الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي: ترهيب المتظاهرين وترغيب الاعلاميين

ساطع راجي

2011 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


كلام رئيس الوزراء نوري المالكي خلال لقائه ببعض الاعلاميين يوم الاحد حمل عنوانين، الاول هو ترهيب المتظاهرين عبر تخويفهم من جهات واشخاص يرتدون زي الشرطة يحاولون استهداف هؤلاء المتظاهرين، وهذا التخويف ليس الاول من نوعه الذي يصدر عن المالكي خلال الايام القليلة الماضية، ويعرف العراقيون ان كثير من حالات الاعتداء والاعتقال في العراق وخلال عدة سنوات نسبت الى اشخاص يرتدون زي الشرطة أو الجيش لتبقى تلك الحالات معلقة بين كونها نفذت من جماعات ارهابية ترتدي الزي الرسمي او انها نفذت من قبل قوات رسمية لغايات وحسابات غير رسمية ولا قانونية، وفي قراءة اوسع يمكن التشكيك في مقولات رئيس الوزراء على انها تهديد مبطن بسيناريو يقوم على قمع المتظاهرين والاعتداء عليهم ثم القاء التهم على ما سيسمى (عناصر مندسة) وهذا التفسير يستند الى تصريحات بعض اعضاء ائتلاف دولة القانون الذين الصقوا بالمتظاهرين صفات تبيح قمعهم واضطهادهم مثل (المشاغبين) و(الخوارج) او انه تحذير واقعي لكن في هذه الحالة على رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة ان يحمي المتظاهرين ويقبض على اصحاب الخطط السيئة ويفضحهم لا ان يثير مخاوف المتظاهرين.
في نفس الوقت الذي بعث المالكي فيه رسالة التخويف والترهيب الى المتظاهرين توجه المالكي بالمديح للاعلاميين فهو يعرف ان القوة الاساسية للتظاهرات والاحتجاجات تكمن فيما تنقله وسائل الاعلام، ووجه المالكي الى الاعلاميين سيلا من المديح والاطراء واشار المالكي طبعا الى الاعلام البناء وهو يقصد بذلك الاعلام الذي يشيد بالحكومة ويتحدث بالعموميات ويتهم جهات لا يسميها بالوقوف وراء كل المصائب التي يعيشها العراقيون، وهو يقصد ايضا الاعلام الذي يدعو العراقيين للصبر والتفاؤل بعد ثلاثين سنة من ظلم الطغيان وثمان سنوات من ظلم الديمقراطية المحاصصاتية، ورئيس الوزراء يقصد الاعلام الذي لا يكشف الكوارث التي يرتكبها مسؤولون فاشلون اصر رئيس الوزراء نفسه على التمسك بهم وحمايتهم عاما بعد عام رغم كل تهم الفساد والفشل التي وجهت اليهم وراح المالكي مجددا يخترع المناصب لهم في وقت تعهد المالكي خلال حملته الانتخابية بتقليص المناصب الحكومية حفاظا على المال العام، وطبعا لم ينس رئيس الوزراء تذكير الاعلاميين الذين التقاهم بانه حقق مطالب هؤلاء الاعلاميين وهو يقصد المنح التي وزعتها نقابة الصحفيين وقطع الاراضي الموعودة لكن على رئيس الوزراء ان يتذكر ان هذه الهبات هي من المال العام، وعليه ان يسأل نفسه لماذا تستمر وسائل الاعلام في الحديث عن اخطاء الحكومة وخطاياها، وهي اخطاء وخطايا لا يتحملها رئيس الوزراء وحده لكن المشكلة ان رئيس الوزراء يلتزم دائما بالدفاع عن اشخاص يرى الشعب انهم سبب مشاكله، كما ان رئيس الوزراء يسرف في تقديم الوعود التي لا يلتزم بها كما انه يرسم صورة وردية دائما كما جاء في حديثه مع الاعلاميين عندما تحدث عن بناء دولة المؤسسات بعدما شكل لجنة قبل اسابيع لاصدار عفو عن المزورين، ويتحدث عن مكافحة الفساد في وقت يعرقل الوزراء عمل هيئة النزاهة كما يقول رئيس الهيئة .
يقول رئيس الوزراء ان مقالا في احدى الصحف قد يصب الزيت على النار، لكن رئيس الوزراء لا يسعى لاخماد نار الفساد والظلم الاجتماعي فيبطل بذلك مفعول الزيت ان وجد مثل هذا الزيت فعلا رغم انني متأكد ان معظم المشاركين في التظاهرات لا يقرأون الصحف ولو سأل رئيس الوزراء عن نسب توزيع الصحف لعرف اي قوة لها بل ان العراقيين هم من بين اقل شعوب المنطقة اطلاعا على الانترنيت وهذه ليست ادلة جهل بل ادلة فقر وشعور باليأس.
يقول رئيس الوزراء انه لايوجد معتقلون رأي في العراق لكن هذا الوضع هو الطبيعي ولا اظنه يهدد بذلك العراقيين ام ان رئيس الوزراء يريد العراق مثل الدول التي تعتقل الكتاب والاعلاميين؟، لا اظن ذلك لكن الامر جاء في باب المباهاة او الفخر وهنا لابد من التذكير ان حرية التعبير عن الرأي وحرية الاعلام وللاسف الشديد هبات جاءت على يد الامريكي ويسعى العراقي دائما الى تقليصها بل هناك بين المسؤولين العراقيين رغم اشتراكه في العملية السياسية الديمقراطية (افتراضا) من يرى في الاعلام الحر سببا لكل المشاكل ويحلم بان يختفي هذا الاعلام ومن هنا جاء طرق افساد الاعلام ورشوته التي تمارس من قبل المؤسسات الرسمية والساسة.
بدلا من ترهيب المتظاهرين وترغيب الاعلاميين ندعو رئيس الوزراء الى اجراءات حقيقية وفاعلة للانتفاض على الفساد وتلبية مطالب الشعب حقنا للدماء التي قد تسيل وحفاظا على الممتلكات التي قد تدمر ومنعا للصورة السيئة عن البلاد التي قد تثير شماتة اعداء العراق والعراقيين، ولنتذكر جميعا ان ما يريده العراقيون حتى الآن هو ماء صافي وكهرباء اكثر وفرص عمل ومعونات اجتماعية وخدمات افضل واصلاح وكلها طلبات مشروعة بدون ان يطري عليها او يزكيها المسؤولون الذين على عاتقهم تنفيذ هذه الطلبات او الاعتراف بالفشل واعتزال الوظيفة قبل ان يرتفع سقف المطالب وتتغير اساليب الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً