الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة من شيوعي سوري قديم إلى الشيوعيين وكل الوطنيين في سوريا

محمود الحمزة
(Mahmoud Al-hamza)

2011 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


أتوجه بالتحية لكل الشيوعيين والوطنيين السوريين المدافعين عن حقوق الشعب ومطالبه العادلة في الحرية والعدالة والكرامة.
وأود أن أكتب بضع كلمات لأعبر عن شعوري تجاه ما يحدث في العالم العربي وما هو موجود في سوريا وبالتالي عن دور الشيوعيين السوريين وما يجب أن يفعلوه على وجه السرعة لكي لا يفوتهم قطار الثورة.
إن ثورة الشعب التونسي البطل التي قضت على نظام بن علي المستبد والفاسد، وثورة مصر العظيمة التي هزت العالم والتاريخ بعنفوانها وبخصائصها المشرفة والتي أسقطت نظام مبارك وأزلامه مصاصي دم الشعب وظالمي الفقراء وجلادي الأحرار، وما يتبعها من انتفاضات شعبية في ليبيا ضد الطاغية الممثل الكوميدي القذافي وفي اليمن ضد الرئيس المتخلف علي صالح وكذلك الأحداث الشعبية في البحرين وغيرها من البلدان العربية، كل ذلك يؤكد حقائق عدة أهمها:
1- إن انتفاضات الشعوب سبقت بشكل واضح حركات المعارضة بكافة ألوانها الشيوعية واليسارية والقومية والإسلامية، وعصب تلك الاتفاضات هي فئة الشباب التي تتعامل مع أحدث تكنولوجيا المعلومات المتمثلة في الانترنت والفيس بوك والتويتر والموبايل وغيره.
2- إن جوهر تلك الانتفاضات والثورات الشعبية هو مطالبة الناس بالكرامة والحرية ورفع الظلم والقمع الممارس ضد الشعب بكافة فئاته.
3- مطالبة الناس بالعمل والخبز والمعيشة الإنسانية اللائقة في وقت حدث فيه فرز طبقي صارخ بين عصابة تتحكم بمقدرات البلاد وتمتص خيراته وتمتلك المليارات وبين ملايين الفقراء الذين أصبحوا تحت خط الفقر ولا يجدون حتى ماء الشرب ولا الخبز ولا العناية الصحية ولا التعليم ولا الحياة الآمنة الكريمة.
4- في تلك الثورات شاركت كل فئات المجتمع بألوانها القومية والدينية والطائفية والمذهبية، كلها قامت ضد الظلم والطغيان والاستبداد بالسلطة والثورة، وهي مجتمعة بوحدة وطنية نادرة من نوعها. علماً أن الأنظمة العربية البائسة تخوف العالم والشعب من حدوث انقسامات طائفية بين المسلمين والمسيحيين مثلاً أو بين العرب والأكراد أو بين السنة والعلويين وغيرها. كل ذلك الكلام محظ مزاعم للأنظمة لتطول أعمارها. ولكن الحقائق أثبتت كذب تلك المزاعم. وميدان التحرير في القاهرة يقدم كل الأدلة على ما اقوله.
5- العداء للسياسة الأمريكية الرامية إلى فرض نموذجها الديمقراطي المشوه في العالم (كما فعلت في العراق وأفغانستان) لكي تهيمن على ثروات الشعوب وكذلك سياسة العدوان الإسرائيلية وممارساتها اللإنسانية ضد الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة مؤخراً وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة في دولة مستقلة يجتمع فيها شمل الشعب الفلسطيني على أرض أجداده التاريخية، كل ذلك شكل مادة قوية للاحتقان وكره النظام الدولي العالمي ذو المعايير المزدوجة في التعامل مع الأحداث ومع قضايا الشعوب. وآخر مثال على ذلك استخدام أمريكا بكل وقاحة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد قرار يدين الاستيطان الصهيوني. تصوروا أن الإدارة الأمريكية (أوباما) شغلت العالم وألهت العرب بشكل خاص لعدة أشهر بأنها تدين الاستيطان وأنها تضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان ولكن إسرائيل تجاهلت تلك المطالب الأمريكية الزائفة والخادعة.
6- العداء لأمريكا وللصهيونية ولاتفاقيات السلام (الاستسلام) بين مصر وإسرائيل لم يأخذ حيز الصدارة في مطالب وشعارات الشباب الثائر، فقد جاءت في المرتبة الثانية من حيث التركيز، مما يدل على أن القضايا التي تلامس المواطنين مباشرة هي التي حركت الشعب وأهمها المطالبة بالحرية والكرامة والعمل والخبز ومحاربة الفساد.
7- لطالما نشرت السلطات الحاكمة دعايات بأن أي تغيير في النظام سيؤدي بالضرورة إلى استلام الأخوان المسلمين للسلطة. وهذه أيضاً أكذوبة من أكذوبات النظام المفلس. ففي تونس وفي مصر وفي اليمن وفي ليبيا لم يرفع شعار إسلامي واحد بل كانت المطالب الشعبية والاجتماعية والسياسية الديمقراطية هي في الواجهة. وحتى أكبر السياسيين والمحللين والمستشرقين المعروفين في العالم يؤكدون بأن المعطيات الجديدة التي نشهدها في العالم العربي تؤكد على حقائق جديدة وهي أن الخطر الأكبر قادم من الأنظمة نفسها ومن الدول الأوروأطلسية وليس من الأخوان. كما أن أخوان اليوم ليسوا هم أخوان الأمس فقد حدثت تغيرات فكرية كبيرة بينهم وأصبحوا ينادون بالديمقراطية والمساواة والمجتمع المدني ونبذ الطائفية. وتركيا خير دليل على ذلك.
8- من الغريب أننا نحيي المقاومة الوطنية والفلسطينية اللبنانية ولا توجد داخل سوريا أي مقاومة لإسرائيل للعمل على تحرير الجولان ولواء اسكندرون السليب. اليست هذه مفارقة في الخطاب الرسمي السوري؟
9- والغريب أن النظام السوري يحيي الثورات الشعبية الديمقراطية التي قضت على الديكتاتورية وأنظمة القمع والفساد والتسلط والظلم في البلدان العربية ولا تتذكر أن للشعب السوري نفس المطالب يتمناها ويحلم بها ولكنه حتى وقت قريب يخاف من طرحها وحتى أحزاب المعارضة بكافة فصائلها تخشى من طرح قضايا الشعب بشكل صريح وجريء لأن البلد تحول إلى سجن كبير.

لذلك كله تُطرح مهام كبيرة ملحة وغاية في الحيوية والسرعة أمام كل المخلصين والصادقين في سوريا للدفاع عن حقوق الشعب في الحرية والكرامة ولحماية البلاد من كارثة مستقبلية.

وقبل كل شيء أتوجه إلى الشيوعيين السوريين وقيادات الفصائل الشيوعية في سوريا.
- ألم يحن الوقت لكي تتخلوا عن نظراتكم الحزبية الضيقة وتقوموا بانعطاف ثوري نحو وحدة جميع الفصائل الشيوعية تحت شعار تحقيق الاشتراكية والعدالة والحرية والديمقراطية لكل فئات الشعب بدون تمييز على أساس قومي أو طائفي أو ديني. إن واقع الشيوعيين ليس غريب عنكم وأنتم الأدرى به، حيث ترك التنظيمات الحزبية الشيوعية آلاف مؤلفة من خيرة الشيوعيين وخاصة من المثقفين ومعظمهم في الاغتراب والبلد بحاجة ماسة لتلك الطاقات. والاغتراب مشكلة أخرى تتعلق بالهجرة القسرية وسياسة التهجير التي تفرح لها السلطة السورية لتتخلص من العقول المتنورة والوطنية.

- ألم يحن الوقت لكي يعلن من هم في الجبهة الوطنية التقدمية التي يأس الشعب منها ومن سمعتها السيئة كونها أداة مفضوحة بيدالنظام ليبرر ويبارك أفعاله وسياساته الداخلية والخارجية.

- ألم يحن الوقت لكي ينزل الشيوعيون والوطنيون من اي موقع كان إلى الشارع إلى جانب الشعب ليطالبوا بحقوقه ويساعدوه على بلورة أسلوب نضاله وتنظيم احتجاجاته.
أخشى أن يفوت القطار على الشيوعيين السوريين وكل أحزاب المعارضة الوطنية كما حدث في تونس ومصر وفي اليمن وفي الجزائر، وعندها ستنتهي تلك الأحزاب وتدفن في مزبلة التاريخ لأنها تغرد في وادي والشعب في وادي.
فكل ما تعلنه هذه الأحزاب من شعارات يكتب في المكاتب الفاخرة وينمق بأسلوب لغوي فصيح ولكن ليس فيها روح لأنها مكتوبة بلهجة العقود الغابرة ولا يقرأها أحد، بل لا يثق بها أحد من الناس الفقراء. والدليل أنه لا يوجد مسؤول حزبي شيوعي أو معارض مشارك في الجبهة يعيش حياة فقيرة أو حتى متوسطة. فكلهم يتلقون معونات من النظام بطرق مختلفة وبذلك فهم حريصون على الحفاظ على مكاسبهم الشخصية ولكن تحت غطاء الدفاع المزعوم عن جماهير الشعب.
لماذا لا تعلنوا أيها الشرفاء في سوريا حملة إعلامية واحتجاجات شعبية تفضح ما يحدث لمليون مواطن سوري من أبناء المحافظات الشرقية اضطروا للهجرة والنزوح بسبب العطش والجوع وانعدام أبسط مقومات الحياة الإنسانية. أليست تلك كارثة وطنية كبرى يجب إعلان حالة الطوارئ من أجلها. أم أن قانون الطوارئ المشؤوم مخصص لقمع الناس وإذلالهم وإفقارهم.
ما يجري في سوريا أمر غريب فالشيوعيون يتحدثون بإعجاب، مثل الحزب الحاكم، عن الثورات والمقاومات الوطنية الشعبية في العالم بما فيها في أقرب الدول العربية المجاورة لسوريا، ولكأن سوريا ليست في خارطة العالم وهي خارج الزمان والمكان ولا يمسها الكلام فهي تعيش في برج عاجي وكل شيء ممتاز. فيكفي التأكيد على وجود الصمود السوري ضد الضغوطات الخارجية ، أما الوضع الداخلي فيكفي التذكير به وليس في كل الأوقات لكي لا يفهم من ذلك بأن تلك الأحزاب تنشر الوهن في روح الأمة. وكأن الأمة بقي فيها روح وبقي فيها كرامة وتتمتع بمقومات الحياة الإنسانية.
لماذا لا تطالبون أيها الشيوعيون والوطنيون والشرفاء السوريون بإطلاق سراح كل معتقلي الرأي والسجناء السياسيين في السجون السورية.
لماذا تسكتون عن المطالبة باطلاق سراح المحامي هيثم المالح ابن الثمانين المدافع عن حقوق الإنسان في سوريا.
لماذا تسكتون عن اعتقال وسجن الشابة السورية طل الملوحي التي حكم عليها بالسجن 5 سنوات بتهمة زائفة ومفضوحة بعمالتها للمخابرات الأمريكية. فما هي الخدمات التي يمكن أن تقدمها شابة في مثل عمرها للمخابرات الأجنبية. إن الحقيقة هي أن طل الملوحي فتاة تحلم بالحرية والتغيير في سوريا وقد كتبت اشعاراً عن ذلك في مدونتها مما أغاض السلطات السورية فحتى الحلم محرم وممنوع على الشعب السوري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أمر موسف
حقي العراقي ( 2011 / 2 / 20 - 16:08 )
يبدوا ان ( الرفاق ) في سوريا يناضلون ضد الامبريالية بطريقتهم الخاصة .. الارض السورية محتلة وينادون بتحرير العراق !! ارضهم محتلة ويسبحون بحمد وريث السلطة لانهم ورثوا حزب بكداش الى الزوجة ومن ثم الى الابن وبعدها الى الحفيد .. كما هي سلطة الاسد
لكن بالتأكيد الشيوعيين السوريين الشرفاء لهم دورهم ومكانتهم في مقاومة سلطة البعث السوري ودكتاتورية النظام بحرسه القديم والجديد . وات لناظره قريب


2 - عاش الفيس بوك والانترنيت
آلان كاردوخ ( 2011 / 2 / 20 - 22:22 )
أخشى أن يفوت القطار على الشيوعيين السوريين
فقط هذه الجملة اقتبسها من السيد قوتلى
يااخي لاتخشى من شئ مازال ومادام هناك خطاب خشبي ويذكر في مقدمة اي خطاب او مقال لشوعي آلا وهي الامبريالية والصهيونية والرجعية والمقاومة ولاستعمار والعملاء ووو
يااخوتى اختشوا من هذه الكلمات
اولا مالنا الان والامبريالية وشعوب المنطقة تثور وتنتفض
, بعدما يتخلص الشعب من الدكتاتورية المستبدة وحزبها الفاشي وجبهتها وذنبها وبوقها الخشبي يمكننا ان نضع حدا للامبريالية
الشعب السوري في واد والشوعيون السوريون في رؤوس الجبال والصحارى
اود ان اطمئن الكاتب لاتخشى وضع في بطنك بطيخة صيفية فاالحزب بخير والرفيقة وصال بخير والرفيق عمار بكداش بخير والرفيق يوسف فيصل بخير يوالرفيق قدري بخير وووكفى ان العائلة بخيرومناصبهم ورواتبهم بخير
اللي اختشوا......
فليعش حزب الطبقة العاملة هذا اذا وجد طبقة في سورية فالشعب كله عامل عفوا عبيدا لآل الاسد وبشهادة حسن سلوك من الحزب الشوعي البطل عفوا من الاحزاب الشوعيىة البطلة في سورية
ويبدوا ان السيد الكاتب ايض في واد او فوق قمة جبل
عيش يابطل
فكل الشوعيون ابطال طبعا في سورية

اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث