الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا التهرب من محاكمة مبارك؟!!

صالح سليمان عبدالعظيم

2011 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



منذ تنحية مبارك عن الحكم، وسقوطه المخزي، وانكشاف حجم ثرواته، لا يتحدث أي مسئول مؤقت في مصر عن الكيفية التي يجب من خلالها محاكمته، أو على الأقل استرداد ما يمكن استرداده من أموال منهوبة من قبل آل مبارك. ورغم أن المسئولين الحاليين قدموا بعض كباش الفداء من المسئولين السابقين لمحاكمتهم، فإن اللافت للنظر أنهم لم يقتربوا من قريب أو بعيد من ثروة مبارك والحديث عنها.
والأمر بهذه الوضعية يفتح العديد من الاحتمالات التي سوف تكشف عنها الأيام القادمة. فإما أن هناك صيغة توافقية تمت بين مبارك والجيش يتنحى بمقتضاها الأول عن السلطة نظير حماية الثاني له والتغاضي عن محاكمته واسترداد ثروات الشعب التي نهبها، وإما أن إعادة محاكمة مبارك ذاته والحديث عن ثرواته سوف تكشف الكثير من الفاسدين المنزوين عن الأنظار الآن.
وعبر كلا الاحتمالين فإن هناك تواطؤا ومؤامرة على الثروة والثوار والشهداء. وينكشف حجم هذا التواطؤ من الإصرار على الحفاظ على أحمد شفيق رغم إلحاح الشعب على تغييره والمجيء بغيره. فلماذا أحمد شفيق والإصرار عليه، هل يمثل معجزة وعقلية عبقرية سوف تغير مصر إلى الأبد؟ بالطبع لا أظن ذلك، فهناك عقليات أفضل وأكثر أهمية منه يتشرف بها منصب رئيس الوزراء.
ولماذا الدفع ببعض الأسماء الإسلامية في الواجهة الآن وسرعة البت في قرار حزب الوسط، رغم ترحيبنا به، والقبول المنقطع النظير بالإخوان المسلمين، فهل ثمة تواطؤ آخر يسمح بصعود الإخوان بشكل أو بآخر نظير الحفاظ على بنية النظام السابق أو اقتسام السلطة معه؟ أسئلة عديدة سوف تنكشف إن آجلا أو عاجلا، فمراهنات المسئولين الحاليين على عامل الوقت والتباطؤ في الواضح في بعض القرارات مسألة لن تستمر طويلا خصوصا إذا ما وضعنا في الاعتبار استمرار التظاهرات وعدم التراجع عنها.
ومما يلفت النظر أيضا الحديث المتصاعد هذه الأيام عن ضرورة وقف الاعتصامات وربط ذلك بتردي الأوضاع الاقتصادية في مصر. وكأن المعتصمين هم السبب في تردي الأوضاع المصرية، وكأن ثلاثين عاما من التردي لا تستدعي الثورة وتواصل التظاهر. إضافة إلى ذلك يسترعي الانتباه تلك الحملة المسعورة التي يمارسها الكثيرون من محاولة تلطيف الأجواء مع رجال الشرطة في مصر متناسين تاريخا طويلا من القمع والإرهاب مارسته عناصرها ضد الشعب المصري الأعزل، هكذا وبجرة قلم علينا أن نحب الشرطة ونقبلها ونحتضنها، مثلما أنه علينا أن ننسي أن أحمد شفيق تلميذ مخلص ومطيع للرئيس المخلوع. تستدعي الثورة الآن أن تمتلك ذاكرة حديدية تفرز من خلالها من مع الثورة ومن ضدها وإلا سوف يعود اللئام أقوى واشد نذالة مما سبق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟