الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدمية الحكومة العراقية ... وحتمية التغير

عباس داخل حسن

2011 / 2 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عدمية الحكومة العراقية ... وحتمية التغير
بعد ماحدث في تونس ومصر وماتلتها من احداث في عموم المنطقة من بوادر تغير وتلاحق الثورات ، واتساع التأييد الدولي حيث وصل اعجاب بعض القادة الاوربيين بالثورة المصرية لحد القول : نحن كلنا مصريون .
وسبق وان كتبت ان الدرس ابسط من البسيط ولايستوجب كثير من العناء لفهمه لان الشعوب بكل بساطة تريد استرداد كرامتها وحقوقها المصادرة من قبل زمر حاكمة استولت على كل المقدرات واشاعت فساد غير مسبوق على كافة الصعد ومختلف المجالات وضربت طبقات المجتمع بكل قسوة وكراهية فجاءت ثورات الشعوب التي عرت واسفرت عن كشف وجوه الحكومات وبشاعة حقيقتها وقد تحولت هذه الحكومات الى عدمية مطلقة دون فائدة من اصلاحها والحل الوحيد هو اقتلاعها لانها لاتملك اي مبرر للاستمرار، واسترجاع الشعوب لحقوقها التي كفلتها الشريعة والقانون والمجتمع الانساني في ظل عالم اصبح قرية صغيرة بفضل العولمة والتطور الذي اذاب الحدود واصبح التواصل الانساني والمعرفي بدون حدود تفرضه حتمية التغير وسننها .
المشكلة في العراق اننا نتعامل مع حكومة لاتريد ان ترى واقع الحال المزري للعراق ولاتريد ان تستمع لمواطنيها اوتقرأ مايحصل في المنطقة والعالم ظننا منهم ان طريق وصولهم مقدس عن طريق صناديق الاقتراع متناسين ان من اوصلهم للمنصب هو المواطن الذي مل كذب وعودهم وفسادهم وباعتراف المرجعيات الدينية التي لها الثقل الاكبر في الشارع وهذه حقيقة لايمكن اغفالها اوتجاوزها باي حال من الاحول وقد جيرت لهم الشرعية في كثير من الاوقات والازمات المفصلية خلال فترة مابعد الاحتلال ، وبعد ان بلغ السيل الزبى تقف اليوم معظم المرجعيات الدينية والوطنية مع التظاهرات المطلبية للشعب العراقي بازالة الفساد وتحسين وضع فئات وشرائح الاغلبية التي استلبت مدة سبعت اعوام من ذات الوجوه والاحزاب والكتل التي فقدت وجودها على راس السلطة لاسباب معرفة ولافائدة من تكرارها
في جلسة البرلمان يفاجئنا رئس كتلة التحالف الوطني ابراهيم الجعفري بالتضامن مع الشعب البحريني والشعب الليبي بخطبة رنانة وطنانة وهذا عين الموضوعية والانسانية والشجاعة اذا ما ذكر احداث الكوت والديوانية والناصرية والسليمانية ... ولم يغفلها بالمرة ولايذكرها وكاننا نعيش في ظل دولة المساوات والشفافية والعدل ، ان الحق لايتجزأ ومن غير المنطقي ان نكون انتقائيين في رفع شعار التحرر، وتقمع مظاهرات الشعب العراقي فهذه ازدواجية فجة لاتمت الى الموضوعية بشيء على الاطلاق وعلى البرلمان المنتخب ان يخصص جلسة استثنائية لمعرفة ملابسات سقوط ضحايا من الشعب الذي تظاهر بصدور عارية من اجل رفع المظالم التي لحقت به .
المفاجئة الاخرى كلام رئيس الوزراء نوري المالكي مع جمع من الشباب وحثهم على التصدي للخارجين عن القانون وهنا يقصد المتظاهرين انها رؤية عجيبة لرجل يدعي تعزيز حكم القانون في كل المناسبات ومن الاصل ان حصر ضبط القانون وفق الدستور وبيد الدولة لمنع تجاوزات البلطجية والمندسين والسماح بالتظاهر والتفاوض من اجل معرفة مطالب المظلومين والمهمشين من ابناء الشعب الذي لاسبيل عنده غير التظاهر بكشف السراق والاستلاب الذي يمارس من جهات عديدة تتحصن بالبرلمان والحكومة والمجالس البلدية دون وجه حق اومسوغ قانوني ان مايحصل في العراق لن يكون بمعزل عن مايجري في المنطقة من ثورات لاقتلاع الفساد والمساوات والحصول على الامن والامان وهذه مهمة الدولة
المفاجئة السارة التي كنت انتظرها ياتي اليوم الذي يرفض به احد منصب بكل امتيازاته ويكسر عرف المنصب تكليف وليس تشريف ، لقد تجسد في استقالة السيد جعفر محمد باقر الصدر وهو يشرف اي منصب يتولاه وليس العكس ، وانضمامه مع صوت المتظاهرين وهو سليل الشهيد الاول الذي فجر اكبر ثورة في العراق في زمن الديكتاتورية ودفع حياته ودمه من اجل صرخة الحق في وجه اعتى طاغية مدعوم من معظم دول العالم في ذلك الحين لاسباب معروفة للجميع .
اليوم فضح السيد جعفر محمد باقر الصدر دكتاتورية الاحزاب وفجاجتهها في ادارة الدولة وهذه شجاعة لاتتوفر الا عند الاحرار والمنتمين الى الشعوب والانسانية رافعا شعار جده الحسين (هيهات منا الذلة ) مهما كانت الامتيازات والسلطة وعلى جميع من يؤمن بمبادىء الحسين ان لايرتضي مال السحت ولا اذلال كرسي المنصب لانه زائل مهما طال الزمن وعلى الاحرار في البرلمان ان ينحو الى نفس السبيل من اجل الخلاص من ادران المهانة والفساد وهذه فرصة تاريخية لمساندة الشعب المظلوم والوقوف الى جنبه
ومن خلال قراءة كل المعطيات والنتائج وماحدث بعد الاحتلال لابد ان تاتي لحظة التغير للعراقيين واستعادة حكم انفسهم بعيدا عن المحاصصة والطائفية وشراء الذمم والخلاص من العدمية التي فرضت علينا قسرا مثلما فرضت الديكتاتوريات السابقة من قبل قوى دولية واقليمية وتجربة الشعب المصري مثال جلي غير قابل للثلم او التشويه وعلى الرغم من اختلاف طبيعة وتضاريس الشعوب الا ان التغير قادم لامحال للمنطقة برمتها .


عباس داخل حسن
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - على من تعتب
ستار حسين ( 2011 / 2 / 19 - 22:32 )
تريد من الجعفري ان يتكلم عن معاناة العراقيين لناخذ هذه الواقعتين البسيطة على فساد الجعفري
اولا استلم قطعة ارض في الكاظمية من الاراضي العائدة ملكيتها للشعب وبالضد من قوانين بيع وايجار الدولة وهي هبة من نوري باشا لكل اعضاء البرلمان .قام الجعفري ببيع الارض بملياري دينار وبالامكان التاكد من هذه الوثائق من تسجيل العقاري في الكاظمية والتي اشتراها جواد البولاني .تصور من يقول لهم من ايت هذه المليارات .فماذا تريد الجعفري يتكلم اذ هو شخص فاسد ودعي يتشدق بذكر معلومات مفصومة ليتمظهر انه لديه فكر وفي حقيقة الامر ان خطاباته الفجة تذكرنا بصدام عندما يتكلم عن( المضامين الجوهرية للاسس المتينة في ضوى المسافات والاطر غير التقليدية) هذا هو الجعفري
الواقعة الثانية هي شرع لنفسه قانون تقاعد عندما اصر ان يكون اعلى الراتبين هو المستحق بمعنى هو الان لايستلم راتب عضو مجلس نواب ولكن راتب رئيس وزراء عندما اصر ان يكون الراتب هو 60 مليون دينار ليتنازل عن منصب رئاسة الوزراء .كيف لهذا الفاسد ان تريده التكلم عن معاناة العراقيين

اخر الافلام

.. قضية احتجاز مغاربة في تايلاندا وتشغيلهم من دون مقابل تصل إلى


.. معاناة نازحة مع عائلتها في مخيمات رفح




.. هل يستطيع نتنياهو تجاهل الضغوط الداخلية الداعية لإتمام صفقة


.. بعد 7 أشهر من الحرب.. تساؤلات إسرائيلية عن جدوى القتال في غز




.. لحظة استهداف الطائرات الإسرائيلية منزل صحفي بخان يونس جنوبي