الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب يريد إنهاء الانقسام والاحتلال-

ريما كتانة نزال

2011 / 2 / 20
القضية الفلسطينية


"الشعب يريد إنهاء الانقسام والاحتلال"
إن الدرس الأبرز والأكثر أهمية الذي أفصحت عنه الثورة في كل من تونس ومصر؛ يتجسد في حقيقة أن شعبا متحدا بكل قواه وفئاته الاجتماعية المختلفة وراء هدف مركزي واضح ومحدد؛ سيكون قادرا على شق طريقه بثبات وصولا لتحقيق الهدف مهما بلغت المعيقات أو الصعوبات أو العراقيل التي قد تجعل ذلك يبدو مستحيلا أو بعيد المنال.
لقد أعادت مصر وتونس الروح إلى الجماهير العربية وأعادت الثقة بقدرتها على الوصول إلى أهدافها، وهذا ما تؤكده التحركات الجماهيرية في عدد من البلدان العربية الآسيوية والإفريقية وامتداد رياح المطالبة بالتغيير حتى حدود إيران.. وحسنا فعل شباب فلسطين وشاباتها " بدعم القوى السياسية والمجتمعية بمختلف قطاعاتها" في استخلاص الدرس المباشر على الصعيد الفلسطيني بالتقاطهم الحلقة المركزية، وذلك من وحي شعار الشعب المصري وبما يناسب الحالة الفلسطينية: "الشعب يريد إنهاء الانقسام والاحتلال". حيث تستدعي مهمة إنهاء الانقسام مهمة محورية بوضع حد له ولتداعياته المدمرة التي باتت تهدد كامل مشروعنا الوطني، ومن أجل رص الصفوف والتوحد للخلاص من الاحتلال، أبشع وأطول احتلال في التاريخ المعاصر..
في ضوء التغيير الكبير في مصر، وبعد أن ذرت رياح ثورة يناير الورقة المصرية وأصحابها، وبتوقع عدم جاهزية مصر الشقيقة حاليا للعب دور فاعل على الأقل في الوقت الذي تعمل فيه من أجل تنظيم أمورها، لا بد من الاعتماد على الذات الفلسطينية والرهان على سواعدنا وإرادتنا لإنهاء الانقسام، لأن مفتاح حل معضلة الانقسام بيد الشعب ان توفرت لديه الإرادة لأخذ دوره التاريخي المفترض ووضع حد للمهزلة التي تتوالى فصولها منذ مدة..
الجميع من الشعب الفلسطيني مقتنع بضرورة إنهاء الانقسام، وعلى الجميع أن يمارس قناعته عمليا في ميدان العمل في كل من الضفة وغزة موحدين على المهمة وآلياتها، دون السماح لليأس أن يدخل أفئدتنا. لقد حان الوقت للاعتماد على شعبنا؛ بجميع قطاعاته؛ ليقول كلمته في جميع الشؤون العامة، وحان الوقت لتعبئة الشارع بأهداف الحملة التوحيدية لمعالجة الانقسام ومقاومة الاحتلال.
لا شك بأن الأمر الذي نقدم عليه معقد وصعب، حيث مضى على الانقسام المشئوم أكثر من ثلاث سنوات، وجرت المياه الحارقة والعادمة تحت جسور الخلاف، وتم خلاله تكريس الوقائع الانقسامية المختلفة التي تباعد ما بين الأطراف المختلفة وساهمت في تعقيد إمكانيات الحل، وعملت ديناميات الخلاف بالتجاور مع الإعلام الموجّه على توسيع شقته.
ومن موقع الإقرار بصعوبة الأمر، أرى بأنه لا بد من تعميم المهمة على صعيد جميع القطاعات الفلسطينية في الوطن وخارجه، قطاع المرأة والعمال والشباب والمهنيين وسائر المثقفين والأكاديميين، من أجل أن يضع كل قطاع جماهيري خطة الطريق الخاصة به، وذلك بهدف تعبئة وتفعيل قاعدته وللقيام بالأنشطة والفعاليات المجسدة للمطلب والشعار في إطار قطاعه ومع باقي القوى الأخرى ..فالعمل على صعيد كل قطاع على حده يمكن من التعبئة والحشد للهدف بشكل أفقي وعمودي لجميع مكونات المجتمع بالشعار، ويجسد القناعة على الأرض بشكل أشمل ليصبح مطلب الشارع على الطريقتين التونسية والمصرية، كتيار قوي جارف لا يتوقف إلا بتحقيق المطالب، وصولا الى فرض جلوس الجميع من قوى وفصائل إلى جانب حركة الشارع الاجتماعية على طاولة الحوار الشامل، للتباحث حول آليات وإجراءات حل الخلاف الذي بات مسيئا لنضالنا وتاريخنا، ولدينا من الوثائق المقرة، بدءا بوثيقة الوفاق الوطني واتفاق القاهرة واستخلاصات مجمل الحوارات الوطنية في القاهرة ما يكفي للامساك ببداية الخيط، حينئذ تصبح الدعوة لإجراء انتخابات المجلس الوطني وكذلك الرئاسية والتشريعية من على طاولة الحوار موضوعية وقادرة على أن تشكل مدخلا جديا لإعادة توحيد النظام السياسي ومؤسساته.
في الشارع الفلسطيني، وبعد عدة تجارب لقياس حركته تبين بأن مهمة انهاء الانقسام تبعث الأمل وتكتسب حيوية. فعندما يتوحد الجميع على المطلب يصبح الجميع واحدا، ويصعب التمييز بين الانتماءات والرايات الملونة، وتتعزز ثقة المجتمع بنفسه وبقدرته ليس فقط في طي صفحة الانقسام؛ بل وفي إنهاء الاحتلال الذي تصب حملة إنهاء الانقسام في كسب الزخم لحركة المقاومة الشعبية في ميادين الصراع مع الاحتلال على الأرض، كما يكتسب ذلك أهمية استثنائية في ظل انسداد أفق المفاوضات والانكشاف الأكثر فظاظة لانحياز الموقف الأمريكي بقذفه "الفيتو" مجددا في وجوهنا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانقسام سببه العوامل الخارجية
المتشائل ( 2011 / 10 / 3 - 10:42 )
الانقسام هو نتيجة التجارب التي اجريت على شعبنا الفلسطيني والتي لم يكن للشعب الفلسطيني بها اي خيار لتلافيها فالمطالب الدولية من ناحية والهجمة التي تعرضت لها السلطة من ناحية اخرى وعدم ممارسة القناعة بضرورة قبول الاخر وبأن فلسطين فوق الجميع أدى ذلك الى الانقسام وهو امتداد للانقسام على الصعيد الدولي والعربي فهناك نجد انتماء بقدر المصالح وقد تكون شخصية او حزبية او قبلية او مناطقية .لايمكن انهاء الانقسام الى بناء على برنامج واضح وخالي من النظرات الضيقة فلسطين اكبر من غزة والضفة .

اخر الافلام

.. ماذا تحمل ولاية ترامب الثانية للمنطقة المغاربية؟ | المسائية


.. قصف جوي إسرائيلي متواصل على لبنان يخلف قتلى وإصابة جنود من ق




.. بوتين يهنئ ترامب على انتخابه رئيسا للولايات المتحدة ويبدي اس


.. عودة ترامب.. هل تشتعل المواجهة المنتظرة بين إيران وإسرائيل؟




.. شاهد | اللحظات الأولى عقب قصف مدرسة نازحين بمخيم الشاطئ