الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شباب 20 فبراير : ساعات فقط تفصل وجودنا من عدمه

علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

2011 / 2 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لم تبقى غير ساعات تفصل أصواتنا عن السماء ، ساعات قليلة تشرق بعدها الشمس على صدى حناجرنا الصدئة منذ أمد بعيد ، و بين الأطلس و الأطلسي و الأبيض المتوسط و الصحراء ، ستشع عيوننا رافضة كل أشكال الفساد و التهميش و التسلط . و فيما تستنفر الدولة كل أجهزتها الأمنية و تشحذ أسلحتها ( رغم إعلاننا المسبق بأننا مسالمون ) ، ننتظر بشوق مرور الدقائق و الساعات لنعبر بشكل حضاري عن مطالبنا المشروعة وفق كل الشرائع و القوانيين .

شباب مهمشون هم نحن ، وحدنا الفقر و خيبات الأمل المتواصلة و الرغبة في واقع أفضل من الذي نعيشه الآن ، لسنا عملاء كما نوصف في المنابر الرسمية ، و لسنا جماعة من المخربين كما يفتري البعض ، دافعنا الوحيد هو حاجتنا للشعور بأننا بشر لنا حقوق و وطن يفتح صدره ليحتضن معاناتنا . فأين الضرر في تعبيرنا عن مطالبنا ؟ و أي ذنب ارتكبناه بإعلاننا رفضنا لاستمرارية هذا الوضع ؟

لم تبقى غير ساعات كما سلف الذكر ، تفصل الصمت عن البوح ، الذل عن الكرامة ، وجودنا من عدمه ، ما يعني أن هذا الوقت الباقي هو الفاصل بين مرحلتين تاريخيتين ، فإما أن نكون أو لا نكون . و إذا كانت قوات الأمن تتمركز في مواقعها من الآن و تترصدنا من فوق و من تحت ، فنحن قادمون إليها لا لنواجهها بل لنمنحها درسا في التحضر و الثبات .

و رغم إعلاننا ، أكثر من مرة ، أن مظاهرتنا ستكون سلمية و أن الشباب المشارك فيها لا يدين بدين العنف و الفوضى و التخريب ، فقد وصلتنا أنباء عن نية قوات الأمن ، تفريق المتظاهرين حتى لو تطلب ذلك الافراط في استخدام العنف ، ما سيشكل خيبة أمل أخرى تضاف إلى سابقاتها و سببا كافيا ليعلن الشباب عداوتهم لهذه الأجهزة التي وجدت لحماية المواطن و ضمان أمنه . سناريو لا نتمناه طبعا ، لكننا مستعدون لمواجهته بصدور عارية تنبض بالتضحية .

هذه المظاهرة التي ننتظرها منذ أيام ، ليست ضد الوحدة الوطنية أو شخص الملك ، و هذا يمكن استنتاجه من المطالب المرفوعة ، و إذا تمت الاستجابة إلى هذه المطالب فسنكون قد خطونا خطوة كبيرة نحو الأمام ، نحو واقع مشرق لكل المغاربة على اختلاف توجهاتهم و أعراقهم ، ما سيجعل وضع المغرب على خارطة الدول المتقدمة فكريا و اقتصاديا و اجتماعيا مسألة وقت ، و نتمنى من الملك محمد السادس أن يتذكر بأنه شاب و أن المتظاهرين شباب مثله ، مسؤولون عن وطنهم و أن لهم دورا فاعلا فيه ، ليسوا ضده بل ضد زبانية الفساد الذي نخر كل قطاعات البلاد ، و هؤلاء الانتهازيين تجب محاسبتهم .

سنرفع أصواتنا عاليا غدا و لن نسمح مطلقا بتكميم الأفواه ، لأننا نريد أن نكون كمن قال عنهم الشاعر اليوناني الكبير " يانيس ريتسوس " :

كلما مر الزمن تتخذ أيديهم لون الأرض .
كلما مر الزمن تتخذ عيونهم لون السماء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج