الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في انقسام الدول وحدة الإنسان

ريبر يوسف

2011 / 2 / 19
الادب والفن


أحياناً، لا بل في كل الأحيان، والمرء سيّار كما الدم داخل أوردته في صلب حدثٍ، يخال له المكان شرساً إذا ما التفت إلى المكان بعين وموسيقا جديدتين ـ أعني الموسيقا التي تقطع على المكان سره ـ يرتمي إلى أي فكرة بدورها تسقطه عن سطح عالٍ مقارنة بارتفاع المرء عن التفسير، بدوره المرء أبداً يجتاح الأسئلة بما هو غير منطقي ـ في أغلب الأحيان ـ فيلازم عقله وفي هذا راحة له غير معهودة البتة، في حال شبيهة بما يتركه الشعر في ذهن المتوجس به، إذاً، هل يعتبر المرء صائباً إذا ما ابتكر لمكان كان هو غائب عنه أبداً حلولاً جديدةً؟ في ذلك تبشير لا معهود، وفصل لا يخدم ذهن المرء سيما أن هذا الفصل لا ينتمي إلى ما هو قائمٌ خلل الموسيقا بفعلها خطوطاً كثيرةً تجهد الذهن المصغي إليها. في لقاء معه ـ عازف العود العراقي ـ (نصير شمة) نشر في جريدة القدس العربي بتاريخ: 17 ـ 1 ـ 2011 ويعرب عن أمله في بقاء السودان موحداً. ترى، إن كنا قد تجردنا من فعلنا أمكنة بالمعنى النفسي للكلمة، هل علينا أن نواظب على التلقين ـ تلقين أنفسنا بما هو مدرج في كل الأحوال، إثر رأي شارعٍ مشتت لا يقوى حتى على توفير الأرضية الصالحة في فكره فيرتب اعتراضاً يعيد بدوره القليل من الراحة، إليه، المسلوبة منه بفعل فاعل؟ الاثنان لا يجهلان بعضهما البعض في معادلة الإعراب داخل اللغة العربية النقية، حتى غدا هذا الشارع شارعاً بحد ذاته لكن شارعاً للأفكار ـ أفكار الحكام العرب. إذاً هو شارع يحيى خلل المرء دون أن تكون ثمة علاقة مباشرة تربط بينهم ـ كما بين الشارع والخطوة، إذاً، انتهى العراق، وشُبِّع الفن والأدب العربيان بتلك المادة الضخمة. أعود وأقول: ترى، أَكان من حلّ آخر يحول بين عدم ضرب العراق؟ لأنني لم أك أستطيع إنقاذ الناس هناك، ولأنه لم يكن في وسعي بناء حل ينهي الحرب قبل أن يتحقق حتى، إذاً أنا قاصر على استدراك ما كان يُجهَدُ عقلي في سبيله مراراً ومراراً. هو إذاً العين ذاتها، ولو صنّف في فعلين بعيدين قريبين من بعضهما البعض ـ الصيد، الصيد ـ إن كنت أترقب الفريسة مختفياً بما هو معدٍ في الشرق لهذا الغرض وحسب ـ أحياناً يخال لي أن الأشجار خلقت وكبرت في الشرق لغرض آخر لا علاقة له بفطرة البيئة وفِراسة السماء ـ وإن كانت الكتابة والفن السمعي والبصري هي بدورها أفعال لا بل أعمال، سيما يقتات الكثيرون عليها شرقاً وغرباً، ومصدر للعيش تماماً كما اصطياد فريسة للغرض ذاته؛ العيش. إذاً تحول العراق إلى فريسة أدبية بعد الحرب سيما أننا لم نكن نقرأ لأحد ما عاناه الناس زمن صدام ، لكن المعادلة تكمن في كيف أوازن نفسي في سيرة العيش في اللحظة التي أهم، ولو برأي قد يسلب عيش المئات منهم، ماذا إن تحققت أمنية عازف العود نصير شمة الذي لا يجهل التغيير الطبيعي لبنية الأمكنة حسب المفهوم المعرفي للمكان لا غيره والأشخاص؟ ألا يتغير حرف الألف الممدودة ويتحول إلى تاء مربوطة؟ إذاً يجب علينا غض النظر عن الحروب والكوارث الإنسانية التي ألمت بالناس في السودان إثر حرب لست بصدد ترسيم كفة الميزان فيها من تقطيع لأثداء الأمهات وليس انتهاءً بالاغتصاب، الذي كان طيلة الحرب نوعاً إضافياً من الأسلحة، في غياب ما يجب على الفن الإحاطة به عموماً. إذاً، لم ينقذ الفن والأدب العربيان السودان ولم يشذب صلابة الحرب على رخاوة البشر هناك. إن كان الاستفتاء، هو نتيجة بل ربما حل هادن بين الموت والبشر هناك، إذاً لم الخوف من الاستفتاء أصلاً؟ إن كان خيار الجنوبيين بل وبتراً للحرب الذي أجهد الإنسانية في تلك الرقعة البيضاء. إذاً، لم نحن نهم بمفاهيم قد تجعلنا بحال ما كأن نضرب ركابنا بأحجار؟ إن كان انفصال جنوب السودان عن شماله يريق الدماء، إذاً أي شي نسعى إليه إذ نسأل الله وحدة السودان؟ أليست السودان كانت موحدة؟ هو إذاً صيدٌ ما يتركنا نستدركه وما نستدركه نستدركه لأننا لا يجب أن نكون بدون أنيس. فلتنقسم الدول كلها كلها؛ كي يظل الإنسان متحداً مع نفسه ففي انقسام المرء هاويةٌ تستعصي على التفسير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
برلين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب