الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العجلاني والمزاعم الصهيونيه في هيكل سليمان

شمس الدين العجلاني

2004 / 10 / 9
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


منذ زمن بعيد ونحن نسمع بالمحاولات الصهيونية المحمومة للبحث عن هيكل سليمان المزعوم ولكن دون ان نعرف التفصيلات ولا النوايا الحقيقية للكيان الصهيوني ومن ورائه الصهيونية العالمية التي لا تزال تواصل اعمالها،
وبحثها الدؤوب لتثبت شرعيتها في اغتصابها لارض فلسطين العربية وتشريد شعبها بحجة انها «ارض الميعاد» وان بني اسرائيل هم «شعب الله المختار» وعودتهم الى فلسطين العربية هي عودة الى ارض «اجدادهم».
ولاكتمال سيطرتهم الكاملة على ارض فلسطين بعد ان استولوا على الارض والزرع فانهم الان بصدد اثبات شرعية عودتهم الى «ارض الميعاد» عن طريق البحث والتنقيب الاثري في حرم المسجد الاقصى الشريف وقبة الصخرة العربيين بحثا عن بقايا «هيكل سليمان» الذين يزعمون انه مدفون تحت المسجد الاقصى وبالتالي لايهام العالم بأن العرب هم الذين خوبوا هيكلهم وبنوا فوقه مسجدهم في محاولة منهم لاضفاء شرعيتهم وعودتهم «الضالة».

وقد بدأ الباحث كتابه اولا باستعراض تاريخي لمسيرة التنقيب والبحث عن هيكل سليمان المزعوم هذا البحث الذي بدأ عام 1890 ومازال حتى اليوم وذلك تحت اسم «جمعية صندوق استكشاف فلسطين» بهدف ايضاح ما جاء في التوراة وتأكيد مزاعمها حول اليهود التاريخي في فلسطين العربية.
هذا وقد سرد الباحث شمس الدين العجلاني بتفاصيل دقيقة ووثائق ومتابعات اخبارية هامة وعلى فترات منذ اغتصاب فلسطين وقيام ما يسمى «بدولة اسرائيل» وعمل اليهود الدؤوب في استكمال سيطرتهم على ارض فلسطين حيث آخر فصول استكمال هذه السيطرة هي اثباتهم ملكية «هيكل سليمان» والبحث والتنقيب والمثابرة في العمل على اعادة بناء هذا الهيكل.
وبالنسبة للمسجد الاقصى فقد اشار العجلاني في كتابه الجديد الى انه يطلق اسم الحرم الشريف على المسجد الاقصى ومسجد الصخرة وما حولها ومساحته 141 دونما حيث يقع المسجد الاقصى في الجهة الجنوبية من رقعة الحرم وقد شرع في بنائه الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان وأتمه ابنه الوليد عام 705م ويبلغ طوله 88 مترا وعرضه 35 مترا ويقوم على 53 عمودا من الرخام و49 سارية مربعة الشكل.
وعند احتلال الصليبيين للقدس عام 1099 جعلوا قسما منه كنيسة والقسم الآخر مسكنا لهم ومستودعا لذخائرهم وعندما جاء «صلاح الدين » وحرر القدس امر باصلاح المسجد وبتجديد محرابه وكسى قبته وقد تعرض المسجد للهدم مرات بسبب عوامل الطبيعة ولكن في كل مرة كان يعاد ترميمه ولا يزال حتى الان يحتفظ بهيئته اثر اعادته من قبل الخليفة الفاطمي الظاهر عام «426ه» ما عدا بعض الاجزاء التي تهدمت زمن الحروب الصليبية ويستعرض الباحث في موضع آخر من الكتاب الجديد اقوال قادة وزعماء الصهاينة عن هيكل سليمان والمسجد الاقصى فقد قال هرتزل في خطاب له في المؤتمر الصهيوني الاول «اذا حصلنا يوما على القدس وكنت لا ازال حيا قادرا على القيام بأي شيء فسوف ازيل كل شيء ليس مقدسا فيها لدى اليهود وسوف احرق الاثار التي مرت عليها القرون والمقصود «المسجد الاقصى».
هذا وقد عرف المستشرق الهولندي «دوزي» الماسونية بأنها «اعادة الهيكل رمز دولة اسرائيل» فالهدف الاولى للماسونية هو اعادة بناء هذا الهيكل لذا كان التنظيم الماسوني بجميع اشكاله وانواعه يعتمد هيكل سليمان اساسا له وهنا يبرز دور المحافل التي يجب ان تبنى على مثال هيكل سليمان ذلك الهيكل الذي بني على شكل خيمة الشهادة التي اوصى بها موسى واخذ رئيس كل محفل يتمثل سليمان فيجلس على السدة التي يطلق عليها اسم سدة سليمان وعليها الهدهد الذي يرمز الى عرش سليمان لذلك اتخذت الماسونية شعارها الزاوية والفرجار لان البنائيين الفينيقيين استعملوها في بناء هيكل سليمان.
ويتابع الباحث شمس الدين العجلاني الكثير من اقوال الصحف الصهيونية والعالمية عن هيكل سليمان والمسجد الاقصى في محاولة من هذه الصحف على اخفاء الشرعية على عودة البناء وحضوره الدائم في جميع المحافل والصحف والمجلات في العالم.
من جهة اخرى يطلق الصهاينة اسم حائط المبكى على حوالي ثلاثين مترا من الحائط الغربي للحرم الشريف البالغ طوله 100م وعلوه 20م حيث يزعمون ان هذا الجزء من الحائط هو الاثر المتبقي من هيكل سليمان وقصة حائط المبكى بدعة ابتدعها زعماء الصهاينة حديثا لربط اليهود من جميع انحاء العالم بأي اثر مقدس لهم في فلسطين يثير مكامن شعورهم وتجميعهم لاعادة بناء الهيكل مكان المسجد الاقصى.
واوضح الباحث السوري على ان حائط المبكى هي قضية مستحدثة فالموسوعة اليهودية التي نشرت عام 1901 لم تشر من قريب او بعيد الى اية مادة تتعلق بالحائط المذكور بينما نشرت عام 1939 مادة تتعلق بالحائط مع اسمه على انه بقايا هيكل سليمان.
وعلى اثر الاشتباكات التي حصلت بين العرب واليهود تدخلت عصبة الامم المتحدة وشكلت لجنة دولية للتحقيق في ملكية حائط البراق الشريف ومهمتها «تسوية الحقوق والمطالب وشكلت لجنة العرب» واقرت اللجنة ان ملكية حائط البراق حق للعرب والمسلمين والمسمى خطأ بحائط المبكى.
هذا ويتعرض الباحث شمس الدين العجلاني في كتابه «المزاعم الصهيونية في هيكل سليمان» الى ادعاءات الصهيونية في الهيكل واستخدامهم للاساطير وتسخيرها في خدمتهم ومن هذه الاساطير «البقرة الحمراء» التي سخرتها الصهيونية وفند مزاعمهم الباحث العجلاني في الاسطورة ومحاولاتهم العصرية واستخدامهم آخر مبتكرات العلم في عصر الاستنساخ والجينات لاظهار مثل هذه البقرة خدمة لمزاعمهم ومصالحهم.
ففي عام 1997 بحث حاخام صهيوني عن اطفال لذبح «البقرة المقدسة» وهدم المسجد الاقصى حسب اسطورتهم حيث يتابع الباحث جميع القرارات التي صدرت من قبل الهيئات الدولية والعربية في الدفاع عن الحقوق العربية في ملكية المسجد الاقصى وقبة الصخرة والرد على جميع مزاعمهم ومحاولاتهم من اجل استكمال سيطرتهم على كامل الارض الفلسطينية لتحقيق شعارهم من النيل الى الفرات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة