الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد الحب عيد العراق من يرعاه

يوسف علوان

2011 / 2 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


عيد الحب (عيد العراق).. من يرعاه؟

في يوم الاثنين 14/2/2011 جرت تظاهرة شبابية سلمية في ساحة التحرير، لما لهذه الساحة، من رمز وطني، وتحت نصب الحرية للفنان جواد سليم الذي يمثل مسيرة شعبنا العراقي في نضاله الطويل ضد الاضطهاد والقمع والفساد في ذلك الوقت، ودعا المتظاهرون الى معالجة فشل الخدمات التي يعاني منها البلد. ولهذا ستكتسب هذه التظاهرات التي دعت اليها قوى شبابية من خلال الفيسبوك بعداً اجتماعياً كبيراً. وقد جرت قبل هذه الدعوة تظاهرات عفوية عديدة في انحاء العراق، قامت بها جماهير الشعب التي ملّت وعود المسؤولين وعجزهم في تقديم الخدمات التي من المفروض ان يقدمها هؤلاء المسؤولون الذين غرقوا في فسادهم وفشلهم الى حد ان البعض منهم (اعضاء مجالس المحافظات والبلدية وبقية المسؤولين) سارعوا الى تأكيد فشلهم في تقديم هذه الخدمات، كلٌ مبرراً عجزه عن الإيفاء بالوعود، التي قطعها اثناء حملاتهم الانتخابية.
وحالة الغليان التي يعيشها الشباب، بسبب الوعود الكثيرة التي يطلقها المسؤولون الحكوميين بتوفير الوظائف للشباب العاطل عن العمل لاسيما خريجي المعاهد والجامعات هذه الوعود ولدّت الاحباط الكبير لدى الشباب وخاصة بعد ان سارع المسؤولين الى اتهام التظاهرة بـ"التسييس".

ان هذه الدعوة للتظاهر ستكون اول تظاهرة يجري الاستعداد لها من خلال الانترنت، وهي دعوة مشابهة لبداية الانتفاضة التونسية والمصرية التي حققتا أهدافهما بأسقاط نظاميهما اللذين اهملا مصالح شعبيهما فكان عاقبتهما ان اخرجا الرئيسين التونسي والمصري من بلديهما تطاردهما الهزيمة والفضيحة. فهل يا ترى سيجري في العراق ما جرى في تونس ومصر؟ ليس هذا ببعيد فالشعب العراقي عانى الأمرين من أنظمته السابقة ومن نظامه الحالي.. فالأسباب التي أججت الثورة التونسية والمصرية كلها موجودة في العراق.. والشعوب في تطلعاتها متشابهة فهل سيتعض مسؤولينا من ذلك؟ أم سيتركون المارد الذي نهض من كبوته في تونس ومصر ينهض في العراق؟
وعلى الرغم من اننا نعيش في نظام يحكمه الدستور، الذي يضمن للشعب حرية التجمع والتظاهر والاحتجاج غير ان تظاهرة الديوانية راح ضحيتها شهداء وجرحى ابرياء لمجرد أنهم مارسوا حقهم في ابداء آراءهم ومطالبهم المشروعة.
والآن أمام القوى الوطنية التي تساهم في العملية السياسية أن تعي خطورة المرحلة الراهنة وان تصطف مع هذه الجماهير التي بدأت زحفها ولن يتوقف. فمن يا ترى سيكون مع هذه الجموع الغاضبة التي ملت الوعود، ويفضل مصالح شعبه على مصالحه الخاصة. لاسيما وان هناك قوى مؤهلة لتقود هذا التحول الجديد الذي يرفضه البعض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل