الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو الحريه لا الفوضويه

ليث الجادر

2011 / 2 / 19
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


تتاسس ارادة الحريه على وعي القوانيين الموضوعيه للمجتمع كوحده واحده مترابطة المبادىء ..بينما تقوم الفوضويه على التعبير عن استجابات حسيه تمثل وعي جزئي لتلك القوانيين والتوقف عند كيفيه محدده من تلك الاستجابات ..ولان ارادة الحريه تمثل تراكم اكثر من انعكاس واكثر من اعادة لتلك الانعكاسات ,فانه من المهم جدا ان نتوقف عند حقيقة ان الحريه في النهايه تمثل في جانب كبير من محتواها اشتراط تاكد الفوضى وانعكاسه كجزء من صيرورة تلك المعرفه .وحيث لا تكون هناك امكانيات واقعيه للفوضى فان امكانيات النضال من اجل الحريه ستكون فقط امكانيات عقليه مجرده .. والحريه التي تصوغها تاملات حكيم لم يقع بصره على اولى خطوات الفوضى الاجتماعيه لا تعني في الواقع الا نزعه تصوفيه انويه .ان الحريه تتم صياغتها وتشكيل مطالبها في قلب ومن صميم الحراك الفوضوي .. لذا فان النضال من اجل الحريه يجب ان يكون مشروطا بواقعية الحراك الفوضوي واشكال تنظيمه...ان الخلط بين ممارسات وتاكيد ارادة الحريه وبين النزعات الفوضويه وتاكيداتها هي السمه الاساسيه التي يتصف بها الفكر البرجوازي لان هذا الخلط يتيح لطبقتهم المتسلطه مجالا رحبا في تفتيت قوة المقاومه الطبقيه ويشلها ...ان التداخل بين التعبير الفكري لارادة الحريه مع التطبيقات الجزئيه المحدده لها يتيح من الناحيه الواقعيه امكانيات الخلط بين ارادة الحريه كونها حقيقه وبين كونها وعي متحقق ..ولان أمن الفرد لا يتاكد الا من خلال التماسك الاجتماعي فان الغايه النهائيه تمثل معيار السلوكيه الاجتماعيه ..لكن امن الفرد هو اولا امن الادميه اي انه يعني الشروط التي يتم فيها وجوده الحي والمجرد ,كما ان تأكد هذه الشروط اجتماعيا اخذ اتجاها تصاعديا جدليا في نقض المطالب الادميه وتحويرها .فلم يعد الواحد منا لا يسكن الكهف ويطارد بنفسه الفرائس او يغرف من عطاء الطبيعة فحسب بل ان الواحد منا اصبح افتراض وجوده بهذه الحال انما يعني اشتراط احتضاره وموته الاكيد ..وشيئا فشيء نفقد خياراتنا الطبيعيه بكوننا كائنات طبيعيه ..لقد تطورت اشكال التعبيرعن غرائزنا مثلما بكل تاكيد قد تغييرت قيم سلوكياتنا فما كان حقا طبيعيا فيما مضى صار تحقق غير طبيعي في عهدنا ..والمقدار المعرفه وقيمتها هي بذاتها بدأت منذ غابر الازمنه تنسحب من الانسان كفرد وتتضخم في جانب العضويه الاجتماعيه وهذا يعني ان الحريه مرتبطه بالعضويه وان ارتباط الادميه بها يتحدد بالامن بمعنى ان التوازن قائم وثابت بين الاثنين لكن ما يحدث في الواقع يناقض هذا الفهم والدليل ان جل نشاط الاغلبيه الاجتماعيه يتمحور حول ارادة الحريه الغير متاكده وعلى المستويين العام والخاص ,على مستوى علاقة المجتمعات فيما بينها وعلى مستوى اعضاء المجتمع المعين ,ان تفسير هذا التناقض بين التحديد النظري لطبيعة العلاقه بين مفهومي الحريه والامن وبين التشخيص الواقعي لطبيعتهما الغير متوازنه يعود الى فهم ماهية العضويه بصوره مجرده ومحدده باطارها القانوني الوضعي وباعتبارها الحاله التي يتم فيها التعامل مع جميع اعضاء المجتمع ككل واحد .بينما تفسير مفهوم الحريه الواعي بتاريخية المجتمع وتطورها المادي يدلنا في النهايه على تفسير ماهية العضويه التي تكون حينها عباره عن موقع الفرد في سلسله هرميه المجتمع القائمه على اساس نشاط الانتاج المادي ونظام توزيعه ..وهي بذلك تحتم على ذواتنا في البقاء عند مستوى معين من المعرفه ومستوى مشروط بها من حالة ظروف وجودنا ليبقى الاجير اجير وليبقى المالك مالك ..وليبقى العبد عبدا وان تغيرت اسماله ويبقى الحر حرا وبوجوب تغيير زكرشة ثيابه ..اذن هذان هما متنافري اتجاه وحدة الوجود الاجتماعي ..اتجاه نحو تطور الادميه (تغير تطبيقات وجودها) كمفهوم للانسان واتجاه سلب الادمي من انسانيته (تفاوت تأكيد التطبيقات ) ..وهنا يتحول الفرد الى ثنائيه جدليه ماديه وليست جدليه فكريه او واعيه ولا مخرج على الاطلاق ولا نتيجه نهائيه لهذه الثنائيه المتازمه على المستوى العام الا من خلال اعادة انعكاس الوعي اي الا من خلال الوعي الثوري الذي يلغي مفهوم العضويه الاجتماعيه المجرد ويشكله على الاساس الطبقي هو بذلك يلغي منطق الصدفه ويؤكد على الضروره وحتم نتائجه فلا يعد الاجير حالما بان يكون مالك بل تتحول ارادته الى امكانيات لان لا يكون اجير ..ان الفكر الذي ينبثق من اعادة انعكاس الوعي يبرهن له ان انعتاق البعض من وضع الاجير وانتقالهم الى وضع المالك لا يتم بقدراته الفرديه الذاتيه على الاطلاق بل يحدث هذا في نطاق محدد ونادر يرتبط بضرورات بقاء التفاوتات الطبقيه ..هذه التفاوتات تجعل الوجود واحساسنا به يؤلف جدليه حاده بين مستويي الحريه والامن وتحكم بذلك على ارادتنا كافراد وكذوات انا بالانعزاليه التي تعني سلوكيتها المتاكده تحقيق حالة الفوضى الاجتماعيه او الرضوخ للشروط الدنيا للامن الاجتماعي الذي تتاسس على واقع استفراد طبقه معينه بامكانيات الحريه (شروط الانسانيه ) ..هذا التناقض الحتمي واللامفر منه يتم حله فقط بوعي امكانيات تحقيق مفهوم المجتمع اللاطبقي واللاتناحري ..ففي المجتمع الرأسمالي الذي نحيا واقعه الان يمثل استئثار الطبقه الرأسماليه بالامكانيات الانسانيه اوضح واخطر صوره لحالة الفوضى الاجتماعيه والتي تعني هنا سيادة مبدأ الانتقاء الاجتماعي لبقاء النوع الادمي بكونه يفرض بقاء الوجود للاغنى ..كما ان تدافع الافراد خارج نطاق الوعي الطبقي نحو اللحاق بحال تحقق انسانيتهم لا يعني الا تاكيدا على تحقيق ظاهرة انهيار المحيط الاجتماعي الذي اصبح من المحال البقاء خارجه ..ومن صميم هذه الفوضى وتداعياتها وبحكم القوانيين العليا للوجود تتبلور شروط جديده لبناء مجتمع اخر تتم فيه صياغة العلاقه بين الفرد وبين العضو حيث يتماهى الجدل الفكري ومقايسس الامن والحريه في وحده سلوكيه مشتركه تنقل متناقضاتهما خارج المجتمع وتوجهها الى كل ما هو موضوع او الى ما هو موضوع خاص ومحدد ..وهنا يكون مفهوم الانسان قد تحقق بمعناه الاشمل ككم وهذا يعني حتما تغير اتجاه تطوره ككيف ..والمثال المهم على ذلك هو ان نشاطه الانتاجي وشكله سيتحول من موقع المدمر والعدو للمحيط الحيوي الذي يحيا فيه الى دور الراعي والقائد والمهندس لهذا المحيط ..كما ان هذا سينسحب على كل النشاطات وانتجاتها الانسانيه ... اذن من صميم الفوضى المستديمه التي تسببها هيمنة الراسماليه ومن تداعيات الحركه المقاومه لها التي تعبر عن نفسها بعفويه ..تتشكل ارادة تمكين الفكر الاشتراكي باعتبارها رفضا لفوضوية الوجود وعبثية مقاومته العفويه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيوعيون الروس يحيون ذكرى ضحايا -انقلاب أكتوبر 1993-


.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م




.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م


.. يديعوت أحرونوت: تحقيق إسرائيلي في الصواريخ التي أطلقت باتجاه




.. موقع واللا الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت في قيساريا أثناء و