الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحـو تطويـر أداء نـواب الـبـرلمــان

شمس الدين العجلاني

2004 / 10 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


كثر الحديث عن الديمقراطية في عصرنا هذا حتى قيل عنه انه عصر الديمقراطية أو إن صحت التسمية عصر إصلاح الديمقراطية وتطويرها, فالصحف ومجلات على مساحة الوطن العربي تطالعنا يوميا بدراسات ومناقشات حول الديمقراطية ومفهومها وتعددها فمنهم من قال بأنها ( حكم الشعب للشعب ) ومنهم من قال بأنها ( حكم الأغلبية ) ومنهم من قال بأنها ( حكم ممثلي الشعب المُنتخَبين ) .... وغيرها . كما تعددت صفاتها بحسب واصفها ومصلحته , من ( الديمقراطية الشعبية ) إلى ( الديمقراطية البورجوازية ) إلى ( الديمقراطية البرلمانية ) إلى ( الديمقراطية الثورية ) و000 ويأتي في مقدمه هذه الديمقراطيات الديمقراطية البرلمانية والتي من المفروض أن يكون أعضائها منتخبون من الشعب مباشرة وبذلك يكون عضو البرلمان هو ممثل الشعب و ضميره ووجدان الأمة، وصوت مختلف شرائح المجتمع بفئاته و تياراته واتجاهاته السياسية والدينية و.. وبالتالي يلقى على عاتقه مهمة كبيرة وجسيمة من خلال سعيه إلى تحقيق أهداف وطموحات وأماني هذا الشعب, الذي انتخبه , ورفع مستواه المعيشي الحياتي والأسري وحل مشاكله ضمن مبدأ العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص أمام الجميع وفي المقدمة شرائح المجتمع من ذوي الدخل المحدود من العاملين في الدولة أو القطاع الخاص , و بقدر سعي هذا النائب في العمل لتوسيع رقعة الحريات وتكريس مبدأ الشفافية والديمقراطية وترسيخ حرية الفكر والكلمة والتعددية،وبقدر محاربته كافة مظاهر الفساد والبيروقراطية والمحسوبية... بقدر ما يجعله الأقرب للغاية التي جاءت به تحت قبة البرلمان, فهل تنطبق هذه الصفات السالفة الذكر على معظم ممثلي الشعب في البرلمانات العربية وهل أعضاء البرلمان على درجة من الكفاءة و المسؤولية في تحمل تلك المسئوليات والمهام البرلمانية 0؟ ولا نعني أن الكفاءة مشروطة بالشهادة الدراسية ففي برلمانات العالم لا يشترط في عضويه البرلمان شهادة دراسية معينه بل تشترط بعض القوانين الإلمام بالقراءة والكتابة للمرشح لعضويه البرلمان وكم من برلماني لا يحمل شهادة دراسية عليا له مواقف ومناقشات و00 يعجز عنها غيره 0؟ فالبرلمان يشترطه على البرلماني الناجح أن تكون الحياة هي مدرسته الأولى 00
نعود لنقول هل أعضاء البرلمان على درجة واحده من الكفاءة و المسؤولية و حسن التصرف في تحمل المسئوليات الوطنية والقومية والمهام البرلمانية 0؟ فلو تابعنا أخبار البرلمانات العربية ورؤساء هذه البرلمانات على صعيد العمل التشريعي والرقابي أو على الصعيد الشخصي كوننا نعتقد كما يعتقد العديد منا أن لهذا النائب مكانه مميزه في المجتمع فكل أعماله وتصرفاته هي محط أنظار المجتمع ومكان تقدير أو استخفاف هذا المجتمع , لتبين لنا أن أسئلتنا تظل أجوبتها معلقة في الهواء طالما أغلب هؤلاء النواب بعيدون عن ناخبيهم ومجتمعهم ويسعون وراء المكاسب الشخصية لهم ولزبانيتهم , ومرد ذلك عن قصد ودراية لان هذا البرلماني ليس على مستوى العمل الموكل إليه وقد طغت لديه المصلحة الفردية على مصلحه المجتمع وهذا من اصعب العوائق أمام العمل البرلماني وتطوره خاصة إذا كان هذا البرلماني يستند الى قاعدة مادية قويه أو يخضع في عمله ومستقبله السياسي لميزان المحسوبيات أو قد يكون عن غير دراية كون هذا البرلماني غير مؤهل فكريا لمهمته000؟ صحيح أن هنالك نواب يسعون بكل جهد لتحقيق المسؤوليات الملقاة على عاتقهم ولكن يبقى هؤلاء قلة على مساحة الوطن العربي والصحف والمجلات تطالعنا يوميا بأخبار لا يحسد عليها أعضاء البرلمان فمن الفساد الذي يعاني منة بعض أعضاء مجلس الشعب المصري وتهرب قرابة ال22 من نوابه من التجنيد إلى معاناة أعضاء مجلس الأمة الكويتي وسعيهم إلى إلغاء حصص التربية الموسيقية من المدارس إلى قضية نانسي عجرم في البرلمان البحريني وابعاد المرأة عن عضوية مجلس الشورى السعودي و مجلس الأمة الكويتي 00 إلى العديد من القضايا التي دعت البرلمان السوري لرفع الحصانة عن عدد من نوابه 00؟إلى الوقوف ضد البرلمان اليمني بسبب إرساله رسالة تضامنية مع الامه العربية إلى القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ 000الى الحديث وراء الكواليس عن ممارسات رؤساء البرلمانات وضلوعهم بقضايا 0000؟ فهل هؤلاء النواب الذين حازوا على الثقة التي أولاها الشعب لهم حينما انتخبهم للبرلمان كنواب للشعب، وهم محدودو الإمكانيات إزاء الرسالة الجماهيرية المنوطة بهم بسبب عدم إجادتهم لغة المبادئ الديمقراطية واللعبة السياسية والبرلمانية، وعدم قدرتهم على التمييز في ترتيب القضايا في سلم الأولويات..... هل هؤلاء النواب سيعملون على تحقيق أهداف وطموحات وأماني هذا الشعب, الذي انتخبهم , ورفع مستواه المعيشي الحياتي والأسري وحل مشاكله ضمن مبدأ العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص أمام الجميع, لعل ما يؤسف له القول أنه في ظل هكذا نواب تظل مطالب الشعب صعبة المنال. ومع هكذا نواب تظل الملفات الساخنة والمهمة في الأدراج تعاني مزيداً من التغييب والتهميش.. ومع هكذا نواب تبقى السلطة التنفيذية بمنأى عن المساءلة حول القضايا الأكثر أهمية والحاحاً... والاهم من هذا وذاك تبقى أحلام وأماني الشعب في عالم النسيان0
إن من الأهمية بمكان التأكيد على القول أن هؤلاء النواب قد وصلوا إلى قبة البرلمان بالرغبة الجماهيرية برغبة الشعب الذي وضع في اعتباره أن مهمات هؤلاء النواب ليست مهمة تشريعية فحسب لكنها أيضاً مسؤوليات سياسية وأخلاقية وأمانة تاريخية وإنسانية ومبدئية...
لعل الأسئلة التي تتداعى للأذهان كثيرة,ويبقى السؤال الأهم, هل حقق هؤلاء النواب ولو شيئاً من متطلبات الشعب0؟
و هل سيحقق هؤلاء النواب في المستقبل المنظور أهداف وطموحات ناخبيهم الذين أوصلوهم إلى قبة البرلمان؟ هل معظم هؤلاء النواب على درجة من الكفاءة للمهمات التشريعية في مساءلة الحكومة؟ هل باستطاعة هؤلاء النواب تمرير القوانين والتشريعات المهمة المنسجمة ورغبات الناخبين ؟
المطلوب الكثير من كل أبناء الوطن في ظل الظروف التي نعيشها والتي لم تعد تخفى على أحد حتى أن أطفالنا باتوا يناقشوننا بما يمارس علينا من قهر وضغط ليس له مبرره سوى أننا أصحاب حق وحضارة انسانيه , والمطلوب من نواب الشعب أن يكونوا في مقدمه مسيره حماية الوطن وبناءه والدفاع عنه داخليا وخارجيا ويكونوا على مستوى المسؤولية , فهذا زمن المعا دله الصعبة 0
-----------------------
* باحث برلماني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا