الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا حر إذاً أنا موجود

محمود يوسف بكير

2011 / 2 / 21
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


كلنا يعرف المقولة الشهيرة للفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت : أنا أفكر إذاً أنا موجود، بمعنى أنه أثبت وجوده من خلال إثبات أن لديه القدرة على التفكير الحر.أما اليوم وفي عصر انتفاضة الشعوب العربية ضد الفساد والظلم والاستبداد فيحق لنا أن نطور مقولة ديكارت إلى معنى جديد يشحذ الهمم ويلهب الحماس من أجل تحقيق هدفنا وسعينا السلمي المشروع كعرب كي نكون أحراراً. نعم أنا حر إذاً أنا موجود حقيقة أدركتها كل الشعوب العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين والجزائر والباقية تأتي.

هذه الشعوب التي ظلمت أكثر ما ظلمت من جانب شركائهم في نفس الوطن وليس من جانب المستعمر الأجنبي تعبر عن هذه المقولة اليوم ليس بالقول ولكن بالتضحيات وبالدم، هذه الشعوب التواقة للحرية والكرامة لن تسكتها مدرعات أو قنابل أو طلقات الغدر من جانب زبانية الشرطة والمأجورين عن السعي لنيل حريتها والخلاص من استبداد و جبروت وعفن حكامها حتى ولو بعد حين.

كل كائن في الوجود حتى الحيوانات والطير فطر على أن يفضل الموت عن أن تسلب منه حريته أو أن يظلم وآن الأوان أن يفهم حكامنا أن زمن استعباد ونهب الشعوب قد ولى بلا رجعة وإنه ليس بمقدورهم البقاء فوق عروشهم ضد إرادة الشعوب.
عليهم ألا ينخدعوا بوجود قلة فاسدة ذات فطرة مريضة تحيطهم بتأييد زائف من أجل حماية مكتسبات غير مشروعة، أقول لحكامنا أن هؤلاء هم أول من سيقفز كالفئران من سفنهم عندما تبدأ في الغرق ولهم فيما حدث في ثورة مصر لعبرة.

نقول للطغاة العرب أن عليهم أن يدركوا أنه لم يعد أمام شعوبهم إلا خيارين فإما حياة كريمة أو التظاهر والمقاومة حتى الموت، فلماذا العناد وتحدي إرادة الشعوب في معركة حق محسومة سلفا.

ونقول لحكام الدول الغربية وعلى رأسهم أمريكا أن عبارات حقوق الإنسان التي تتذكرونها عندما تندلع المظاهرات ويتم قمعها بوحشية في إيران عليكم أن تتذكرونها أيضاً عندما يحدث نفس الشيء في البحرين وليبيا وغيرها. إن إستراتيجيتكم القائمة على أن الاستقرار يعلو على الديمقراطية و حقوق الإنسان في المنطقة العربية توجه خاطئ تماماً وهذا ما أثبتته هذه الثورات المندلعة في كل مكان. أي استقرار هذا الذي يقوم على الاستبداد والفساد؟ و متى ستدركون أن الحرية والديمقراطية هما أكبر ضمان للاستقرار؟

إننا ندعوكم إلى التدخل لوقف المذابح التي تجري في ليبيا تحت ناظريكم والمساهمة الفعالة في تحقيق التطلعات المشروعة والسلمية لكل الشعوب العربية الراغبة في تنفس عبير الحرية والكرامة.

لقد أشرقت شمس الحرية في العالم العربي بعد طول غياب ولن يكون بمقدور الحكام المستبدين وزمرة الفاسدين من حولهم إخفاء نورها بعد الآن.
على الثوار في كل مكان أن يعوا تماماً أن استخدام الأنظمة المستبدة لأساليب القمع الوحشية ليس دليل قوة على الإطلاق بل إنه دليل واضح على يأسهم وإفلاسهم وقرب نهايتهم، إن الحاكم المستبد والفاسد تعوزه الحجة والقدرة على الإقناع بالطرق السلمية ولا يستطيع أن يدخل في حوارات بهدف الوصول إلى إصلاحات ديمقراطية حقيقية لأن هذا ببساطة يعني حرمانه من سطوته وصلاحياته الإلهية ولذلك يلجأ عادة إلى أسلوب المناورات والوعود الفارغة وإضاعة الوقت لاستنزاف همم المعارضين وتشتيتهم، فإذا ما فشلت هذه التكتيكات يلجأ إلى أساليب العنف والبلطجة والترويع عسى أن يعود الشعب إلى بيت الطاعة من جديد، وقد أثبتت ثورة كل من تونس ومصر أن مآل هذه الحيل هو الفشل.

عليكم بالصبر والمثابرة لأن الطريق إلى الحرية والكرامة صعب ومرير ولكن ثمرته حلوة وتذكروا أن هذا اختبار من الله لعزائمكم وأنه معكم ومن يكن الله معه فمن يستطيع أن يكون ضده؟

ولعلي أختم بالقول أنه يخطئ من يعتقد أن الحرية والديمقراطية والعدل والكرامة وكل هذه المبادئ الرائعة يمكن أن تتحقق بشكل تلقائي لمجرد أنها مبادئ نبيلة بحيث نعود إلى بيوتنا ونكتفي بالدخول في حوارات غير مجدية مع الحاكم المستبد، فقد جربنا كل هذا من قبل في مصر وفشلنا في الحصول على أي من حقوقنا، بل على العكس تماماً وهذا ما يثبته التاريخ الإنساني أنه كي تسود هذه المبادئ وتنتصر لابد لها من قوة تساندها، ولذلك فإن الشعوب ذات العزيمة والإرادة القوية والمستعدة للتضحية هي وحدها التي تنال حقوقها وتفرض سيادتها.
تحية وإجلالاً من الأعماق لكل المناضلين والمناضلات من أجل حريتهم الذين يدركون أن حياتهم دون حريتهم لا قيمة لها وإنها حياة أكرم منها الموت.
ثبت الله على طريق الثورة خطاكم وأيدكم بنصره وإن نصره لقريب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انا اختار بحرية فاذن انا موجود
اسماعيل ميرشم ( 2011 / 2 / 22 - 06:42 )
استاذي الفاضل ماذا لو قلنا -انا اختار بحرية فاذن انا موجود-مع تمنياتي لكم وللشعوب العربية لتحقق الحرية وحق الاختيار الواعي في حياتكم لرسم مستقبل تسوده العدالة الاجتماعية للجميع ومشرقا للاجيال القادمة

اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر