الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدير الديمقراطية قادم لا محال ... وقرارات مجلس النواب لن تجدي نفعاً

عبد علي عوض

2011 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


أخذت مختلف الأطراف التحضير ليوم الإحتجاج العام – الجمعة 25/2 الذي يشمل مختلف مدن العراق وفي مقدمتها بغداد وساحة تحريرها التي تمثل رمز إنعتاق الشعب العراقي وحصوله على حريته ، وقد بانت حقيقة مَن هم مع العراق الديمقراطي الجديد ، الخائفون على مصير شعبهم وبلدهم من الإنزلاق والعودة الى عهد الدكتاتورية البغيضة ورفضهم هيمنة ذات الأحزاب الطائفية والإثنية على مقاليد الحكم بغلاف ديمقراطي مزيَّف ولمدة ثماني سنوات ... ومَن يتباكى على نظام البعث الصدامي ، فأخذ ومن خلال مختلف وسائل الإعلام المرئية ينادي بسقوط الديمقراطية والبحث عن صنم جديد ، كي يحكم العراق وشعبه بقوانين العبودية الحديثة ، وهذه الجهات لن تجد لها موطيء قدم بين الأحرار الوطنيين ، من النُخب المثقفة والأكاديميين والكسبة والكادحين ،الذين قررّوا جميعاً قيادة دفّة سفينة العملية السياسية صوب شاطيء الديمقراطية مهما كانت الضحيات .

لقد صوَّتَ مجلس النواب على موازنة 2011 وكالعادة من دون الإطلاع على الحسابات الختامية للموازنة الفائتة 2010 ، مبيّناً إنجازه العظيم بمناقلة 4% من الموازنة التشغيلية وإنفاق تلك النسبة على الرعاية الإجتماعية و رواتب للطلبة الجامعيين وزيادة تخصيصات محافظة المثنى المنسية من ناحية الإعمار وتوزيع 20% من اموال الموازنة على افراد الشعب من أجل ترويض و إسكات أصوات الجماهير وندائها ( مال الشعب للشعب مو للحرامية ) . لكن الأهم عند البرلمانيين هو إلغاء المنافع الإجتماعية للرئاسات الثلاث ، وكان الهدف من وراء ذلك هو تهدئة الشارع العراقي الذي قرّرَ الإنتفاض السلمي وبلا تراجع الى حين تنفيذ كافة مطاليبه وفي مقدمتها محاسبة الجميع خلال الفترة المنصرمة بما حملته من فساد سياسي وإقتصادي وتربوي وأخلاقي . أما مسألة النظر في رواتب الرئاسات الثلاثة ونوابهم والوزراء و وكلائهم والنواب والمدراء العامّين وأعضاء مجالس المحافظات فتبقى كمشروع قانون سينَظّم لاحقاً ، والحقيقة أنهم ينتظرون ردود أفعال العراقيين ، وهنا تجدر الإشارة الى أن مشروعهم هذا أسقط الأمور التالية :- أولاً- مسالة الغاء قانون الرواتب التقاعدية للدرجات الخاصة وإستردادها بأثر رجعي ، ثانياً – الغاء التخصيصات المالية الإضافية لأصحاب تلك الدرجات الخاصة وإرجاعها الى خزينة الدولة منذ 2003 ، ثالثاً تجريد أصحاب الدرجات الخاصة من المتقاعدين من جوازات سفرهم الدبلوماسية هم وعوائلهم ، والذين يحق لهم حمل الجوازات الدبلوماسية فقط مَن يزاولون العمل الوظيفي الرسمي من دون عوائلهم ، وليس تمتعهم مع عوائلهم بتلك الجوازات لمدة ثماني سنوات .

المُلفت للنظر أن قيادات التحالف الشيعسلاموي – ما عدا إئتلاف دولة القانون – يؤيدون خروج المظاهرات وتنظيم الإعتصامات الإحتجاجية ، فلو كان منصب رئيس الوزراء من حصة احد تلك الأحزاب الطائفية لهدأت والتزمت الصمت ، لا بل دافعت عن شخص رئيس الوزراء المنتمي اليها حزبياً ، وفي ذات الوقت سيقوم حزب الدعوة – جناح المالكي – بالتحريض على خروج المظاهرات ، هكذا هي الحقيقة ، فمَن يستطيع اللعب على مشاعر الشعب وكسب ودِّه هو المنتصر والفائز في نهاية المطاف .
إنّ التظاهرات السلمية القادمة ، ستستمر وستضع قوى المحاصصة الطائفية والإثنية على المحك ، ولن يتوقف الغليان الجماهيري ، إلاّ بركوعها امام الشعب الذي اوصلها الى السلطة في غفلة تاريخية، ومحاسبتها من خلال القضاء العادل دون إستثناء أية جهة منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خلاص وحيد للعراق
سيلوس العراقي ( 2011 / 2 / 21 - 08:34 )
تحية : اعتقد ان اي مطلب لاي تحرك شعبي يجب ان لا يكون فقط من اجل تامين فرص العمل او رغيف الخبز، فان السلطات الحاكمة في العراق سوف تضحك على الشعب بوعود كاذبة، ان كنا نريد تغيير حقيقي فليكن فصل الدين عن الدولة والغاء كافة الاحزاب الدينية والمرتبطة بدول دينية وعدم السماح فيما بعد بتاسيس اي حزب تحت اي مسمى اخر فيه من اعضاء معروفين مسبقا بانتماءاتهم لايديولوجيات دينية مهما كانت، لكي لا تعود حليمة الى عاداتها القديمة، فقد شبع العراق هوانا من التسلط المدني (غير العلماني) والديني. وكل المطالب ما عدا هذا سوف لن ينفع البتة وسيكون التغيير مجرد التحول من دكتاتورية الى اخرى مع التحية


2 - الحل
د . عبد علي عوض ( 2011 / 2 / 21 - 10:08 )
الأخ سيلوس بعد التحية
العلمانية الديمقراطية هي هدف الطامحين للحرية ، لأنها الضامنة لحقوق الشعب ، و قوى الإسلام السياسي تمثل الدكتاتورية الدينية المطلقة، فلا تلاقي بين الاثنين ، لذا ويتضح ان الاحزاب الطائفية عندما ترفع شعار الديمقراطية ، هو مجرد الضحك على الشعب والسخرية منه ، وهي لاتختلف عن العلمانية الدكتاتورية بشموليتها وفاشيتها وفسادها

اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟