الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرسي الدوار

حسين علي الحمداني

2011 / 2 / 21
كتابات ساخرة


ألحمد لله الذي لم يجعلني رئيسا لدولة عربية ، وإلا لكان مصيري الآن مصير بن علي ومبارك ، ولكن مع هذا أنا قلق لأنني أدير مدرسة نوعا ما كبيرة ورغم إن لا موارد لها ودائما أصرف عليها من جيبي الخاص لأن موازنة العراق لعام 2011 لم تخصص ولا دينارا واحدا نثرية للمدارس المنتشرة في عموم التراب العراقي ، حتى إيجار الحانوت المدرسي سدد بالكامل لوزارة التربية العراقية لقاء وصل قبض رسمي يؤكد الاستلام .
ولأنني أحرص على منصبي ومتشبث به أيما تشبث ليس لأنه فيه امتيازات ومنافع مالية بل لأنني رجل شرقي يستهويني الكرسي خاصة إذا كان دوارا يشبه كراسي الحلاقين في السبعينيات من القرن الماضي ، لهذا أحرص على أن أكون في السابعة تماما من صباح كل يوم في المدرسة وأول شيء أفعله هو أن أمسح مكتبي ، طبعا لا أدع موظف الخدمة يفعل هذا لأن المدرسة أساسا فيها موظف واحد وعليه تنظيف 13 فصل دراسي وساحة المدرسة وبعد ذلك عليه أن يعمل الشاي لي طبعا فأنا مدمن شاي كما هو مدمن .
فكرت وأنا أتمتع الآن بعطلة الربيع كما يقول التقويم التربوي الذي تحرص الوزارة على تزويد المدارس به ولكنها لا تلتزم بالجداول والمواعيد المعلنة ، فكرت بعدد من الإصلاحات التي يمكن أن أعملها في المدرسة كي لا أتعرض لاحتجاجات خاصة وإن من أقودهم في هذه المؤسسة متعددي الأهواء والثقافات والأعمار ، بعضهم رجال والقسم الأكبر نساء ، منهن متزوجات لهن مطالب وأخريات عازبات لهن أيضا مطباهن ، وأيضا هنالك 500 تلميذ بأعمار مختلفة ومستويات مختلفة ، أنه شعب قوامة 555 مواطن ومواطنة كلهم ينظرون لي وبعضهم ربما في سره يقول ( أرحل ) خاصة وأنني استلمت المدرسة وكان استلامي لإدارتها شؤم على البلاد والعباد حيث بعد استلامي منصبي بشهر واحد تم احتلال العراق من قبل الحلفاء ، لكن بعض المعلمين أكدوا لي ولبعض القنوات الفضائية بأنني كنت وش السعد عليهم لأن رواتبهم قفزت من 3 دولارات قبل الاحتلال إلى 500 كحد أدنى في ظل الاحتلال البغيض الجاثم على مقدرات العراق وشعبه ، وحقيقة الأمر فكرت بأن أعمل إصلاحات بعد نهاية العطلة وأولها سأغير المصطلحات فبدل ما أقول ( الدرس الأول ) سأقول ( الحصة الأولى ) ويعتبر هذا في عرف التربية ( منعطف تأريخي ) وسأعمد لشراء جهاز استنساخ ملون أضعه تحت أمر وطاعة المعلمين والمعلمات خاصة وإن وزارة التربية ومديرية التربية لا تمل ولا تكل من طلب (رباعيات صدام ) وهي ( البطاقة التموينية – الجنسية – شهادة الجنسية – تأييد السكن أبو الصورة ) ،وبالتأكيد فإن وجود جهاز استنساخ مجاني في المدرسة وملون من شأنه أن يدرج في خانة الإصلاح والتغيير ، وسأوزع صلاحياتي بين المعاونيين وأبقى بصلاحيات بروتوكولية بسيطة تؤمن لي البقاء في الكرسي ، ولن أسمح بعد اليوم بأن تتدخل ( المدام ) في عملي وتملي علي (أجندتها ) خاصة وإنها ترتبط بعلاقات وثيقة مع الكثير من ( المعلمات ) ودائما ما اتفاجىء بأنها تمنحهن ( إجازات ) وهن اعتدن أن يأخذن الإجازة منها وليس مني وبالتالي فإنني سأحيدها في هذا الأمر ما استطعت لذلك سبيلا .
وأيضا فكرت أن أغير أسماء السجلات فبدل من ( سجل الغيابات ) يكون ( سجل الحضور ) تماشيا مع رؤية جديدة متفائلة تقوم على النظر للنصف الممتلئ من الكأس وليس الفارغ وهذا من شأنه أن يعزز فرص التنمية في البلد , وبدلا من كلمة ساقط في الامتحان ( نستخدم راسب ) ، والتلاميذ المشاغبين والمشاكسين سأقدم لهم نصائح وتوجيهات تربوية وحلوى وأحاول أن لا أجعلهم يشعرون بأنهم ( علة ) على زملائهم بما يؤمن اندماجهم في المجتمع المدرسي .
فالتغير مطلوب والإصلاح مطلوب والكرسي والحفاظ عليه يتطلب هذا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا


.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح




.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر