، ويطالبهم باعلان الندم، واعادة صديقه بن علي الى السلطة "لانه افضل رئيس على الارض" لسببين بسيطين: صداقته مع ديكتاتور ارعن مثله، وانتساب زوجة الرئيس الهارب الى مدينة طرابلس الليبية. هذا المهووس بالسلطة، يعتقد، ان بلده لم، ولن يتاثر بثورتي جارتيه تونس، ومصر. لقد تـأثر نفسه سابقا بالثورة المصرية، وزعيمها جمال عبد الناصر. وجاء الان دور الشعب الليبي للتأثر بثورتي تونس، ومصر، والاقتداء بهما. ورغم ادعاءاته الفارغة، وضجيج اعلامه المحنط، بان جماهير ليبيا تعبر عن نفسها عبر "اللجان الشعبية"، ولا تلجأ الى المظاهرات، فان الجماهير، اول ماها جمت، واحرقت هو مقرات، ومكاتب اللجان الشعبية. ورغم ادعائه، واعلامه الطبال، ان سلطتة، هي سلطة الجماهير، فان الاجهزة الامنية، وعصابات اللجان الشعبية المسلحة اطلقت النار الحي على المحتجين، والمتظاهرين رغم "قله" عددهم كما يقول. وعلى طريقة استاذه مبارك اخرج البلطجية، والقتلة، والمرتزقة المستوردين باسم "مؤيدي" القذافي في مظاهرات بائسة، تعودنا عليها نحن ابناء الانظمة القمعية المختلفة في اجبار طلاب المدارس، وموظفي الدولة على التظاهر، ورجال الامن بملابس مدنية، وحمل صور"الاخ" القائد، كما فعل قبله الرئيس القائد في بغداد، والرئيس الهارب في تونس، والرئيس المخلوع في القاهرة. وشوهت صور القذافي القذرة البشعة شوارع طرابلس، وزادتها بؤسا على بؤسها. ورغم ان، مدينة بنغازي البطلة معروفة تاريخيا بمعارضة نظام القذافي القمعي، فان المظاهرات، والاحتجاجات امتدت الى كل مدن ليبيا تقريبا. رغم التنازلات، التي قدمها النظام، تحسبا، بادعاءات الاصلاح، واطلاق سراح السجناء "بعد اصلاحهم"! لكن الاعتقالات لازالت مستمرة. ربما كان القصد من الافراج عن بعض السجناء، توفيرالمكان للسجناء الجدد. وشمل التظاهر كل فئات الشعب الليبي من طلبة، وشباب، ومهنيين، وحقوقيين، نساءا، ورجالا. لقد وصلت الثورة الى بلادهم بعد ان جثم قائد الثورة على قلوبهم اكثر من 40 عاما، اي اطول مدة قضاها حاكم في العصر الحديث، ولم يحكم ليبيا احد غيره بطول هذه المدة. لقد قضى القذافي، وجهازه الامني بوحشية فريدة على انتفاضة سجن ابي سليم. وقتل 1200 منهم. كلهم من اهل بنغازي. فهل سيطلق النار الان على كل الجماهير المنتفضة في سجن ليبيا الكبير؟! مرتزقة يرفعون صور مجنون بملابس غريبة، مضحكة، مثار تندر العالم. وبقدر تزايد عدد صور المعتوه يتزايد عدد القتلى في شوارع ليبيا الثائرة. ان احفاد عمر المختار نهضوا، ولن يتوقفوا حتى يزيلوا هذا الكابوس القابع على قلوبهم، ويعيدوا لليبيا وجها المتطلع نحو الحرية، والحياة الكريمة، والعدالة الاجتماعية، وحقوق الانسان. بلد بلا دستور، ولا نظام حكم واضح، بل يخضع شعب كامل لمزاج الصنم الاخضر، ونصوص جنونه الاخضر، وكانه قادم من المريخ. في وقت يعيش شعبه على الارض، التي لم تعد تعرف لها لون بسبب تقلبات حربائه حسب تقليعات ملابسه المضحكة. لكن الشعب الليبي لم يخضع، ولم يستسلم، او يسلم امره للجان الخضراء، بل اختار طريق الثورة الحمراء على طريق التحرر والانعتاق. واذا كان بلطجي مثل مبارك، وجلاد مثل بن علي هربا مع عائلتيهما خوفا من ثورة شعبيهما، فهل ينجو طاووس ليبيا من نفش ريشه؟! ورغم كل اعداد القتلى، والجرحى المتزايدة، فلا زال المعتوه يسخر من مطالب شعبه، ويحاول اللعب على اسطوانه الاصلاحات، وحركات ابنه سيف الاسلام في المؤتمرات الشعبية الطارئة، والتغييرات السطحية لمحاولة امتصاص نقمة الشعب. لم تنجح هذه الالاعيب مع شعبي مصر، وتونس فهل يظن القذافي انها ستنجح مع الشعب الليبي. الفساد المتفشي، وسرقة اموال ما يسمى بخطط التنمية، التي لم ير منها الشعب شيئا. ورغم انتفاضة الشعب على لجانه، ورغم ادعاء صحافته، واصوات الماجورين، من ان القذافي، هو وحده من يغير ويصلح، وهو اعتراف ضمني بفساد الوضع، وديكتاورية الحكم. فلا حقوق انسان، ولا حريات الا ما يمن به فيلسوف زمانه، ونظريته العالمية. تتناسى هذه الزمرة الماجورة، ان الشعب يريد التغيير، لا الاصلاح. نفس الشعار، الذي رفعته جماهير تونس، ومصر، وترفعه اليوم كل المدن الثائرة في الوطن العربي: "الشعب يريد اسقاط النظام". في الوقت الذي يفتح فيه موانئه، ومطاراته لقوات مكافحة الارهاب، والهجرة غير الشرعية الاوربية يسد كل الابواب، والمنافذ على جماهير شعبه المطالبه بالانعتاق والتحرر. وفي الوقت الذي تتظاهر فيه الجماهير مطالبة بتغيير النظام يقف هبل الليبي في احدي ساحات طرابس تحت حراسة مشددة مادا يديه لمرتزقته لتقبيلها. صوره تغني عن الاف الكلمات، والمقالات، وهي نفس الطريقة، التي اذل بها صدام حسين حتى اقرب مقربيه. هؤلاء المرتزقة الاذلاء يحكمون احفاد عمر المختار. بلد المليارات النفطية، يعاني من البطالة، والقيود على الحياة السياسية، والفساد الاداري، والسياسي. وهي نفس السلبيات التي ثارت ضدها جماهير مصر، وتونس المجاورة لليبيا. فهل يظن المعتوه، واتباعه انه سيسلم من عدوى الانتفاضة الشعبية؟ هضم حقوق الانسان، سوء توزيع الثروات وتبديدها على العملاء، ومداحي السلاطين، وتصدير "الثورة"!
"سلطة الشعب" كذبة سمجة للقذافي رددها، وصدقها، وظن ان الناس ستصدقه. وهو حكم بوليسي، استبدادي، قمعي، وظلم سياسي، لايختلف عن كل الانظمة القمعية التي سقطت، وستسقط. فحاجز الخوف، تجاوزته الجماهير، وسيكتسح مدها كل سدود الطغيان. التغييرات المتسارعة ستغير النظام في ليبيا، ولا ندري اين سيجد طائرة، او سفينة تحوي كل ملابسه الشاذه مثل عقله. فلقد "تألم كثيرا" لهروب بن علي، ودعم مبارك بكل قواه، بل اتهم معتصمي ساحة التحرير ب"عملاء الموساد". وطالب الجيش المصري بعدم تسليم السلطة الى حكم مدني. طبيعي، ان يتالم، ويحزن، ويشتم فهو من نفس العصابة، التي نشرت الظلم، والطغيان، والفساد، والتوريث، ونهب ثروات البلاد في جمهوريات القمع، والخوف. ورغم انه اطاح بالملكية في بلاده اطلق على نفسه ملك ملوك افريقيا. فاي كوخ افريقي سيضم هذا المعتوه، ولاي ساحر في غابات افريقيا سيلجأ هذا المخبول لشفائه من علله العصبيه، وعقده النفسية، واي لون سيختار لكتاب هزيمته العالمية المحتومة.

رزاق عبود
17/2/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كما كان فدائيو صدام في العراق
نبيل كوردي من العراق ( 2011 / 2 / 19 - 08:50 )
كذلك في ليبيا فدائيو القذافي، كلا المدرستين تتبعان نفس المنهج الأرهابي لديمومتهم، ودوماً المدارس الأرهابيه، مدارس مستنقعيه، والمستنقعات كما يقول المثل العراقي مثل (ارحام العواهر، لا تنجب جواهر) وكذلك المستنقعات لا تنجب سوى السفله، لذلك أدرك الدكتاتوريون على مر التاريخ هذا الأمر، فهُم يوظفون حُماتهم من خريجي مدارس تلك المستنقعات، لذلك لا غرابة في الأمر حين جماهير القذافي تطلق النار على أبناء جلدتهم لأنهم خريجو مدارس تلك المستنقعات. لذلك لمن يقول للأمريكان محتلين، أقول لهُ، بل محررين، لأنهُ لو حدثت أية مظاهره أيام ذلك النذل العراقي المقبور صدام حسين، قسماً لأصطبغت كل شوارع بغداد بدم الشباب القاني، لذلك أقولُ دوماً، ألف رحمه على روح أمك يا بوش خلصتنه من كلب أجرب أو جيش مرتزقه أرهابيين (بس بعدهم باقين) ينرادلهم فد واحد مخلص للكشر حتى يتويهم توي أو يطلع القضى والمضى والحليب الشربو من أمهاتهم

اخر الافلام

.. بعد اغتيال نصر الله، ما مستقبل ميليشيا حزب الله؟ | الأخبار


.. اختيار صعب بين نور ستارز وبنين ستارز




.. نعيم قاسم سيتولى قيادة حزب الله حسب وسائل إعلام لبنانية


.. الجيش الإسرائيلي: حسن نصر الله وباقي قادة حزب الله أهداف مشر




.. ما مستقبل المواجهة مع إسرائيل بعد مقتل حسن نصر الله؟