الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة حركة تغير في التاريخ

جورج حزبون

2011 / 2 / 21
القضية الفلسطينية


الثورة حركة تغير للتاريخ

ترددت طويلاً إمام سلم الأولويات ، لهذا المشهد العربي المنتفض حتى التغير ، فرأيت إن اعرض للحالة الفلسطينية لسببين الأول : إن الثورة في عالمنا العربي تقيس مدى ثورية حكامها وأنظمتهم بمدى توافقه مع النضال الفلسطيني ، وثانيا : لان القضية الفلسطينية هي معبر شعوب المنطقة نحو الحرية والديمقراطية ، ذلك ليس بسبب دور إسرائيل في المنطقة ، بل إن الامبريالية تجد / وهي محقة / أن قيام دولة وطنية فلسطينية مستقلة وديمقراطية ، يحسم الصراع في المنطقة لصالح الشعوب و التقدم وإنهاء الهيمنة التي امتدت منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية ، ووقف نهب الشعوب العربية ثروات وإمكانات وحتى عقول .
لم يكن ( الفيتو ) الأمريكي جديداً ، بقدر ما جاء مفضوحاً وعاجزاً ، فأميركا اليوم تماما مثل الحكام العرب غير قادرة على استيعاب المتغير ، خاصة بعد إن هزتها الأزمة المالية ، وفشلت مضامين حروبها السياسية ، ويتراجع وضعها باستمرار كأول دولة صناعية، فانبت هذا المناخ 1هنيات سلفية ، كما حصل لدينا لكنه اخذ عندنا طابعا دينيا ، وهناك أطلق عليها في أمريكا ( المحافظين الجدد ) في محاولة لوقف حركة التاريخ والحياة حتى تبقى أميركا إمبراطورية قادرة قاهرة مستنزفت للشعوب ، وهي حالة معروفة للقبائل والدول حين تشعر أنها بدأت تأخذ خط الهبوط بعد إن حلمت ( وفق ) منظريها أنها مسيطرة حتى خط نهاية الزمان ،خاصة حين خرج السوفيت في الصراع.
في مطلع الخمسينيات و الستينيات من القران الماضي ، انتفضت الشعوب العربية ضد الهيمنة الامبريالية بإشكالها ومشاريعها ، لكن توازن القوى لم يكن لصالحها والجيوش العربية كانت ضعيفة سواء بالتجهيز او بالإدراك ، فانطلقت تتخبط بانقلابات متوالية ، رأت فيها الشعوب العربية محاولات للتقدم لكنها أفرزت بطبيعة الأمور أنظمة دكتاتورية ، وأصبح المشهد العربي يضم قيادات من مستوى عقيد حتى لواء يحكم وجميعهم يملكون قدرات القمع ولا يتوافقون مع التطور الذي يتجاوز قدراتهم وارتباطاتهم ، وهكذا أصبح الطوفان محتماً.
وما زال الجاري في فلسطين / رغم حالة المخاض والتوثب الشعبي / إلا خروجا عن العرف الأميركي الذي لعب دور ( أستاذ التربية للصفوف الروضة ) وفشل في إن يقدم إلا ضمانات لا إسرائيل ، يعزز موقفه ضعفه وفقدانه حتى الحديقة الخلقية للبيت الأبيض ( أميركا للاتينية ) ، مع الإدراك لصعوبة الوضع السياسي لإسرائيل ليس لأنها عادت لتجد إمامها جبهتين شرقية وغربية ،بل لأنها بما تمتلكه من عجرفة تقترب باستمرار من النموذج الجنوب إفريقي أيام حكم الابرتهايد ،وتزداد عزلة إمام شعوب وحكومات العالم ، وهذا الجدار العازل لا يختلف عن معازل السود في نظام ( الابرتهايد ) ، وقد عبرت جلسة ( الفيتو الأمريكي ) عن تزايد العزلة الإسرائيلية وحليفتها وإذا كان العالم أصبح يدرك استحالة البقاء في أنظمة عصور مضت ، فان شعوبنا العربية أطلقت بالدم رسالة تغير ، لتنظيم أنظمة معاصرة وديمقراطية ، والجزيرة الإسرائيلية ، لم تعد تستطيع العيش تحت ظل السيف ، كما لم يستطيع نظام بريتوريا العيش رغم امتلاكه المال والقنبلة الذرية ورغم حلفه مع أميركا وإسرائيل !!
لكن بقاء الفلسطينيين أيضا في حالة التنطع والاختلاف ، لم يعد ممكنا بقدر ما يمنع الاستفادة من المتغيرات الحاصلة إمامنا ، والموضوع ليس فقط بالدين والأخر بالتاريخ ، فهذه الفزاعة الاسلاموية سقطت في هبة الشعوب ، وليس الإسلام حالة جامدة لها سدنة متوارثين من عهود ما قبل اختراع الهاتف !! فبينهم شباب واع قادر على إدراك اللحظة والتعاطي معها فالخوف على الوطن وليس الدين ، والآخرين مطالبين بان يدركوا إن التاريخ لحظة زمنية لا تستطيع إمساكها بقدر ما تستوجب تطوريها ، لذلك يشعر الذين يصرون على نصر التاريخ انه توقف لهم على طريقة ( الوقف الديني ) والى ما ذلك حيث الحديث يجري هذه الأيام عن ( الاستوزار ) وتشكيل مجلس وزراء جديد ، وهي حالة عبثية مثيرة للألم ، فنحن نحتاج إلى قيادة فقط .
نحتاج إلى قيادة ثورية ، تستطيع إمساك اللحظة والاندماج فيها ، ضمن صبغة الأمن القومي العربي ، وبالتالي توجيه رسالة إلى الشعب إننا انتقلنا الى الحالة الثورية المطلوبة من الشباب الفلسطيني وشباب الأمة العربية كلها ، وبهذا نخرج أيضا عن رهانات مقولات ( حل السلطة ) البائسة ، فلا يجوز إن نتراجع عن ايه حقوق حصلناها مهما بدت ضئيلة ، فقط مطلوب ان تصبح قيادة دون مرافقين وسيارات حديثة و( فوتيك ) دون بدلات رسمية وبرامج بروتوكولات وما إلى ذلك ، وننتقل إلى العيش مع الشعب في المواجهة المفتوحة والمتحالفة مع الشعوب العربية والمستندة الى حركة الشعوب وقواه الحية ، وتغير القاموس الفلسطيني مثل بدل وزير يصبح الأخ المناضل او الرفيق القائد ، هذا واقعنا وتلك طريقنا وليس إمامنا إلا صبغة ( م.ت.ف ) ممثلاً شرعياً وحيداً وهو من وقع الاتفاق إن كان هناك من لا يزال يهتم بذلك .
فالمرحلة حين ترفع فيها شعارات الشعب الرافض للانقسام ، فإنها لا تعني الجمع بين مختلفين ، ولكنها تقول الاتفاق على برنامج مرحلي كفاحي للشعب الفلسطيني ، وأجراء انتخابات على تلك القاعدة لنعيد الثورة الى حياتنا ونعزل المتسلقين أصحاب المراسم والذين لم يكونوا يوما مع نضال شعبنا فأصبحوا قادة له ، ان الوحدة الوطنية ليست خواطر ولكنها تصويب وليست قسمة بين وريثين ( فتح + وحماس ) أنها وحدة الإرادة والشعب على طريق استكمال الاستقلال الوطني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |