الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطة الرئيس أوباما للتغيير

بودريس درهمان

2011 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


خطة الرئيس الأمريكي في التغيير استلهمتها قوى التغيير في منطقة شمال إفريقيا و الشرق الأوسط الممثلة في الشباب و في القوى السياسية التي لها مصلحة في التغيير و أنزلتها إلى الأرض. تتكون هذه الخطة من أربع نقط لا غير:
1. مرحلة انتقالية جد قصيرة
2. حكامة الكترونية عبر النيت
3. براءة الذمة المالية و الأخلاقية للمؤمنين بالتغيير
4. الحفاظ على الوحدة الوطنية و التضامن الوطني
أربع نقط لا غير بدون إيديولوجيات و لا محددات هوياتية و عقائدية، و دائما في إطار الوحدة الوطنية. بواسطة هذه النقط الأربع حقق الرئيس الأمريكي أوباما و عده للأمريكيين حينما قال لهم "نعم نستطيع" " yes we can" و فعلا لقد استطاع الرئيس أوباما حينما اخرج اقتصاد الولايات المتحدة من عنق الزجاجة الذي وضعه فيه الرؤساء الأمريكيين المنتمين إلى عائلة بوش و إلى الحزب الجمهوري.
النقط الأربع لتحقيق حلم الأمريكيين في التغيير فاجأت حتى الأوروبيين، الفرنسيون منهم بالخصوص؛لأن تاريخيا اللغة الانجليزية هي في واقع الأمر ليست إلا لغة من لغات القبائل الجرمانية القديمة؛ لهذا كانت الحكومة الألمانية الأكثر مواكبة لحدث التغيير في منطقة شمال إفريقيا و الشرق الأوسط. أما الحكومة الفرنسية فقد و جدت حرجا كبيرا لفهم ما يحصل و قد ذهب بها سوء تقديرها للأشياء إلى حد تعيين سفير أمني متعجرف عمل على استفزاز المواطنين التونسيين الأحرار، وكأن دماء البوعزيزي و دماء الآخرين الذين سقطوا شهداء في ساحة المعركة لا تعني له شيئا. أما الغلاة العرب فإنهم كعادتهم أمموا التحولات الثورية التي حصلت في تونس و في مصر، حتى قبل أن تحدث، تماما كما حدث لجبهة البوليساريو في مخيم اكديم ازيك لما اضطر وزير خارجيتها التبرؤ من حيثيات هذا المخيم أمام البرلمان الأوروبي...
النقط الأربع لأوباما أغفلها سياسيو منطقة دول شمال إفريقيا و الشرق الأوسط التي تعيش انحباسات سياسية و ديمقراطية غير مسبوقة، فالتقطها الشباب و حولوها إلى برامج نضالية فيها ما هو صريح وواضح و فيها ما هو تكتيكي مؤجل إلى حين أن تنضج الأمور أكثر. المرحلة الانتقالية التي حددها الرئيس أوباما لتحقيق مشروعه في التغيير هي مرحلة انتقالية قصيرة محددة بنص الدستور، امتدت من يوم 5 نونبر 2008، أي يوما واحدا بعد إعلان الفوز في الانتخابات بنسبة 52,9%، إلى يوم19 يناير2009،أي يوما واحدا قبل ترسيمه كرئيس فعلي للولايات المتحدة الأمريكية. بعملية حسابية دقيقة دامت المرحلة الانتقالية التي وطد فيها الرئيس أوباما خطاطة مشروعه الجديد 76 يوما، بما فيها حتى أيام السبت و الأحد. أدارت هذه المرحلة الانتقالية إحدى أقدم و أكفأ مستشاراته السيدة جون بوديستا رئيسة المركز الأمريكي للتقدم بالإضافة إلى بيتير روس رئيس ديوان السيناتور الديمقراطيي طوم داشل.
يوم 4 نونبر 2008 قام الرئيس أوباما بتكليف 450 عالم و عالمة من رجال و نساء السياسة للسهر على إنجاح المرحلة الانتقالية هذه المرحلة الانتقالية خصص لها ميزانية بـ 12 مليون دولار و 11000 متر مربع من المكاتب الإدارية بالإضافة إلى موقع الكتروني تحت عنوان "حكومة التغيير". على المستوى الفدرالي تم تحديد عدد 8000 إطار من الأطر الأمريكية العليا الجيدة التكوين كعدد لاحتلال المناصب الوزارية و الإدارية من أجل تحقيق مشروعه في التغيير؛ و للحصول على هذا العدد، فتح فريق المرحلة الانتقالية تحت قيادة المستشارة جون بوديستا باب الترشيح لكل من تتوفر فيه الشروط العلمية الصارمة و الخبرة الضرورية لإنجاح المشروع. تقدم لشغل هذه المناصب عبر الانترنيت حوالي 145000 إطار و عالم و قامت اللجنة الانتقالية بعملية الاختيار. ضمن المناصب الثمانية ألاف، السابقة الذكر، هنالك حوالي ثلاث مئة منصب وزاري و حوالي ألفي و خمس مئة وظيفة حكومية ينص عليها نظام الفرز للأنصار الحزبيينspoils système الذي وضع أسسه الأخلاقية المبنية على الكفاءة جورج واشنطن و قننها الرئيس الأمريكي اندرو جاكسون على شكل مساطر إجرائية.
أربع نقط إذن بسيطة وواضحة و مستمدة من ثقافة العصر و ليس من التاريخ. حتى الثمانية مئة منصب حكومي التي سيبث فيها مجلس الكونغريس الأمريكي حدد لها الفريق الانتقالي 63 مقياس واضح و دقيق؛ و رغم كل هذه الصرامة المعتمدة من طرف الفريق الانتقالي فاختياراته للمناصب الحكومية المعروضة لم تسلم من الخروقات كما و ضحت ذلك جريدة نيويورك تايمز ليوم 15 نونبر 2009حينما أثبتت بما لا يدع مجالا للشك بأن ما لا يقل عن 12منصبا حكوميا لم تحترم فيها المعايير المحددة.
سواء في تونس، في مصر أو في كل دول شمال إفريقيا و الشرق الأوسط، النقط الأربع المحددة في مرحلة انتقالية جد قصيرة، حكامة الكترونية عبر النيت من أجل التواصل و ذمة مالية و أخلاقية نظيفة، هذه النقط بالإضافة إلى نقطة الحفاظ على الوحدة الوطنية كفيلة بتحقيق حلم التغيير؛ و حلم التغيير تحقق فعلا في تونس و في مصر و الكل يستطيع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - علينا الا نخلط بين امانينا والواقع
بشارة خ. ق ( 2011 / 2 / 20 - 12:47 )
جيد طرح الرئيس اوباما للتغيير ولكن ما حصل في تونس والقاهرة لم تتضح معالمه بعد لا بل هنالك بوادر التفاف على الثورة واضحة في تونس وواضحة ربما اكثر في القاهرة للقوى الشعوبية

اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة