الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظرة الرسمية للاحتجاجات الشعبية في العراق !!!

دياري صالح مجيد

2011 / 2 / 21
حقوق الانسان


في ظل الوضع السيء خدماتيا ومؤسساتيا , يسعى العراقيون الى تنظيم حملة واسعة من الاحتجاجات في العديد من المدن العراقية التي ذاقت مرارة الوعود الزائفة التي اطلقتها العديد من القوى السياسية المعروفة بقدرتها على خداع المواطن من خلال استخدامها لشعارات تغازل احلام الشعب المتطلع الى التخلص من الفقر ومن الارهاب , ليكتشف الجميع في النهاية بان مصادر القلق المجتمعي تلك تحولت هذه المرة الى مصدر من مصادر التخدير المؤقت للالام المجتمع املا في تغيير واقعه عبر اليات السياسة المعروفة التي فشل سياسيونا في تطبيقها , ضنا منهم بان طريقة التخدير تلك ستستمر الى ما لانهاية .

جاءت الاحتجاجات الاخيرة في العديد من الدول العربية المهمة وعلى راسها مصر , التي كان الجميع يعلم بقسوة نظامها السياسي وقوة جهازه الامني والاستخباراتي في قمع الشعب وحركاته التحررية , لتعطي للعديد من شعوب المنطقة ومنها بالتاكيد الشعب العراقي نوعا من الصدمة التي اسهمت في افاقته من فترة التخدير تلك و لتدفعه هو الاخر باتجاه الاحتجاج الجماهيري الهادف الى التغيير والاندفاع نحو استحقاق انساني لا بد وان يتمتع به ابناء العراق كافة ومن كل الطوائف والقوميات دون تمييز , والا فهل يصبح من المنطقي ان يتمتع ابناء المنطقة الخضراء وعوائلهم بكل هذه الامتيازات ويحرم العراقيون من ابسط مقومات العيش الحر الكريم في هذا البلد الغني ؟ .

للاسف لم تدرك النخبة السياسية الحاكمة اليوم بان سياسات التفقير التي مارسها النظام السابق ومن ضمنها ايضا سياسات الاذلال والاهانة لافراد الشعب العراقي , هي التي اطاحت به فعليا قبل ان تتم عملية الاطاحة الرسمية به . لذا فان ممارسة ذات السياسات هي التي ادت الى غليان الشارع العراقي وتسببت في تصاعد حدة النقمة لدى ابنائه على من يدير الامور في العراق بطريقة تنم عن قصور في التفكير الاستراتيجي في عملية التعاطي مع ملفات ذات اهمية كبرى للفرد العراقي يتم تلمس اثرها السلبي المخرب في كل مفصل من مفاصل حياتنا اليومية في اغلب المدن العراقية التي تنام وتصحى على واقع مزري خدماتيا وامنيا ومؤسساتيا , دون ان يجد الفرد العراقي في النهاية ان هنالك رغبة حقيقية في اي رد فعل حكومي للتعاطي مع هذا الواقع المزري الذي حطم الفرد والمجتمع وانهكه في مطاردة حلم زائف رسمه السياسيون بهدف الاثراء على حساب الالام الشعب ومعاناته التي ليس لها نهاية واضحة بعد .

تصاعد الاحساس بالظلم الواقع على الشعب العراقي , ومع الايمان بان الاحتجاج هنا في شوارع بغداد وغيرها قد لا يقود بالضرورة الى ذات النتائج التي حققتها الثورة التونسية او المصرية , هو الذي قاد الجميع الى الرغبة في نبذ اي توصيف قومي او مذهبي لمطالب الجماهير بالحياة الحرة الكريمة وانتزاع هذا الحق من السياسين , لذا فقد تنبه اصحاب السطوة والنفوذ الى امكانية تدهور الامور سريعا وخروجها عن نطاق السيطرة لتشرع العديد من الشخصيات البدء بحملة تشويه منظمة للواقع الاحتجاجي القادم في شوارع المدن العراقية . فترى البعض من الان يحاول العمل على خلط الاوراق فمنهم من ينسب تلك المحاولات الى تنظيمات معادية للتجربة العراقية الجديدة, ومنهم ايضا من يرمي بالتهمة على بقية الاحزاب المشاركة في العملية السياسية بطريقة المنافس او الحليف الند وليس الخانع . كما لا لايستبعد المرء ان يتم خلط الاوراق بطريقة اكثر دهاء عندما يدمج البعد الاقليمي بكل الوانه واقطابه , فقط لاقناع العراقي بان ما سيجري في الشارع من احتجاج انما يهدف الى زعزعة وتقويض الامن للاضرار بالعراق والعراقيين انفسهم .

هذا النمط من التفكير والتعامل اثبت نجاحا منقطع النظير خلال السنوات السابقة في العراق , لانه بحق الثمن المر للانقسام الذي وجد له مكانا واسعا وعريضا في صفوف الشعب العراقي . لقد عمل البعض على تحويل مبدا فرق تسد الشهير الى التطبيق على ارض الواقع , لكن هذه المرة بايد عراقية وبتفكير عراقي بحت , ليتصور امثال هؤلاء بان هذه السياسة ستخدمهم في ابقاء العراق وشعبه منقسما الى ما لانهاية , كي يستمروا هم في الحكم وفي التمتع بما يضفيه هذا الحكم عليهم من نعم ومسرات .
قد لا تحقق الاحتجاجات التي يؤمل لها ان تنطلق في العراق الاهداف المرجوة منها وفقا لكثير من عناصر الوهن والضعف في البنية العراقية التي تعمل للاسف لصالح من يدير السياسة ويتحكم بادواتها على حساب الشعب , قد يحصل ذلك , لكن بالمقابل ستكون تلك خطوة جيدة وان جاءت متاخرة في الاتجاه نحو تصحيح مسار العلاقة بين المواطن والسياسي في العراق , على امل ان يكون القادم افضل على صعيد الحركات الاحتجاجية للمجتمع العراقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة


.. الصحفيون الفلسطينيون في غزة يحصلون على جائزة اليونسكو العالم




.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا


.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا




.. طلاب جامعة ييل الأمريكية يتظاهرون أمام منزل رئيس الجامعة