الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديالكتيك عراق الاستراتيجية الامريكية الجديدة بين ثورة االشعب والثورة المضادة وحتمية انتصار الثورة

عبدالصمد السويلم

2011 / 2 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مقدمة
ان على المتابع والمراقب للثورات الشعبية الحاصلة في منطقتنا وفي عالمنا العربي ان يقف باجلال واحترام لثورة شعب تونس ومصر ولانتفاضة الشعب في اليمن وليبيا والعراق والبحرين والجزائر والاردن وبوادر الانتفاضة في غيرها من دول المنطقة وان على المحلل السياسي ان يتابع بتامل بالغ (ارهاصات المستقبل) التغيير في الاستراتيجية الامريكية وخطر الثورة المضادة ويحلل بعمق العوامل الموضوعية والذاتية لانتفاضات هي في واقعها شبيهة بكومونة باريس وثورة(سبارتكوس) المانيا في عام 1919 لتعيد لنا الحياة في جدلات التنظيم الحديدي للحزب اليساري وحكومة مجالس الشعب والثورة الدائمة في تلقائية الفعل الجماهيري المستقلة المرفوضة من قبل السياسة المحافظة يسارية كانت ام يمينية والخلاف في قراءة الحتمية التاريخية بين روزا لوكسمبورغ وتروتسكي ولينين ظهر في رفض شعبي لواقع فوقية القيادات الرجعية للبيروقراطية المحافظة للاحزاب والنخب والشخصيات اليسارية واليمنية على حد سواء اصبجت مفلسة.في تعاملها مع الشعب مبتعدة عن الثورة متبنية سياسة راسمالية بذريعة اصلاح السلطة عن طريق ادارة الصراع برلمانيا ولقد اخفقت فيه جيث ادى ذلك الى ،كما اننا نلاحظ الان انتصارا لفكرة (ان المظاهرات والاضرابات العامة وصولا للعصيان المدني كفيلة باعادة السلطة والسيادة المسلوبة الى الشعب)واكدت تلك الانتفاضات الراهنة حقيقة ان الصراع الطبقي هو المحرك الاساسي لحركة التاريخ لقد اثبتتا الانتفاظات الشعبية إن أزمة قيادة الحزب الثوري لا يمكن ان تحل باسليب بيروقراطية تنظيمية ولا يمكن ان تحل بمجرد ايمانها بالحتمية الموضوعية لحركة التاريخ بل بالنشاط الواع ليس للطليعة النخوبية فقط والتي ظلت في عزلة عن الشعب قبل الانتفاضات الاخيرة من جراء ازمة الثقة بالذات او بالجماهير بل ان اكتساب الثقة بالنفس وبجماهير الشعب والقدرة على الاعداد والتنظيم لحركة الانتفاضات واعادة الاتصال والاندماج مع قطاعات الشعب هو ما ادى الى انتصار الانتفاضات وتسارع وتيرة التحرك والوعي الشعبي .

التغيير الاستراتيجي الامريكي ازاء الانتفاضة الشعبية
تثار تساؤلات عديدة حول الموقف المتردد والمتخادل في دعم امريكا للانظمة العميلة لها في المنطقة في مواجهة الثورات الشعبية .ومن المؤكد ان الولايات المتحدة مستعدة لدعم حلفائها او عملائها على الاصح في المنطقة ما زالوا في خدمة تلك المصالح أي كان ذلك الحليف يساريا ام يمينيا ومن المؤكد ان الانظمة غير الصالحة للعمل المستمر في خدمة تلك المصالح يجب التخلي عنها من قبل امريكا ولقد كان ذلك واضحا في الماضي الا ان قوة وسرعة التخلي المدهشة في الثورات الحالية في تونس ومصر سببت رسوخ قناعات خاطئة على وجود دور امريكي خفي في دعم الثورات الشعبية وفي اسقاط تلك الانظمة لكن الواقع غير ذلك.
العوامل الموضوعي والذاتية ة للتغيير الثوري في المنطقة والتغيير الاستتراتيجي الامريكي
1-انهيار الطبقة الوسطى في المجتمع وارتفاع مستوى الفقر لدى شرائج اجتماعية واسعة الناتج جراء التضخم وانخفاض القدرة الشرائية للمواطن وارتفاع معدل البطالة فضلا عن انهيار التنمية الاقتصادية والاستثمار المحلي جراء الفساد الاداريوتفشي الامراض الاجتماعية من عنف وجريمة منظمة وامراض ادمان وتجارة بشرية جراء ذلك كله في مقابل ظهور شرائح طفيلية حاكمة مترفة معزولة اجتماعيا وسياسيا عن عامة الشعب.
2- انهيارسمعة الولايات المتحدة الامريكية جراء الحروب التي خاضته في المنطقة والعالم الثالث امام الراي العام الوطني والامريكي والعالمي المعادي للحرب والمعادي لدعم الانظمة الديكتاتورية مما يشكل قوة ضغط فاعلة ضد القرار الامريكي لما سببته تلك الحروب من ولايات في دمار وقتل وجرائم ضد الانسانية اسقطت الدعاية الامريكية حول السلام والديمقراطية.
3-السعي الامريكي لاسقاط الانظمة الشمولية كنموذج حكم شائع في المنطقة للانتقال الى تكريس العولمة الاقتصادية في تهميش دور الدولة الوطنية لصالح تكريس دور الاستثمار الاقتصادي الاجنبي كلوبي فاعل في عملية إعادة إنتاج السلطة ولذا نرى ان الانتفاضات الحالية لم تحمل شعارات ايدلوجية وكان الصراع الطبقي هو المولد الحقيق للحركة العفوية الشعبية كما نلاحظ اصرار الولايات المتحدة على عدم قمع الانظمة المفرط للانتفاضة الشعبية بذريعة الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان.
4-الانفتاح الاعلامي وسرعة الاتصالات الذي فرض نفسه كامر واقع سمح بمزيد من الحوار والتقارب الانساني والكراهية للحروب والصراعات الدموية وساهم في تحشيد وتعبئة الجماهير للانظمة الشعبية مع تضامن الكثير من القوى السياسية والمنظمات الشعبية ووسائل الاعلام مع الانتفاضة الشعبية وساهم هذا الانفتاح في قبول الاخر وقبول التنوع والسلوك المتحضر في ادارة الصراع السياسي الذي ظهر في وعي شعبي يمنع من استغلال الحراك الجماعيري من ان يتحول لتحقيق اغراض اثنية او فئوية او ان تظهر اثار تدمير لاية من حروب اهلية او تمزق لاوصال الوطن في الصراع السياسي حول السلطة لتصبح الديمقراطية امر واقع ولذا كان الحراك الشعبي محاولة لاستعادة السلطة لصالح الشعب حيث ساهمت الرغبة في الاستقرار والانتعاش الاقتصادي في دفع الشباب المثقف لقيادة حركة الجماعير نحو العمل السلمي في نقل السلطة.
5-ساهمت الازمة الاقتصادية العالمية في اسقاط مبدأالانفراد بالقوة في العالم بالنسبة الى الولايات المتحدة الامريكية بل وساهم في انهيار القوة الامريكية حيث تحطمت اسواق عالمية جراء تردي الوضع الاقتصادي لمعظم دول العلم الثالث مما اعاق استهلاك الانتاج الامريكي المرتفع التكليف ازاء انخفاض دخل الفرد في العالم الثالث.
6-نجم عن ما تقدم كلها تحت ضغط الراي العام الجمعي الرافض للصراع العنيف والراغب في السلم العالمي وتكريس الديمقراطية الاضطرار الى الى السعي نحو انهاء الصراعات المسلحة الكبيرة والاكتفاء بصراعات صغيرة محدودة خدمة لتجارة السلاح والطبقات الحاكمة المحلية.
7-ساهمت عبثية الصراع الاثني غير الحضاري في الدول الفقيرة الى المزيد من انخقاض مستوى دخل الفرد وانهيار المستوى الثقافي والتعليمي مما مكن من خروج الكثير من الاسواق عن مسار الانفتاح الاثتصادي العالمي تمكنت فيه الجماعات اليمينية المتطرفة من ادخال المنطقة في صراعات محهولة النتائج تعيق الاستقرار الوطني الذي كانت تسعى اليه الولايات المتحدة واسرائيل في الشرق الاوسط الجديد ضمن نظرية الفوضى الخلاقة لتخرج تلك الدول من المنظومة الدولية وتعيق التحاقها بمسار الركب الحضاري وتعيق حركة التاريخ. ولقد لعبت النخبة المثقفة من الشباب في قيادة الشرائح الواسعة في المجتمع للضغط ضد الحكومات من اجل منعها من اشعال الانفجار الاثني الداخلي وكشف تورط الاحزاب الحاكمة في الصراعات الدينية والاثنية وسعيها الى التلويح بخطرة الحرب الاهلية وتكريس الاستسلام للامر الواقع بلتويح السلطة الحاكمة برعب فقدان الامن والاستقرار ووهم تجزئة وتمزق الوطن.
8-لايمكن انتصار العولمة دون انتصار الديمقراطية ولا يمكن تحقيق أي استقرار ونمو وانفتاح اقتصادي حقيقي دون ديمقراطية ولذا ترى الكارتلات الكبرى ان من مصلحتها قيام الديمقراطية في الشرق الاوسط كسوق دولية هامة لان الاستقرار معناه ارتفاع مستوى دخل الفرد مما يرفع من مستوى استهلاكه للانتاج الامريكي المرتفع التكاليف ازاء المنتوج الاسيوي كما المزيد من الانفتاح الثقافي سيؤدي الى الحوار وقبول الاخر مما يبعد التطرف الديني المعادي للغرب في نظر الاستراتيجية الامريكية وقمع الديمقراطية يعيق ذلك كله حيث ان انخفاض مستوى دخل الفرد ناجم عن انهيار التنمية الاقتصادية الثاجم عن الفساد الاداري وارتفاع نفقات التسلح ونفقات الاجهزة الامنية مما يعني خسارة لاسواق مهمة وهو يعني اعاقة في الانتاج الصناعي للدول الغنية واعاقة لمستوى دخل الفرد الامريكي في اخر المطاف في الوقت الذي فشلت فيه خطوات الانفتاح الاقتصادي جراء الفساد الاداري والتوتر السياسي الذي تقتات عليه انظمة الرعب ضمن نظرية المؤامرة القمعية الذي تسبب في حالة انهيار حضاري على المستوى الثقافي حيث انتشر قمع ورفض الاخر وانتشر التطرق الطائفي والاثني وتكرس ثقافة العنف جراء انعدام التنمية الافتصادية .
ان ارتفاع دخل الفرد وارتفاع قدرته الشرائية على شراء المزيد من المنتجات الترفيهية الحديثة التى تنتجها الدول المتقدمة هو ما تعمل على اعاقته الدول الاستبدادية حيث ينتشر فيها الفساد وانعدام امتلاك لاي خطة تنموية ناجحة وتعزيز سياسات اقتصادية تزيد من دخل الفئة القليلة من كبار الموظفين الفاسدين وشريحة رجال الأعمال الطفيليين المتعاونة مع الفساد زيادة ضخمة مفرطة، ادت إلى إاستنزاف المواطنين بالضرائب وزيادة البطالة وانخفاض مستوى دخل المواطنين اضافة الى البطالة المقنعة وزيادة الأسعار وانخفاض أجور الكفاءات الحقيقية(التكنوقراط) وتهميش دورها وتدهور سوق العمل في مزيد من انحطاط مستوى دخل الأفراد وارتفاع مستوى الفقر مما يؤدي الى انخفاض مستوى التعليم ولانتشار الفكر الرجعي الظلامي ومزيد من التطرف العنيف في الصراع السياسي والاجتماعي فضلا عن انتشار الفساد الاخلاقي الاجتماعي والجريمة المنظمة ومافيا الدعارة وتجارة السلاح وتجارة المخدرات والاعضاء البشرية مما يعني استحالة للتطور الاقتصادي واستحالة نمو الاستهلاك والاستثمار الصناعي والتجاري في السوق المحلية وبالتالي سيكون هو مما يلحق ضررا في الانتاج العالمي ويعيق المصالح الاقتصادية للدول الغنية في اسواق العالم.
خطورة الثورة المضادة
انه فضلا عن مجهولية المستقبل هناك رغبة امريكية في ابقاء الانظمة الحالية مضمونة الولاء مع تغيير شخصيات قيادية في تلك الانظمة وتكريس ديمقراطية صورية مقرونة برفاهية اقتصادية متواضعة كما انه نظرالان هناك كارتل احتكاري لتجارة السلاح يعيش على الازمات ولوجود قوى اقليمية ودول جوار ديكتاتورية وقوى سياسية محلية حاكمة معادية لارادة الشعب ولفشل القوى اليسارية التقليدية في الاخذ بزمام المبادرة في قيادة الحراك الشعبي ونظرا لعدم الخبرة في العمل السياسي لدى قيادات الانتفاضة وضعف الوعي الجماهيري في ادارة الصراع هناك امكانية كبيرة من احتواء الثورة وسرقته من خلال الحرب النفسية وسياسة الترغيب والترهيب(العصا والجزرة)ا تكم خطورة الثورة المضادة ضد الانتفاضة العراقية ولا يكمن حل الازمة وانتصار الثورة الحقيقية الا من خلال الارادة الفولاذية في عدم قبول اي تنازل او احتواء او تسلط او تسلل لقيادة الثورة من قبل الاحزاب او الشخصيات او الاجهزة الحكومية التقليدية كما يجب العمل على تشكيل لجان شعبية واسعة النطاق لقيادة الانتفاضة الشعبية سواء لجان الحماية والدفاع الشعبي ام اللجان الخدمية فضلا عن لجان الحوار السياسي واللجان الاعلامية والقانونية لتشكيل وحدها حكومة تكنوقراط وجمعية تاسيسة مؤقتة لكتابة الدستور والتهميد للانتخابات العامة والا فان الثورة ستكون في خطر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب