الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتفاضة في ليبيا بداْت والنظام يتستر

سرحان الركابي

2011 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الدكتاتورية مثل كل المفاهيم والمقولات السياسية والفكرية , نسبية وليست اطلاقية , فكما ان درجات الحرارة وسرعة الرياح ونسبة الرطوبة , ليست متساوية في كل بقاع العالم المختلفة , فان الدكتاتورية والتسلط كذلك نسبية وتتفاوت شدتها وقسوتها , من مكان الى مكان , ومن مجتمع الى مجتمع , ومن دولة الى دولة ,
وبهذا فنحن لا نستطيبع ان نقارن القذافي المجنون بزين العابدين او بحسني مبارك الذي وصف بالعناد والمكابرة , فرغم كل ما قيل عن هذين النظامين , ورغم كل الاوصاف والنعوت التي تصفهما بالدكتاتورية والاستبداد , الا اننا سنجافي الحقيقة لو وضعناهما في سلة واحدة مع القذافي ,
فهذا القذافي هو ملك ملوك افريقيا والعالم العربي , وهو مؤلف الكتاب الاخضر والنظرية الكونية الاقتصادية الثالثة , هذا النظام الذي جند كل ثروات ليبيا من اجل تدعيم سلطته , بكل انواع وصنوف القوى الامنية والمليشيات المرتبطة به , من اجل قمع شعبه , والبقاء في السلطة اطول فترة ممكنة سوف لن يتوانى عن استخدام كل وسائل العنف والابادة ضد شعبه الاعزل ,
وها هي الاخبار تشهد على ما نقول
فانتفاضة الشعب الليبي المحكوم بالنار والحديد منذ 41 عاما قد بدات , والاخبار باتت تتوالى وتصل تباعا , رغم كل محاولات النظام للتعتيم عليها وخنقها بعيدا عن وسائل الاعلام ومنظمات حقوق الانسان
ليس اخبار الانتفاضة الليبية الباسلة وحدها تصل , بل ان قمع النظام وقسوته لن تكون سرا ولن تذهب ادراج الرياح , وستصل الى العالم الحر مهما اتبع من وسائل المنع والغلق والتعتيم , وسيكون العالم شاهدا على كل جرائمه التي ارتكبها سواء في اثناء الانتفاضة او تلك التي ارتكبها قبل الانتفاضة , مثل مذبحة سجن ابو سليم وباب العزيزية وغيرها
ان الشرارة التي انطلقت من مدينة بنغازي ثاني اكبر المدن الليبية او من مدينة البيضاء بحسب البعض , سوف لن تتوقف وستمتد الى كل مدن وواحات ليبيا حتى تطيح براس النظام
وبودي هنا ان اذكر القراء الكرام بمقالي الذي كتبته قبل مدة وجيزة وكان بعنوان تحية وداع للرئيس زين العابدين بن علي , وكان البعض يلومني وربما اعتبرني متملقا للانظمة الدكتاتورية , لكن ليس هذا هو المهم , بل المهم ان نقارن بين تصرف زين العابدين الذي اتسم بنوع من الحكمة ولم يفرط في استخدام القوة ضد شعبه , وتصرف القذافي الذي خرج مع اتباعه الذين يهتفون بحياته امام وسائل الاعلام , في مسرحية هزيلة وباهتة تذكرنا باخر مسرحية مثلها صدام حسين , قبل ان يذهب الى حفرته التي اختبا فيها , ظنا منه انها تنطلي على احد او انها قد تخفي جرائم اجهزته التي ما زالت تتواصل ضد شباب ليبيا , من قتل متمعد واستخدام الرصاص الحي كما افادت التقارير بذلك , فخلال الثلاثة ايام الماضية من عمر الانتفاضة تكبد الشباب المنتفضين 84 شهيدا, سقطوا جراء استخدام الرصاص الحي ضدهم , وعلى يد اجهزة النظام القمعية من قوى الامن واللجان الثورية , فضلا عن الجرحى والمصابين والمعتقلين , وهذا ان دل على شي فانما يدل على وحشية هذا النظام وجنونه , وعدم انصياعه لرغبة وارادة شعبه , وقد يتمادى هذا النظام في شروره وجرائمه اذا لم يتدخل المجتمع الدولي واذا لم يسارع كل الاحرار في العالم العربي لفضح هذا النظام وتعريته , وان يرفعوا اصواتهم عاليا بالدعم والمساندة بكل ما يستطيعون , لنصرة الشعب الليبي , كي يستمر في انتفاضته المجيدة كما استمر من قبله الشعب التونسي والشعب المصري , وكانت الغلبة في النهاية لارادة الشعوب
ان يوم الخلاص يا ليبيا قد حل , والدكتاتور بدا يعد ايامه الاخيرة , وان شرارة محمد بوعزيزي الذي احرق نفسه سوف تلتهم الجميع , فهو لم يحرق نفسه وحدها , بل احرق معه حقبة لزمن ولى واطاح بحزمة من الدكتاتوريات العتيقة التي هي في طريقها الى الزوال , وان الحريق الذي التهم جسد محمد بوعزيزي سوف لن يتوقف حتى يحرق كل الذين تسببوا بتلك الازمات وذلك الوضع اليائس الذي دفعه الى الانتحار
ما يهمنا اخوتي القراء وبحسب معرفتنا بوضع ليبيا ذات الكثافة السكانية القليلة والمساحة المترامية الاطراف , التي يحكمها اعتى دكتاتور في العالم اليوم , هو ان نكون حريصين على الشعب الليبي ونحذر من ان يتعرض هذا الشعب الى ابادة جماعية على يد هذا الدكتاتور الارعن الذي قد يدفعه جنونه وحبه للسلطة التي يتمسك بها الى التهور اكثر فاكثر , خاصة اذا ما لمس صمتا من العالم او اذا راى عدم المبالاة بما يرتكبه ضد شعبه
واذا لم يسارع الجميع في مد يد العون والمساندة والمؤازرة لهؤلاء الشباب النتفضين

وفي الختام نعزي كل الشعب الليبي لسقوط هذه العدد الكبير من الشهداء خلال فترة وجيزة
كما نؤكد اننا معكم في قلوبنا ومشاعرنا وما تجود به اقلامنا حتى تحقيق النصر الكامل في الزوال الدكتاتورية التي طال امد وجودها على ارضكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العقيد العاقل
رعد الحافظ ( 2011 / 2 / 20 - 12:04 )
عزيزي الركابي الرائع
ضحايا العقيد الليبي العاقل وصل عددهم الى 300 شخص حسب تقارير من الداخل وهناك مرتزقة أفارقة من تشاد بالخصوص يقتلون المتظاهرين بدمٍ بارد بالرصاص الحي ودون حتىمقاومة أو هجوم من المتظاهرين , أوامر أؤلئك المرتزقة قتل كل من يخرج ضدّ العقيد العاقل , الذي قال عن الشعب الليبي , أنّهُ عميل للأجنبي لأنّهُ خرجَ ضدّه
وأكمل ( جنونه ) بالخروج في تظاهرات في طرابلس يُطالب ببقائهِ قائداً للشعب الليبي
يعني شايف , كارتون كريزي تاون ؟ عندما يضرب الملاكمين , حكم النزال بدل تلاكمهم مع بعضهم ؟ ويقوم الجمهور بالتصفيق الحار لهم , بالضبط القذافي العاقل الوسيم حوّل ليبيا بأجمعها الى كريزي تاون أو المدينة المخبولة ههههه
***
مايزعجني من الغرب ( الكافر ) هو سكوتهم عليهِ أو نشرهم على إستحياء بعض الأخبار
في الواقع وصل هذا المجرم الى السلطة وكان عمرهِ 27 عام , وكان ذلك عام 1969 وإستمر الى اليوم فأصبح عمره 69 عام يعني 42 سنة حكم , وكل المشاركين في التظاهرات ضدّهِ اليوم ولدوا في عهدهِ ولم يعرفوا غيره رئيساً متسلطاً وطاغية أرعن
مع ذلك يقول عن نفسهِ , أنّه ليس رئيس ل ليبيا ,إيش تخليلها وتطيب ؟


2 - شكري الجزيل لك
سرحان الركابي ( 2011 / 2 / 20 - 15:19 )
العزيز الرائع دوما رعد
شكري لتعليقك ولاضافاتك القيمة
نعم انا معك ان عدد الضحايا في تزايد وعندما كتبت المقال كان العدد 84 فقط
رغم الانباء تتضارب حول عدد الشهداء والاماكن والمدن التي انتفضت والسبب ان النظام فرض تعتيما اعلاميا كاملا ليخفي جرائمه بحق الشباب الاعزل
فقطع خدمة الانترنيت ولا اعلم ما اذا كان قطع اتصالات الهاتف ام لا
قد يسكت الغرب الكافر لفترة وجيزة لكنه عندما يتيقن من تصميم الشعب الليبي على ازالة هذه النظام فانه سيتحرك ويدعم الانتفاضة كما دعمها من قبل في تونس ومصر
وفي كل الاحوال علينا ان نعتبر العقيد القذافي من الماضي فالشعب الليبي مصمم على طرده , والتخلص من شروره وجنونه وعبقرياته الزائفة


3 - ليبيا الى اين؟
حيدر الهاشمي ( 2011 / 2 / 20 - 21:49 )
اخي العزيز ابو وائل المحترم ان مايجري على ارض الجماهيريه الليبيه الشقيقه هي مجزره بحق احفاد عمر المختارعلى يد اعتق طاغيه العقيد معمر القذافي الذي خرج على شاشات التلفزيون الرسمي وهو يرقص مع اعوانه من المستفيدين من حكمه ومن مرتزقه وبلطجيه,,الايستحيي هذا القائد من دماء ابناء شعبه في بنغازي وغيره من المدن الثائره وقد ملئت جدران الازقه والشوارع وهي خير شاهدعلى يد هذا العقيدالمريض نفسيا والمختل عقليا ,,كفى صمتا قد حان وقت التغير..فاذاالشعب يوما اراد الحياه ..لابدان يستجيب القدر..ان الله معكم وقلوب الاحرار والشرفاء في هذا الفضاء


4 - العزيز حيدر الهاشمي
سرحان الركابي ( 2011 / 2 / 20 - 22:02 )
تحياتي لك عزيزي حيدر
وشكري الجزيل الوافر لمرورك وقراءتك المقال
ومثلما قلت ان هذا الدكتاتور الارعن قد لا يتوانى عن استخدم
ابشع الطرق والوسائل لقتل لشعبه
وهو يمر بحالة من الهستريا والجنون , فلم يكن يصدق
ان هذا الشعب الذي حكمه بالنار والحديد ينتفض فجاة ويعصي اوامره
وها هي الاخبار تتوالى عن ارتفاع حصيلة الشهداء من الشباب الثائر
وها هي اخبار مجازره بدات تتكشف للعالم
لكنه مهما فعل فانه لن يكسر ارادة شعب منتفض وقد قرر الاطاحه به وبنظامه
وان يوم الخلاص لليبيا بات قريبا
اكرر تحياتي وامنياتي ان تستمر هذه الانتفاضة حتى تحقيق اهدافها
وان يحفظ الشعب الليبي من كل مكروه

اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات