الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ردا على المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير

حسين سليمان
كاتب وناقد سوري مقيم في الولايات المتحدة الامريكية

2004 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


اطلعت على مقالة فرع المنظمة العربية في دمشق ( مقالة لها كتبت في الحوار المتمدن عدد 980) قالت فيها عن توجيه مذكرة إلى هيئة تحكيم جائزة نوبل تطالبهم فيها بحجب جائزة نوبل عن ادونيس بسبب تواطئه مع النظام الدكتاتوري الحاكم في دمشق وأوردت المقالة : تواطؤ أدونيس على مدى حياته الثقافية مع النظام الديكتاتوري الحاكم في دمشق ، ومواقفه المتخاذلة في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ومواجهة القمع الذي يتعرض له المثقفون والأكاديميون في بلاده...)

وأظن الآن بأن فرع المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير مبسوط ومرتاح ذلك لأن هيئة تحكيم جائزة نوبل سمعت كلامهم وراحت الجائزة الى غير أدونيس.
وأرجو أن ينتبه الكتاب العرب في المستقبل خاصة الذين يطمحون إلى نوبل إلى أخذ رضا المنظمة أولا قبل الكتابة والمشي نحو نوبل!

لا أريد أن أخوض في صحة ما ورد في المقالة عن أدونيس وتواطئه الشيطاني مع عالم الظلام كما تلمح له المقالة.
لكنني أقف لحظة على معنى حرية الصحافة والتعبير. فأسأل القائمين عليها عن معنى حرية التعبير – ماذا تعني حرية التعبير؟ هل تعني حرية التعبير للشيوعيين والماركسيين (ومن يظنون أنفسهم بأنهم حاملي لواء الحرية) أم هناك حرية تعبير للآخر الشيطان أيضا؟ فكما هي لك فهي للآخر! فحتى إن وقفت ضد سلمان رشدي ومع الخميني (كما تورد المقالة) فهذا من الناحية المنطقية حرية تعبير- وهي ما تنبني عليه أسس المنظمة- ولا مؤاخذة على الموقف لأنه كما هو الحق لأهل الخير هو أيضا حق لأهل الشر! وإذا سلمنا أن أدونيس كان يحب أهل الشر ولم يحمل سلاحا في عمره لقتل أهل الخير فأن ذلك لا ضير عليه. له الحق أن يختار ما يريده هو كانسان اسمه علي احمد سعيد وليس ما نختاره له. لا يوقع على العرائض ولا يريد أن يكون من المشاركين في الدفاع عن حرية المواطن.
هناك الكثير من المثقفين الذي يقيّم أدونيس من خلال شخصه وليس من خلال أدبه. وهذا برأيي نوع من الجهالة فالرجل إن كان مريضا ومعاقا وعنده مائة علة لا يعدل كثيرا من قيمة النص الذي يكتبه. وهو نص برأيي لم يصل إلى مستواه أحد من الكتاب في هذا العصر واعتقد للسبب نفسه يحقد أشباه الموهوبين عليه ويظنون بأنه يقف في طريق شهرتهم.
يجب أن يفهم الناس- العرب خصوصا ماذا تعني حرية التعبير وعليهم أن يتخلصوا (مع منظماتهم التي لا تغني من جوع في عالمنا العربي) من أمراض لبسوها من دون وعي. فماذا تعني الكلمة والشعار من دون مراعاة حقوق الإنسان الفرد الذي يريد أن يحقق ذاته فوق هذه الأرض ( أن لا يوقع وأن يكره سلمان رشدي على سبيل المثال الخ). فلكل رأيه ولكل خطابه هذا هو عمل المنظمة الأساسي وليس لها أن تدفع الأديب أن يعمل إلى جانبها.
هل للمنظمة العربية للدفاع عن حقوق الإنسان حق في الدخول في هذه المتاهة التي ليست لها؟ فجائزة نوبل- وهذه للإشارة- لا تنظر إلى حقوق الإنسان بالطريقة التي تنظر إليها المنظمة العربية. هذا أولا وثانيا فهي تقرأ الأدب لا كما تقراه المنظمة. لقد وضعت المنظمة شأنها في طريق شبيه لطريق المنظمات الصهيوينة (التي لا تريد لمن هم ضد السامية أن يحصلوا على نوبل!) منظمات تظن أنها قادرة على أن تجعل العالم لعبة لها فتريد له ما تريده هي. وهذا نوع من العنصرية الديكتاتورية –وجه العملة الآخر- ضيق التصور النفسي عن قبول نمط الإنسان المغاير.
لقد تعبنا من شعارات الحرية والنضال والتي تهمل الجانب الفردي- الإنسان لصالح الوطن والمجموع والأرض والتحرير... لم نتقدم حتى الآن خطوة واحدة نحو الأمام بل كل ما أراه هو عودة وتراجع.

هيوستن 7 اكتوبر 04








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة الاختراق الأمني الإسرائيلي للجزائر؟| المسائية


.. 5 ا?شكال غريبة للتسول ستجدها على تيك توك ?????? مع بدر صالح




.. الجيش الإسرائيلي يشن غارات على رفح ويعيد فتح معبر كرم أبو سا


.. دعما لغزة.. أبرز محطات الحركة الاحتجاجية الطلابية في الجامعا




.. كيف يبدو الوضع في شمال إسرائيل.. وبالتحديد في عرب العرامشة؟